قد تبدو بعض قطاعات الأعمال للوهلة الأولى حكراً على معشر الرجال، إلا أن الصورة تصبح مغايرة تماماً عند تصفّح تجربة رائدة من رائدات الأعمال السعوديات التي اختارت طريقها منذ 10 سنوات في مجال "الطباعة وحلولها"، وعملت بجد وتفانٍ لتقديم شيء مختلف ويبقى عالقاً في الأذهان وجدير بأن يشار له بالبنان. "مشاعل صالح الحصان" الحاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة الملك سعود في الرياض، تتربع اليوم على هرم واحدة من الشركات التي تحولت بمرور الوقت إلى أنموذجٍ رياديٍ في عالم "حلول الطباعة"، بعد أن اتخذت قرارها بأن تدخل حلبة المنافسة ليس على الصعيد المحلي فحسب بل وعلى الصعيد العالمي، لتصبح شركتها "مشاعل للتجارة" ومن مقرّها الرئيس في الرياض، وبفضل إرادتها الصلبة وطموحها الجامح، أحد المزودين العالميين لخدمات وحلول الطباعة، التي تمتد بخدماتها لتشمل أسواق المملكة والشرق الأوسط بل وأفريقيا كذلك. ف"iQ" التي تحمل علامة منتجات الشركة ليست حكاية أي شركة أو مؤسسة أعمال ناجحة، بل أنها من وجهة نظر "مشاعل الحصّان" مسيرة من الإنجازات المتتالية التي بدأت بمجرد حلم لتصبح واقعاً ملموساً يمتد أثره ليطال أسواق أكثر من 20 دولة. تقول مشاعل "منذ البداية، وضعنا نصب أعيننا أن نسعى لنجاح طويل الأمد وقابل للاستدامة، وإن تتطلب ذلك مزيدا من الجهد والتأنّي، فكانت الخطوة الأولى في بناء فريق عمل من الكفاءات تجاوز عدده اليوم 50 موظفا في 20 دولة، وكانت مسألة اختيار الفريق أهم ما في الأمر، ويشترط أن يشارك رائد الأعمال الثقة والقيم والطموح والإيمان بالفكرة وبالأهداف والعمل بجدية لبلوغ النجاح.. وهكذا كان". وتروي مشاعل علاقتها ببرنامج كفالة، والتي تبلورت عبر بوابة بنك الرياض منذ 3 سنوات، وكان السبب وراءها الرغبة بتوفير السيولة المالية اللازمة لتمويل عقود الشركة مع الجهات الحكومية وغيرها، حيث قدّم البنك لها العديد من التسهيلات اللازمة لتمويل العقود قصيرة وطويلة الأجل، وكذلك الأمر بالنسبة لخدمات عمليات الاستيراد، وتيسير الإجراءات اللازمة للتعامل مع الموردين إلى جانب الاستشارات التي كان لها دورها في تطوير أعمال الشركة، وتسهيل عبورها إلى الأسواق العالمية، ما أحدث نقلة نوعية لأعمال الشركة وأسهم في تحقيق المزيد من علامات النجاح والتميز لأعمالها، بالنظر إلى الآلية الاقتصادية المرنة التي يتبناها البنك لتطوير الأعمال الناشئة بما يترتب عليها من آثار إيجابية. وتتوجه مشاعل في حديثها إلى سيدات المجتمع داعية إلى ضرورة تخليهن عن "الخوف من الفشل" والإقدام بثقة على استثمار الفرص المواتية، فالوصول إلى ريادة الأعمال يتوجب المخاطرة، وبلوغ النجاح يتطلب بذل الجهد، والإخفاق يمنح الإنسان القدرة على التعلّم ولا يعني التوقف عن المحاولة حتى لا يكون الفشل مصيرنا. وتدعو مشاعل إلى الأخذ بطموحات وتطلعات الشباب في منطقتنا التي تعاني من أعلى نسب البطالة في العالم، والعمل على خلق فرص العمل من خلال إتاحة المساحة اللازمة للريادة والابتكار، واحتضان أفكار الشباب قبل وقوعهم في الإحباط، معتبرة أن الحل الأمثل لحل مشكلة البطالة تكمن في تمكين القطاع الخاص من التحول إلى قطاع متين ومبادر، وهذا لا يمكن أن يحدث دون مشاركة حقيقية لا سيما في مجال التعليم، الذي يمنح هؤلاء الشباب القدرة على اكتساب المهارات التي تؤهلهم لخلق الفرص وبناء مشاريعهم الريادية، وبما يمكنهم من المنافسة في سوق العمل المترابط عالمياً. طموح "مشاعل" الذي لا يتوقف يحثّها دوماً على الوقوف مجدداً كلما أخفقت، والتعلّم من تجاربها مهما كانت قاسية، ورغبتها في تحقيق المزيد لتطوير أعمالها والنهوض بها وتوسعها تبقى منتعشة، فها هي تستعد اليوم لإنشاء مصنع لإعادة التدوير في دبي، بينما عينها الأخرى ترنو إلى مكان آخر تصبح من خلال واحدةً من أهم المصنّعين العالميين في مجال الأحبار.
مشاركة :