القرار الاقتصادي وأثره على المناخ الاستثماري

  • 6/13/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر القرار الاقتصادي على المستوى الكلي بُعدًا مهمًّا وحيويًّا ومحفِّزًا في التأثير على المناخ الاستثماري لأي دولة على وجه الأرض. وتعتبر إيجابية القرار بُعدًا مهمًّا في إضفاء الأمان في السوق المالي والاستثمار المباشر من طرف المستثمرين، وعادة ما يحد من المؤثرات السلبية ويُحجِّمها. لذلك ينظر المحلل الاقتصادي والمالي للقرار على مستوى الدولة بعين العناية والمتابعة للاستفادة منه في اتخاذ القرار الاستثماري. واتخذت السعودية عددًا من القرارات الإستراتيجية والمؤثرة على اتجاه الاستثمار والمناخ الاستثماري فيها، ولعل أهمها إعادة هيكلة المجالس بمختلف أنواعها واختصارها في مجلسين، الوضع الذي يُسهِّل عملية اتخاذ القرار وتطبيقه ومتابعة تنفيذه، وهو اتجاه يُعَدَّ هامًّا وحيويًّا لتفعيل جهاز الدولة والقرارات على المستوى الكلي. كما تم وصل النقاط من خلال تمكين الجهات التنفيذية من الصناديق والبنوك الحكومية من خلال تسكينها لتدعم صاحب القرار التنفيذي. وقد يرى من يرى أن اضعاف الذراع التمويلي والسيطرة على البُعد المالي قد يُؤثِّر على الوضع الاقتصادي والقوة المالية، ولكن في النهاية وضع هذه الأجهزة لخدمة القرار التنفيذي وتسريع القرار لا شك سيُحقِّق الهدف الأساس منها وليس العكس. يتفق الجميع على أن سرعة اتخاذ القرار، والتمكين منه له أبعاد حيوية لنجاح من يدير دفة القرار، وعدم التمكين لا شك سيُؤثِّر علي قدرة مُتَّخِذ القرار ومُطبّقه في روية الأثر، وبالتالي محاسبته على النجاح من عدمه. وهي الخطوات التي اتخذتها الدولة في الأشهر الماضية. فبالرغم من الضغوط العالمية في أسواق النفط وتوفر البديل الذي ساهم في رفع مستوى العرض يضاف لها الضغط من خلال الأبعاد السياسية في المنطقة، والضغط على ميزانية الدولة من خلال الضغوط الحالية في جنوب البلاد، إلاّ أن الاقتصاد السعودي لا يزال مستقرًا، ولا تزال جاذبيته مؤثرة في اتجاهات ونوعية الاستثمار، ولعل آخرها دخول المستثمر الأجنبي للسوق السعودي للأسهم. لا شك أن القرارات الأخيرة المتخذة وتحرك الدولة في متابعة أداء القيادات التنفيذية كان له الدور الإيجابي تجاه الاقتصاد السعودي وحفاظه على مساحته الحالية، بالرغم من السلبيات الحالية، والتي أوجدت مساحة من الإيجابية خففت من أي ضغوط أخرى والتي بدونها ربما اتجهنا لاتجاه آخر. المهم في الأمر هو أن المنحنى واتجاه القرار كان في المنحني المطلوب ليمتص أي اتجاهات سلبية، ويحد من تأثيرها، خاصة وأنها أسهمت بصورة مباشرة في تعزيز وتسريع عملية اتخاذ القرار وتنفيذه، وهي خطوات كانت تسير ببطء في الماضي. yasinjefri@yahoo.com

مشاركة :