اتحاد الكرة.. الكيان الفراغ وماذا بعد؟!

  • 6/13/2015
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

تفجرت براكين الغضب، وأطلقت سهام الانتقاد، جراء آخر قرارات الموسم لكروي السعودي، حتى بدا للمتابع القريب والبعيد أن الكرة ما زالت في منتصف الملعب، لجنة الانضباط أخرجت آخر ما في جعبتها هذا الموسم قضت بإيقاف ثلاثة من لاعبي النصر بطل الدوري ووصيف كأس الملك، على خلفية أحداث اعتداء على عدد من الجماهير شهدها الممر المؤدي إلى المقصورة الملكية عند صعود لاعبي الفريقين لتسلم الكأس والميداليات الذهبية والفضية من راعي الحفل الملك سلمان. من المؤكد أن هذه الجماهير استفزت اللاعبين، فرد هؤلاء اللاعبون عليهم برد فعل تجاوز الفعل وزاد عليه، الجماهير التي قامت بالعمل الاستفزازي إن كان سبا وشتما أو ما يوازيه من كلام قبيح ومؤذٍ، أفلتوا من العقاب، نجا من بدأ بالفعل وتورط صاحب ردة الفعل وغالبا هذا يحدث كثيرا في الملاعب وغيرها، لكن لماذا كان الاحتجاج على قرار العقوبة؛ هل لأن من تمت معاقبتهم كانوا لا يستحقون المحاسبة، أم لأن حجم العقوبة كان مبالغا فيه، أم لعدم تكامل أركان القرار وشروطه القانونية والنظامية، أم أن الأمر لا يتجاوز ردة فعل هي الأخرى استفزها القرار وأضر بها فقط؟ استقالة رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش عبر تغريدة على حسابه في «تويتر» قبل إعلان القرار، يعني أنه لم يشارك في إصداره وأن من قام بذلك هم أعضاء اللجنة أو أشباح مجهولون. لكن هل فعلا صدر القرار من وراء ظهره وهل استقالته حقيقية؟ عبد الرزاق أبو داود فعل الشيء نفسه؛ استقال من الإشراف على إدارة المنتخب الوطني عبر بيان إعلامي كال فيه الاتهامات بشتى أنواعها للعاملين في اتحاد الكرة لكنه ما زال يشارك في أعمال بعض اللجان؟ والحكم الدولي عبد العزيز الفنيطل أعلن اعتزاله من خلال مداخلة تلفزيونية وربما نجده يقود أولى مباريات الموسم. ابحثوا عن أسماء أخرى فعلت الشيء نفسه فلماذا يحدث ذلك؛ هل اتحاد الكرة موجود أم أنه كيان فراغ؟ نجح مجلس إدارة الاتحاد في كسب معركته مع الجمعية العمومية، لكن الكرة السعودية هي التي خسرت، كل الذين كانوا يعتقدون أن هناك من يحارب المجلس ورئيسه لأسباب شخصية كشفت لهم الأيام خطأ ذلك، وستكشف لهم أيضا أنهم أضاعوا فرصة التقويم والمحاسبة قبل أن تصل الأمور إلى ما هي عليه الآن، لجان تعمل بأيدٍ مرتعشة، ورئيس يستخدم الدبلوماسية في إجراء العمليات الجراحية بدلا عن المشرط، يجتمعون حين تريد كلا منهم في موقعه، ويتشتتون عندما يستوجب الأمر وقفة رجل واحد، ينحنون للعاصفة ثم يعودون لذات الأخطاء كأن شيئا لم يكن، أفضل ما يجيدونه جعلك تعتقد أنهم ليسوا وراء ما يحدث، هل لعاقل أن يبرئ اتحاد الكرة مما نتج عنه عقوبة ثلاثي النصر. من وافق على اعتماد النظام الأساسي ليسوا من طلبوا تعديله وإصلاحه، ومن ناقشوا أعمال اللجان والحسابات الختامية للميزانيات وحجب الثقة عن مجلس الإدارة ليسوا هم من بقي في قاعة الاجتماع، هذا الاتحاد الفراغ أراد جمعية عمومية تشبهه فكان له ما أراد، فهنيئا لهم بهم، وفي انتظار ما يأتي لا عزاء لبيت الكرة السعودي فيما كان أهله يحلمون له به وفيه.

مشاركة :