مثلت محاربة الإرهاب ودحر خطره عن اليمن جزءاً أساسياً من المعركة التي يخوضها التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات منذ انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015. وعلى مدى سنوات، ظلت اليمن ساحة كبرى لتحركات التنظيمات الإرهابية التي توسعت، وأعلنت سيطرتها على الكثير من المناطق، خصوصاً في جنوب البلاد، بدءاً من إعلان «أنصار الشريعة»، أحد أجنحة تنظيم القاعدة في اليمن، سيطرته على محافظة أبين ومدن في محافظة شبوة المجاورة لها في 2011 و2012، وصولاً إلى إعلان التنظيم سيطرته على مدينة المكلا وساحل حضرموت في عام 2015، إلى جانب محاولة السيطرة على مدينة عدن ومحافظة لحج، عقب تحريرهما من سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية بدعم التحالف العربي في العام ذاته. شكلت التحركات النشطة للتنظيمات الإرهابية في المناطق اليمنية، خصوصاً عقب انقلاب ميليشيات الحوثي على السلطة واجتياحها للعاصمة صنعاء في عام 2014، تهديداً ليس على الأمن القومي اليمني، بل هددت أيضاً أمن واستقرار المنطقة ككل، فمع انطلاق تحالف دعم الشرعية بمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية، تم وضع استراتيجية فعالة لدحر هذا الخطر، والقضاء على بؤره ومصادر تمويله، خصوصاً في المناطق المحررة. وعلى مدى 5 سنوات منذ انطلاق عاصفة الحزم، جسدت الانتصارات الميدانية المحققة في جانب محاربة الإرهاب بالمحافظات المحررة نموذجاً فريداً حظي بتقدير وإشادات دولية عقب ضرب أوكار التنظيمات المتطرفة، في مقدمتها «القاعدة» و«داعش»، والقضاء على مصادر تمويلهما واجتثاث بؤرهما التي ظلت بعيدة عن أي استهدافات على مدى سنوات طويلة. إنجازات ميدانية ملموسة بذل التحالف العربي لدعم الشرعية جهوداً كبيرة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها والحد من نشاطها، حيث سارع إلى إنشاء قوات يمنية مدربة ومؤهلة في مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وتعزيزها ودعمها للقيام بمهامها في تحرير المدن اليمنية وتأمينها، الأمر الذي انعكس إيجاباً، وظهرت ثماره في استتباب الأمن في المناطق المحررة، وانتعاش الحياة فيها من جديد، وعودة الخدمات الأساسية التي كانت الميليشيا قد أوقفتها. ووفقاً لتقرير لوزارة الخارجية الأميركية عن الإرهاب في العالم، أكد أن الفراغ الأمني في اليمن عقب سيطرت الحوثيين، منح كلاً من «القاعدة» و«داعش» مساحة أكبر للعمل والتحرك داخل البلد وإعلان سيطرتهما على المدن، موضحاً أن التحالف العربي لعب دوراً محورياً وبارزاً في الحرب على الإرهاب في اليمن، وساهمت عملياته في تقييد حركة عناصر «القاعدة» و«داعش». ولم تقف جهود التحالف على تحرير المدن اليمنية وتأمينها، بل انتقلت الاستراتيجية إلى ضرب الأوكار الإرهابية الحصينة في حضرموت وشبوة وأبين، حيث برز دور القوات المؤهلة والمدربة والمسلحة من قبل التحالف العربي كقوة يمنية نظامية متمكنة، وعلى دراية كبيرة بالتعامل مع التنظيمات الإرهابية، في مقدمتها «القاعدة» و«داعش». ونجحت تحركات التحالف العربي، في مقدمتهم دولة الإمارات بتأمين مدن عدن، ولحج، وأبين، وشبوة، وساحل حضرموت، وساهمت تلك النجاحات في الأمنية في إسناد التحرك الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية