يوما بعد يوم تتضح ملامح الامبراطوية الصفوية التي لا تجد لها أرضا تحتلها إلا في البلدان العربية ، ففي ظل حالة من السيولة السياسية والأمنية في بلدان عربية مختلفة ومن أبرزها العراق وسوريا ، كشف مصادر إعلامية وثيقة الصلة بالملف السوري عن أن الكيان الصفوي في إيران يستغل وبمنتهى الذكاء مسلسل هزائم النظام السوري ، ليفرض على النظام السوري المتماهي مع الاطماع الإيرانية توقيع اتفاقية جديدة للدفاع المشترك يتم من خلالها إضفاء شرعية على الاحتلال العسكري الكامل لسوريا من الكيان الصفوي يستكمل خطة تدمير سوريا لتبرير ضمها للإمبراطورية الفارسية جانب النظام الإيراني ، ولتصبح دمشق والساحل السوري جزءا رسميا من الامبراطورية الصفوية التي لم يتوقف الملالي من ايات طهران عن التبشير بها منذ إعلان ما يسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران وهى اللافتة الخادعة التي خدع بها الملالي الملايين حول العالم لتمرير فكرة إنشاء امبراطوريتهم الشريرة التي لا يمكن أن تقوم إلا على أشلاء الضحايا من أهل السنة والجماعة في العراق واليمن ولبنان وسوريا وغيرها من دول العالم العربي تمدد طائفي. استراتيجية الملالي كانت استراتيجية نظام الملالي في إيران وأجهزته الاستخباراتية هي التعاون مع استخبارات في النظام الأسدي والتي اعتمدت أساسا على تحقيق أحلام الامبراطورية الفارسية لضمان استمرارية نظام الاسد في سوريا، وذلك من خلال استغلال موجات التمدد الطائفي المبرمج وفق دوافع وآليات مصالح العقلية الفارسية النووية التسلطية بعيدا عن مصالح الشعوب الإيرانية وذلك من خلال استغلال الدين والطائفية الشيعية لكسب الأنصار وتحديد المواقع وجمع المعلومات وتحديد الأهداف وهو ما جر لأزمات عديدة وكثيرة مع دول الجوار الخليجية بعضها كانت حديث الصحافة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، بينما كان البعض الآخر سريا لاتعلم به وبأبعاده إلا الإدارات المختصة في المخابرات وأمن الدولة وقيادات الحرس الثوري. إن نظام الملالي ومنذ استلائه على الحكم في إيران كان هدفه تصدير الثورة ومارس كل أنواع الجعجعة في المنطقة والعالم ليس إلا للتأمل بتطوير البرنامج النووي وتركيب الرؤوس النووية من جهة ومن جهة أخرى لتصدير ثورته المزيفة باسم الإسلام والطائفة الشيعية، لتوسيع رقعة الامبراطورية الفارسية التي دمرت أثناء الفتوحات الإسلامية، وإلهاء الشعوب الإيرانية بالخطر الخارجي للهروب من أزماتها الداخلية، لأن هذه التصرفات متلازمة لسلوكيات الأنظمة الشمولية التي لا تعيش الا على الشعارات الفضفاضة ولا تحيى إلا بالازمات ولا تستمر إلا بالمصائب. واللعبة التي كانت ومازالت المفضلة لنظام الملالي هي لعبة العمل الاستخباراتي والمنظمات السرية وحشد الاتباع وتجنيد العملاء، وقد نجحت إلى حد ما في زرع مسامير جحا في أغلب دول المنطقة من خلال شراء الذمم بالبتردولار، فزرعت مسمارا في جنوب لبنان وبدعم من النظام الأسدي باسم حزب الله . تحالف استراتيجي وبالمقابل فإن النظام السوري باع نفسه وأركانه ودولته للنظام الإيراني من خلال دخوله في تحالف استرتيجي مكشوف ومفضوح بعد استيلاء بشار الاسد على الحكم بجميع الطرق الملتوية مع النظام الإيراني الرجعي وأصبحت مرجعية هذا النظام السياسية من خلال المرجعية الإيرانية الأعلى في “قم” وخرج من الصف العربي على الرغم من أن أغلبية الأنظمة العربية شكلت الجامعة العربية كمرجعية سياسية لها ولكن أهداف هذه الأنظمة بالأساس الحفاظ على السلطة والاستمراية في الحكم ولكبح طموحات مع اقتراب الإعلان عن اتفاقية الدفاع المشترك الجديد بين طهران والأسد شعوبهم في الحرية والكرامة، ولكن حتى ظاهريا انشق الاسد عن هذا الصف ودخل في محور الشر الإيراني والمنظمات الإرهابية للهروب من العدالة الدولية من جهة خاصة بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وللحفاظ على السلطة أكثر من أربعين سنة، لذا فتحت الساحة السورية على مصرعيها أمام الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية وأصبحت السفارة الإيرانية هي مصدر القرارات من خلال تشييع المجتمع السوري من خلال الحسينيات والحوزات العلمية. دفاع مشترك وإذا كان الصمت أبلغ من أي كلام في بعض الأحيان ، فإن صمت إسرائيل عن الأنباء المتواترة حول قرب