ربع خلايا الجلد عرضة للسرطان في منتصف العمر

  • 6/14/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت نتائج دراسة بريطانية جديدة أن أكثر من ربع خلايا جلد الإنسان في منتصف العمر تكون عرضة للإصابة بالسرطان. وشملت الدراسة عيّنات من أشخاص في أعمار متفاوتة، وأظهرت وجود أكثر من 100 عنصر تحول في الحمض النووي له صلة بمرض السرطان، وذلك في كل سنتمتر مكعب من الجلد. وقال الباحثون الذين شاركوا في إعداد الدراسة في معهد سانغير بالقرب من كمبريدج، إن النتائج كانت مفاجئة. كان الباحثون قد حللوا خلايا الجلد الزائد الذي انتزع من جفون أربعة من المرضى، وتعمقوا في دراسة الحمض النووي للجلد للكشف عن الخطوات الأولى التي أدت إلى ظهور المرض. وقال الدكتور بيتر كامبيل، رئيس وحدة جينات السرطان في معهد سانغير: أكثر العناصر مفاجأة هو درجة انتشار المرض، إذ إن من ربع إلى ثلث الخلايا بها تحولات سرطانية، بشكل فاق توقعاتنا. وكشفت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية ساينس العلمية المتخصصة، عن حدوث تغيرات طفيفة في سلوك الخلايا المتحولة، إذ كانت تنمو بشكل أسرع من خلايا الجلد الأخرى. وقال كامبيل: من المؤكد أن البحث يغير نظرتي لأشعة الشمس، لكن أعتقد أنه لا داعي للقلق، فالنتائج تشير إلى أن التحولات تحدث بسبب تراكمات على مدى الحياة، وأن أفضل طرق الوقاية هي الحذر من الدمار الذي يحدث بسبب تعرض الجلد لأشعة الشمس. وقد تكون النتائج بمثابة تحذير لمن يحاولون تطوير أدوية جديدة للسرطان، والتي عادة ما تستهدف التغيرات التي تجعل السرطان متفرداً. وفي هذا الشأن قال كامبيل: لا فكرة لدينا إن كانت هذه التحولات تحدث في الخلايا العادية أيضاً، فالدواء الذي يقتل 20-30% من الخلايا العادية قد يحدث الكثير من التدمير. ومن جهته قال الدكتور باف شيرغيل، من اتحاد أطباء الأمراض الجلدية البريطانيين إن جهاز المناعة في الجسم شديد الفعالية في التخلص من الخلايا المتحولة، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن بعض الخلايا تبقى وتتحول إلى سرطانات. ويعتبر سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، وتقدر حالات الإصابة بحوالي مليون حالة جديدة سنويا. وهناك ثلاثة أنواع لسرطان الجلد: سرطان الخلية القاعدية Basal Cell Carcinoma، (والمسمى أيضاً الورم الطلائي)، وهو أكثر أنواع سرطانات الجلد انتشاراً، ويحتل المركز الأول في حالات سرطان الجلد، حيث يشكل 90 في المئة من كل أنواع سرطان الجلد في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعدّ التعرض المتكرر ولمدة طويلة لضوء الشمس هو السبب الأول لحدوث هذا النوع من سرطانات الجلد، كما أن علاج حب الشباب بأشعة إكس والتعرض للزرنيخ ومركبات الهيدروكربون (الملوثات الصناعية أيضاً) تزيد من خطر الإصابة به. سرطان الخلية الحرشفية Squamous Cell. وهو سرطان جلدي يهدد حياة من يصاب به، وينشأ أحياناً من نمو جلدي قبل سرطاني يسمى التقرن الإكتيني. وتكون المخاطرة على أشدها بين أصحاب البشرة الفاتحة والشعر الأشقر الذين يتعرضون بشكل متكرر لأشعة الشمس القوية. ويحتل هذا النوع من سرطانات الجلد ربع الإصابات، ويعتبر أكثر شيوعاً في الرجال من النساء. ويمكن أن يتشكل في أي خلايا حرشفية (الجلد، بطانة الأعضاء الداخلية، ممرات التنفس والهضم)، وقد ينتشر إلى أعضاء أخرى. ويعرف هذان النوعان أيضاً باسم الأورام غير ميلانومية وهما أقل خطورة، ولكن يجب أن يعالجا مبكراً. سرطان الخلايا الصبغية Melanoma . ويعتبر الأكثر فتكاً من أنواع سرطان الجلد، حيث تقتل الميلانوما نحو 50.000 شخص في السنة في الولايات المتحدة. وتحدث الميلانوما عندما تبدأ الخلايا الجلدية الصانعة للصبغة والمسماة بخلايا الميلانين Melanocytes في التكاثر دون أن تخضع لأية سيطرة لتشكل ورما يهدد حياة من يصاب به. والميلانوما غير مؤلمة، وقد تنشأ من وحمة موجودة بالفعل أو تظهر فوق جلد يبدو ظاهرياً بلا أي عيوب. وقد تقع الميلانوما في أي مكان، ويشمل ذلك أسفل الأظافر وبداخل العين. ويعتبر الكشف المبكر حاسماً في الشفاء من سرطان الجلد بأنواعه المختلفة، فهذا النوع من السرطان أفضل - علمياً - من أمراض السرطان الأخرى من حيث القدرة على اكتشاف الإشارات الأولية مبكراً لأنها مرئية. وفيما يلي دليل بسيط على كيفية اكتشاف سرطان الجلد: الشكل والحجم. تبدأ على شكل نمش أو شامة لا يزيد حجم قطره على 14 بوصة (نحو 6 مم). وأكثر مواقعها شيوعاً الوجه (خاصة لدى كبار السن)، وأعلى الجذع (خاصة في الرجال)، والساقان (خاصة لدى النساء). ٭ اللون. الشامة أو النمش الحميد قد يتراوح في اللون ما بين الوردي إلى الأسمر المظلم، لكنه لون قوي. يسمي الأطباء النمش، وبقع التقدم في العمر والشامات العادية بقعا ملونة. وتملك البقع السرطانية عدة ألوان وأنماط شاذة أو ستظهر كلون مختلف عن بقية العيوب الجلدية الأخرى على الجسم. قطر النمش أو الشامة الحميد يقل عن بوصة، أو بحجم محاية قلم رصاص. إذا كان القطر أكبر من ذلك، فهناك احتمال كبير بأن يكون نوعاً من أنواع سرطان الجلد. ويقول الأطباء إن الإنسان يحتاج إلى فحص جلده بانتظام في جميع أنحاء جسمه، خصوصاً في المناطق التي قد تتعرض إلى الشمس. ذلك أن أكثر أمراض السرطان غير الميلانية تنتج عن التعرض المتقطع للشمس. كما أن السمرة المفرطة يمكن أن تعزز نمو ورم سرطاني خبيث على الجلد أحياناً. ويتطلب تشخيص الميلانوما أخذ عينة نسيجية تستأصل فيها المنطقة المشكوك فيها من الجلد بالكامل. وتحت المجهر، يستطيع الطبيب أن يتعرف إلى الفارق بين الشامة غير الضارة والميلانوما، ويمكنه أيضاً معرفة مدى عمق توغل الميلانوما في الأنسجة المجاورة. وإذا أظهر فحص العينة أنها ميلانوما، فإن الطبيب قد يأخذ عينة أخرى يستأصل فيها المزيد من النسيج حول الميلانوما. والميلانوما التي تنمو إلى أعماق الجلد قد تحتاج إلى عملية تطعيم جلدي للإقلال من تكوين نُدب مكان العينة.

مشاركة :