جوية وبرية ضد معاقل رئيسية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في شبوة وأبين والبيضاء أسهمت في القضاء على الكثير من قيادات التنظيم الإرهابي بينهم مطلوبون دولياً. ضرب الإرهاب وقال فواز الشبحي قائد إحدى كتائب اللواء الأول دعم وإسناد: «جهود التحالف العربي في الحرب على الإرهاب لم تقل أهمية عن صد الانقلابيين، حيث سارع التحالف العربي، وعلى وجه الخصوص دولة الإمارات، عقب تحرير عدن لتشكيل وبناء قوات أمنية، وتدريبها ودعمها بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية، لتطلق معركة ضد التنظيمات المتطرفة منتصف عام 2016م، بدأت من عدن ومن ثم لحج وأبين وصولاً إلى محافظة حضرموت». وأضاف: «دعم الإمارات وتأهيلها الأجهزة الأمنية، ساهم وبشكل كبير إلى جانب دعم تلك القوات عسكرياً وجوياً واستخباراتياً، في تحقيق قوات الحزام الأمني والأجهزة الأمنية الأخرى انتصارات كبيرة على الجماعات الإرهابية في عدن ولحج وأبين وحضرموت، وتحقيق الأمن والاستقرار، واستمرار ملاحقة الجيوب الإرهابية المدعومة من الانقلابيين الحوثيين». وأكد أن تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة ومكافحة التنظيمات المتطرفة الإرهابية فيها، نتاج طبيعي لعاصفة الحزم، وكان لدعم الأشقاء في التحالف وعلى وجه الخصوص الإمارات، دور بارز في حسم ملف مكافحة الإرهاب، وتحقيق انتصارات كبيرة على أيدي قوات الأمن التي تم تأسيسها، وبنائها بدعم التحالف العربي وتحت إشراف القوات الإماراتية، وعلى رأس هذه القوة الأحزمة الأمنية والنخب». ولفت الشبحي إلى أن التحالف العربي لعب دوراً بارزاً في تحرير العديد من المدن اليمنية من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «القاعدة» و«داعش»، وتجفيف منابعها والحد من التفجيرات الإرهابية والاغتيالات، وكذلك أسس قوات أمنية تشكل بقدراتها حائط صد أمام نشاط التنظيمات الإرهابية ورادعة له. إشادة أممية وأسهم دعم التحالف العربي في تحقيق انتصارات كبيرة على الإرهاب في محافظة حضرموت، بدور ريادي للإمارات، وهي التجربة التي أشاد بها مستشار المبعوث الأممي الذي زار حضرموت مؤخراً. وقال هشام الجابري المتحدث باسم قيادة المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت لـ«الاتحاد»: بدعم من قوات التحالف العربي، ودور ريادي للإمارات، قامت القوات اليمنية بتنفيذ عمليات أمنية لملاحقة خلايا التنظيمات الإرهابية في المكلا، وتمكنت من إلقاء القبض على عدد من قادة التنظيم، قبل أن تقوم بإطلاق عمليات عسكرية لملاحقة عناصر التنظيم في جبال حضرموت، وقامت بثلاث عمليات بدعم وإسناد جوي من قوات التحالف العربي، وكان لعملية الفيصل ضد التنظيم نجاح كبير في السيطرة على معقل لتنظيم القاعدة في وادي المسيني، وتلتها عمليتا الجبال السود بانتشار واسع لملاحقة عناصر التنظيم ومن ثم القبضة الحديدية». وأضاف: «وبهذه الإنجازات المتواصلة في محافظة حضرموت، بالإضافة إلى النجاحات في المحافظات المحررة، يكون التحالف قد نجح في الحرب على التنظيمات الإرهابية، وجفف منابعها، وحد من التهديدات التي كانت تشكلها». ولفت الجابري إلى أن: مستشار المبعوث الأممي، والذي زار حضرموت مؤخراً أشاد بمستوى الأمن ودعم التحالف في تحقيق ذلك الاستقرار الأمني في مديريات ساحل حضرموت.
مشاركة :