إعلان اتفاقية الدفاع المشترك بين إيران وسوريا ، وهى بمثابة اتفاقية لتكريس الاحتلال العسكري الإيراني لسوريا وشرعنته رسميا ودوليا ، يكشف مدى الاتفاق في النوايا والخطط والتحرك على الأرض بين الكيان الصفوي في إيران وبين الكيان الصهيوني . فإسرائيل التي لا تتردد في انتقاد أى شكل من أشكال التعاون العسكري بين أي دولة عربية وأي دولة أخري عربية أو غير عربية ولو كانت على أطراف الكرة الأرضية ، تغض الطرف ولا توجه اي انتقاد لاتفاق عسكري شامل بين إيران وبين سوريا التي تتماس مع الكيان الصهيوني في مساحات كبيرة من الأراضي ، وكأن وجود الجيش الإيراني على الحدود الاسرائيلة هو لتأمين هذه الحدود ،وليس تهديدا لها . كما سبق لإسرائيل أن تغاضت عن الوجود العلني لالاف من عناصر وضباط الحرس الثوري الإيراني والجيش والاستخبارات الإيرانية علنا على الأراضي السورية وفي قلب العاصمة السورية دمشق . قاسم سليماني وتؤكد الوقائع على الأرض أن قوة القدس التي يقودها قاسم سليماني هي المكلَّفة بتمثيل الدور الإيراني هناك، وأنها سوف تلعب دورًا في الفترة الانتقالية التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام الأسد ، حتى أن سليماني بدأ بالفعل في الاجتماع بقيادات ما تبقى من الجيش السوري بوصفه القائد الاعلي للقوات العسكرية الموجودة في سوريا . إن الدور العسكري للنظام الإيراني في الحرب الحالية في سوريا نما تدريجياً من تقديم دعم استراتيجي وتقني لقوات النظام السوري في مواجهة المظاهرات الشعبية العارمة إلى التحكم الكامل باستراتيجية النظام السوري العسكرية وقيادة جميع حملاته العسكرية الكبرى؛ ففي بدايات عام 2011، ” قام فيلق القدس، بمشاركة عدد من أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بتشكيل /بعثة استشارية/ لمساعدة النظام السوري في “أزمته” في أعقاب اندلاع الثورة؛ حيث ترأس هذه البعثة القائد السابق للحرس الثوري (حسين حمداني) وقائد فيلق القدس اللواء (قاسم سليماني). وقام هذان، وفقاً للتقارير، آنذاك بإرسال عدد من ضباط الحرس الثوري الايراني ذوي خبرة في حرب العصابات وحرب المدن للإشراف على العمليات في سوريا وتوجيهها؛ لتكون أول ثمرة تدخلها تشكيل ما يسمى بـقوات الدفاع الوطني السورية ( المعروفة سابقا بـالشبيحة) على غرار قوات “الباسيج” الإيرانية، مستفيداً من خبرة الأخيرة في قمع الحركات الاحتجاجية في إيران. شواهد وأدلة وقدم تقرير أعده نشطاء سوريون أدلة وقرائن تستند إلى تصريحات واعترافات نادرة لمسؤولين إيرانيين وشهادات لمسؤولين سوريين وعناصر ميليشيا خدموا تحت إمرة ضباط إيرانيين أو تلقوا تدريبات عسكرية في إيران؛ ففي أواسط عام 2012، اتخذ النظام الإيراني قراراً استراتيجياً بإرسال بعض الميليشيات الموالية له من لبنان والعراق للقتال في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري، بل حتى نيابة عنها. الامثلة الصارخة المثبتة(القصير، حمص، يبرود،)حيث تم إسناد الدور القيادي في هذه المعارك الرئيسية إلى حزب الله والميليشيات الأخرى المدعومة من قبل النظام الإيراني، والتي يعتبرها الأخير أكثر تنظيماً وأكثر جدارة بالثقة من الجيش النظامي السوري. يحتوي التقرير أيضاً أمثلة على انتهاكات حقوق إنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في سوريا من قبل هذه الميليشيات والقوات التي يتحكم بها النظام الإيراني مستشهداً بالمجازر التي ارتُكبت واهمها مجزرة الكيماوي. ويثبت أنها مسبقة التخطيط، سياسية الدافع، استهدفت مدنيين وليس عسكريين، ونفذتها ميليشيات غير نظامية بالاشتراك مع قوات مسلحة نظامية. وبناءً عليه يدعو كاتبوا التقريرإلى إضافة جميع المسؤولين والهيئات الإيرانية المتورطة إلى قوائم الإرهاب وفرض العقوبات المناسبة عليهم. إسرائيل تبارك وجود الجيش والاستخبارات الإيرانية بدمشق وتكلف الإيرانيين بحماية حدودها بالوكالة والغريب في المشهد السوري أن طهران وحليفُها بشار وحتى إسرائيل يدركون أن سوريا على أعتاب مرحلة جديدة، وأن نهاية النظام باتت وشيكةً جدًّا، لكن مع ذلك يحاول الجانبان تدمير سوريا، حتى يكون الوجود الإيراني بمثابة طوق النجاة الوحيد من أن تقع سوريا في قبضة داعش التي يظهر يوما بعد يوم أنها وحش مستنسخ إيرانيا وإسرائيليا لتحقيق أهداف مشبوهة .
مشاركة :