أظهرت دراسة أمريكية محدودة أن الحمية القائمة على الغذاء النباتي قليل الدهون يساعد المصابين بسكري النوع الثاني على تخفيف الآلام الجسدية التي يسببها وضعهم الصحي. وقال الدكتور نيل برنارد الذي قاد فريق البحث ورئيس اللجنة الطبية لـالطب المسؤول إن الدراسة تمنح بارقة أمل لوضع صحي لا توجد له علاجات جيدة. وقال برنارد الذي يعمل أيضاً في كلية الطب في جامعة واشنطن: إن وضع المريض يكون بائساً بسبب عدم وجود علاجات جيدة ويزداد وضعه سوءاً باطراد. وأضاف: إن استبعاد المنتجات الحيوانية والأطعمة التي تحتوي على الزيت يمكن أن يجعل المرء أكثر صحة ويخفف ألمه وربما يزيله، وأكثر نفعاً من أية حمية تقليدية أخرى، وقال: نحن نعلم جيداً مسببات النوع الثاني من مرض السكري، الذي ينجم نتيجة مقاومة الانسولين، لذا فإن التخلي عن الدهون الحيوانية وأية دهون بشكل عام يساعد على استعادة وظائف الأنسولين. كما لفت إلى أن أفضل ما تحققه هذه الحمية هو القضاء على العادات الروتينية المزعجة الخاصة بتناول الدواء والحقن بالأنسولين. وشملت الدراسة الجديدة 35 مصاباً بسكري النوع الثاني ويعانون اختلالاً عصبياً مؤلماً. وبعد20 أسبوعاً من الدراسة خسر الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً نحو7 كيلوغرامات وأشاروا إلى أنهم باتوا يشعرون بألم أقل بكثير من ذي قبل. وفي الدراسة السابقة التي شارك فيها الدكتور برنارد ونشرت في مجلة تشخيص الأمراض القلبية الوعائية وعلاجها (Cardiovascular Diagnosis And Therapy)? توصل الباحثون إلى أن اتباع حمية غذائية نباتية قد يغني المرضى تماماً عن الحاجة للأدوية، ويساهم في السيطرة على أعراض المرض. ولفت الباحثون إلى أن تحول مرضى السكري إلى أشخاص نباتيين واتباعهم حمية غذائية نباتية قد يعالج بشكل نهائي مرض السكري عندهم، ويساهم بشكل ملحوظ في تحسين مستويات السكر بالدم، حيث تعمل الألياف الموجودة داخل هذه الأطعمة على إبطاء امتصاص السكر بالدم. وأكد الباحثون أنه يمكن الاعتماد على الحمية النباتية كاستراتيجية جديدة لعلاج المرض والسيطرة على أعراضه، حيث ستغني الحمية الغذائية النباتية عن استخدام الأدوية الخافضة للجلوكوز بالدم. ولفتت الدراسة إلى أن ملايين المصابين بمرض السكري يستطيعون تحسين مستويات السكر في الدم عن طريق التخلي عن تناول اللحوم أسبوعياً. ويعتقد العلماء أن التخلي عن الدهون الحيوانية من شأنه أن يسهم في علاج مرض السكري، ما يجعل المرضى معافون من أية أمراض، حيث أشاروا إلى أن التغيرات الخاصة بالحمية الغذائية من الممكن أن تستخدم كبديل علاجي للنوع الثاني من المرض. وأظهر تحليل لدراسات سابقة أن العدول عن تناول الدهن الحيواني في الحمية الغذائية يساعد على تحسين معدلات الأنسولين، في الوقت الذي يقلل اللجوء إلى الحمية النباتية من معدلات أحد البروتينات الأساسية في الدم، والتي يطلق عليها اسم الهيموجلوبين السكري (HbA1c). وشددت الدراسة على أن المصابين بالمرض ممن ترتفع لديهم معدلات بروتين HbA1c تزداد لديهم مخاطر الإصابة بالمزيد من التعقيدات الصحية الخاصة بالسكري مثل تلف الأعصاب، ومشاكل العيون، وأمراض القلب. ووجدت أن الحمية النباتية تقلل نسب الهيموجلوبين السكري بمتوسط %0.4 مقارنة بالعقاقير التي يتناولها المرضى للسيطرة على معدلات السكر في الدم. وقالت سوزان ليفن، إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة إن تغير الحمية الغذائية المتبعة من شأنه أن يفوق تأثير أقراص الدواء، موضحة أن الحمية النباتية على سبيل المثال تساعد في الوقت ذاته على تحسين معدلات السكر في الدم، والوزن، وضغط الدم، ومعدلات الكوليسترول وهو الشيء الذي لا يمكن للدواء والعقاقير تحقيقه. وكجزء من الدراسة، حلل الباحثون نحو255 نمطاً غذائياً للبالغين المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري2 في كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وجمهورية التشيك. وانتهوا إلى أن من يتناولون كميات منخفضة من الدهون النباتية أو من يتبعون حمية البيض ومنتجات الألبان من دون تناول اللحوم تقل لديهم نسب بروتين HbA1c إلى %0.4 وترتفع في بعض الدراسات لتصل إلى %0.7. وتتطلب الحمية النباتية الاعتماد على تناول الخضراوات والفواكه والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة، مع الابتعاد عن اللحوم بجميع أنوعها، والزبدة وكذلك الألبان ومنتجاتها، وكذلك تناول منتجات الصويا المختلفة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 347 مليون مريض حول العالم من مرض السكري، غير أنها توقعت أنه سابع مرض يتسبب في المزيد من حالات الوفيات بحلول عام .2030
مشاركة :