تحولت المقاومة المسلحة لدى الكثير من أبناء محافظة تعز إلى خيار اضطراري فرضه تصاعد انتهاكات المتمردين واستهدافهم للأحياء السكنية المكتظة، حيث تغير المزاج العام بتعز بشكل دراماتيكي، ومثل جزءاً من التداعيات النفسية التي أفرزتها يوميات المواجهات المحتدمة التي تدور رحاها في شوارع المدينة. واعتبرت الناشطة ابتهال عبدالسلام الشرعبي أن تصاعد العدوان والانتهاكات اليومية التي يقترفها المتمردون ضد سكان تعز، فرضت واقعاً جديداً من التعاطي الشعبي مع فكرة المقاومة المسلحة، مشيرة إلى أن إقبال الكثير من شباب المحافظة على حمل السلاح والانخراط في صفوف المقاومة الشعبية، يعكس حالة غير مسبوقة من الاحتقان والغضب الشعبي جراء محاولة المتمردين فرض ارادتهم. وأشارت ابتهال القدسي إلى أن أجواء الانتفاضة الشعبية المتصاعدة في تعز وتحول الاحتجاج السلمي إلى مقاومة مسلحة يمثل التطور الأبرز في نمط التعاطي الشعبي مع ثقافة مواجهة العنف بعنف مماثل، معتبرة أن المتمردين وضعوا تعز وسكانها أمام خيارين، إما الرضوخ لهيمنتهم وسيطرتهم القسرية على المدينة، أو حمل السلاح وتصعيد المقاومة الشعبية المسلحة وهو ما انحازت إليه الإرادة الشعبية. من جهته، أكد الناشط في المقاومة الشعبية في تعز عبدالكريم أحمد عثمان ثابت أن تحول مشهد الرفض الشعبي في تعز لانتهاكات المتمردين من مرحلة الاحتجاجات السلمية إلى مرحلة المقاومة المسلحة مثل تحصيل حاصل لحالة احتقان وسخط شعبي صعدها شعور عام بالامتهان جراء تصاعد الانتهاكات من قبل الانقلابيين واستخفافهم بإمكانية أن يكون هناك رد فعل شعبي مغاير يتجاوز مجرد خروج مسيرات سلمية يتخللها رفع شعارات وترديد هتافات رافضة للانقلاب ومؤيدة للتحالف العربي لدعم الشرعية. ولفت ثابت إلى أن قناعات تعز وسكانها بأن القوة الناعمة والأساليب السلمية هي الوسيلة المثلى لمواجهة الظلم والاضطهاد وممارسات الاستبداد ومحاولات فرض الهيمنة لم تتغير أو تتبدل، ولكن ما تغير هو أن سقف الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها ولا يزال المتمردون تجاوزت حدود الصبر الشعبي، الأمر الذي أصبح حمل السلاح معه لمجابهة المعتدين بمثابة انتصار للكرامة الإنسانية والوطنية، معتبراً أن ما يقوم به الحوثيون وقوات صالح هو عملية انتقامية فاقت في بشاعتها وفداحة تداعياتها ما يمكن الاكتفاء في مواجهتها مجرد التظاهر والاحتجاج السلمي. من ناحيته، اعتبر أسامة عبدالفتاح الخطيب أن الانخراط في صفوف المقاومة بالنسبة إليه فرض واجب لرد العدوان والدفاع عن كرامة البلاد.
مشاركة :