كبير.. صغير.. سمين.. نحيف كُلها أشكال ومُسميات تصف حالة أجسامنا المُختلفة. حيثُ أن كُل شخص يتميز عن الشخص الآخر بشكل جسمه ويتعايش مع هذا الجسم خلال حياته اليومية، ونرى أن سلوكياتنا وأسلوب حياتنا الصحي والاجتماعي والشخصي والغذائي تُؤثر سلباً أو إيجاباً على حال أجسامنا وأوزانها. وبين النحافة والبدانة يبقى لأجسامنا وصحتها ولياقتها تأثير كبير في حياتنا. البدانة هي مرض العصر. ومن أهم ما نسعى إليه هو تجنب الوصول إلى البدانة لتجنب سلبياتها ومساوئها على الصحة وعلى حياتنا بشكل عام. البدانة هي عبارة عن زيادة وتراكم نسبة الدهون في الجسم التي تؤدي إلى خلل صحي كبير يُهدد حياة الشخص الذي يُعاني من تلك البدانة، كما أن البدانة أو السُمنة تأتي نتيجة تشابُك بين عوامل وراثية وبيئية ونفسية وصحية. وتعتبر السمنة مشكلة صحية تفوق كل المشاكل الغذائية الآخرى حيث أنها تزيد في نسبة الوفيات كما أنها ترتبط بمشاكل عاطفية ونفسية وصحية أخرى، ما يعني أنها تُؤثر على سلامة الفرد والعائلة والمجتمع. أسباب السمنة: ] السُعرات الحرارية الطاقة المُتناولة تتعدى نسبة السُعرات الحرارية المصروفة أو المُستهلكة في الجسم. أي أن الشخص يتناول طعاما أكثر مما يحرق جسمه، وفي هذه الحالة يُخزن الجسم ما زاد من السُعرات الحرارية على شكل دهون. ] الإعتماد على الأطعمة الجاهزة والسريعة الغنية بالسُعرات الحرارية والدهون المُشبعة وذلك لعدم وجود وقت لتحضير الطعام المنزلي ولأن تلك الوجبات أصبحت مُفضلة لدى الجميع صغيراً وكبيراً. ] قلة الحركة والخُمول ونمط الحياة الذي يعتمد على الجلوس طويلاً في المكاتب وراء أجهزة الكمبيوتر والتنقل بالسيارات ومشاهدة التلفاز لساعات وساعات. ] عدم وجود ثقافة غذائية لدى الفرد، عدم الإهتمام بصحة الطعام ونوعيته وعدم تنظيم أوقات الوجبات. ] بالنسبة للنساء فالمرأة أكثر قابلية للسمنة من الرجل بسبب الحمل والولادة وإختلاف الهرمونات، كذلك تقل حركتهن في المنزل لتوفر الخدم الذين يقومون بأعمال البيت فيستسلمن للسمنة. ] للوراثة دور هام في حدوث السمنة، فقد يُولد الطفل ولديه قابلية للسمنة لأن والديه بدينان. ] الغدد تلعب دوراً هاماً في أنشطة الجسم المختلفة وقد تؤدي إلى السمنة بسب الإفراط في إفرازاتها. لذلك نرى أن زيادة الهرمونات تزيد من كمية الدهون في الجسم خاصة في العنق، الصدر، البطن، كذلك أثناء الحمل. بالإضافة إلى أن نقص هرمون الثيروكسين وهرمون الأنسولين يُحدثان زيادة في الوزن. ] العوامل النفسية تلعب دورا مهما في حدوث السمنة فالمرضى المصابون بالقلق أو الكآبة والإحباط يلجؤون للأكل بشكل عشوائي وقد يركزون على الأطعمة التي تحتوي على السُكريات كالشوكولاته والحلويات، بالإضافة إلى أن بعض أدوية الإكتئاب قد تؤدي لزيادة في الوزن. ] زيادة الشهية حيث أن هناك منطقة في الدماغ تُعتبر مركز للشهية واختلال عمل هذا المركز ينتج عنه زيادة في الوزن. ] تناول بعض الأدوية قد يؤدي الى السمنة كالكرتزون وغيره. ] بُطء عملية الأستقلاب معدل الحرق (metabolism) مشاكل السمنة: السمنة تُعرض الإنسان للعديد من المخاطر الصحية: السكري ارتفاع ضغط الدم - ارتفاع معدل الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم مما يؤدي الى أمراض القلب والشرايين - مشاكل نفسية - ضيق التنفس - التهاب ووجع المفاصل - القرحة والفتاق بالإضافة إلى أن السُمنة لها دور في العقم عدم الإنجاب، ولا تنحصر المشاكل الصحية على ما ذُكر أعلاه فللسُمنة دور كبير في العديد من الأمراض الأخرى. الحل بسيط: النظام الغذائي الصحي والمتوازن وممارسة الرياضة بمعدل 30 إلى 60 دقيقة يومياً هو أفضل حل لتجنب البدانة، وفي حال كنت من الذين فاتهم الأوان وأصبحت من البُدناء فلا بُد من إعادة النظر إلى نمط حياتك لأجل صحتك ومظهرك الخارجي ولياقتك لكي تستمتع بحياة أفضل صحية وجميلة. "ولا تنسوا... صحتكم في غذائكم"
مشاركة :