عاصفة الحزم قطعت دابر الأطماع الإيرانية في اليمن

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تغطية: محمد الفاتح عابدين تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابوظبي، نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، استضاف مجلس محمد بن أحمد البلوشي في مدينة العين، محاضرة بعنوان الدور الرائد للإمارات في عملية إعادة الأمل بجمهورية اليمن، تحدث فيها المحاضر عبد اللطيف الصيادي من الأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة وحضرها عدد كبير من ضيوف المجلس ووجهاء مدينة العين. ورحب البلوشي في بداية الندوة بالحضور، وشكر حرص القيادة الرشيدة على هذه المبادرات التي تهدف إلى زيادة وعي أفراد المجتمع بالقضايا التي تمسّ دينه ووطنه، وتتيح للحضور الحصول على المعلومة الصحيحة والدقيقة، في وقت باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تعجّ بالغث والسمين من معلومات. تطرق المحاضر في بداية الندوة الى تعريف الحوثيين، وقال إنهم قلة من أبناء الشعب اليمني يعتنقون المذهب الزيدي الذي يعدّ الأقرب إلى المنهج السني. وفي عام 1992 توجه كل من بدرالدين، وهو الأب الروحي للفكر الحوثي وحسين الحوثي المؤسس الرسمي لحركة التمرد الذي قتله المخلوع علي عبدالله صالح في حربه معهم، ثم عبد الملك الحوثي إلى إيران، بحجة الاستنارة والحصول على العلوم الشرعية، ليعودوا معمّمين ومعتنقين للمذهب الاثني عشري ومروجين لفكر ولاية الفقيه التي يتمّ فيها تغليب الإمام على الوطن، مستغلين في ذلك ثالوث الحكومة الفاسدة والفقر والجهل للترويج للأجندة الإيرانية في اليمن، ليشتروا بأموال الحرس الثوري الإيراني ولاء أعيان وشيوخ القبائل، وهو ما استغله المخلوع صالح في سلب وابتزاز دول الخليج العربي ويضخم ثروته الخاصة لتصل إلى أكثر من 60 مليار دولار، حيث حول حربه مع الحوثيين إلى فزاعة، لترهيب دول الجوار. وكانت الحرب كلما أوشكت على الانتهاء أعلن انسحابه وأمر بوقف إطلاق النار، لضمان استمرارية ضخ السيولة حتى اندلعت ما سميت بثورات الربيع العربي التي أطاحت بصالح الذي كان يسعى إلى توريث السلطة لابنه، لينضم إلى بقية الرؤساء المخلوعين، حيث بذلت وقتها دول مجلس التعاون الخليجي قصاراها لتجنيب شعب اليمن مخاطر تلك الثورات والحفاظ على اليمن من الفوضى. وأوضح أن صالح الذي بنى ترسانة عسكرية ضخمة وجيشاً عائلياً عنصرياً، يعتمد على النخوة القبلية، مكنه من إدارة خيوط اللعبة وهو بعيد عن السياسة ليحدث زواجاً سياسياً بينه وبين الحوثيين الذين تحولوا بسببه من مجموعة مسلحة صغيرة إلى قوة عسكرية. الأجندة الإيرانية وأضاف إن الحوثيين سرعان ما بدؤوا في الكشف عن الأجندة الإيرانية في اليمن، وأنهم كانوا ممثلين لإيران بلسان عربي ولباس يمني، وكان هدفهم أن يحجوا إلى مكة تحت حمل السلاح، بحسب تصريحاتهم. مؤكداً أن اليمن شهد الكثير من الحركات الانقلابية ولكن الحوثيين عندما جاؤوا أرادوا العبث بدين اليمن وهويته. واستعرض أبرز التصرفات التي أصابت الشعب اليمني بالذعر من الحوثيين وقال إنها تمثلت في تفجير المساجد السنية، وهدم مساكن الثوار وهي أفكار صهيونية للانتقام من معارضيهم وإدماء قلوبهم وعائلاتهم، إلى جانب تحويل المساجد إلى مراقص للرقص اليمني الخاص بأهل صعدة، وأماكن لتخزين القات وهي أمور غريبة على اليمنيين، فضلاً عن العبث بالهوية العمرانية للبلاد وإقامة المراقد والمزارات على النظام الفارسي، ومحاولة فرض نموذج ما يسمّى بحزب الله، والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، والسخرية من مؤسسات الدولة والاستيلاء عليها وهي الممارسات التي نفّرت منهم أبناء اليمن، وبات أكثر من ثلثي اليمنيين يرفضهم، في حين أن الثلث المتبقي مكون من قلة من الأتباع المسلحين والجهلة في صعدة والمتحوثين من الجيش اليمني وأنصار المخلوع صالح والمغرر بهم، بينما جميع المحافظات اليمنية الجنوبية وأغلبية الشعب اليمني هي مع الشرعية. عاصفة الحزم وتطرق للحديث عن أسباب قيام عاصفة الحزم التي أطاحت بأحلام الحوثيين ومدى دستوريتها، وقال إن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لها مبرراتها في التدخل في اليمن، لاسيّما أن الحرب ليست نزهة وأهم المبررات كان تلبية طلب الحكومة الشرعية لليمن بموجب نداء استغاثة منها لدول مجلس التعاون، وبحسب القوانين والأعراف الدولية، فإن طلب العون من دول الجوار حق من حقوق اي حكومة شرعية، إلى جانب إدانة من مجلس الأمن بالقرار رقم 2216 الذي يصف الحركة الحوثية بالمتمردة والانقلابية التي يجب عليها الانسحاب وتسليم الدولة للحكومة الشرعية، فضلاً عن القيمة التاريخية والجغرافية لليمن التي تسمّى البوابة الخلفية لدول مجلس التعاون الخليجي. وتابع إن إيران تهدد وترغي وتزبد بين الفينة والأخرى بغلق مضيق هرمز الذي يعبر منه أكثر من 40% من بترول العالم وأكثر من 95% من نفط الخليج الذي يمر جبراً بعد ذلك بمضيق باب المندب الذي سيتسبب وقوعه تحت سيطرة إيران بكارثة كبيرة تطال العالم بأسره، ليس بضرب الأمن الداخلي الخليجي واقتصاده في مقتل فقط، بل ضرب الأمن القومي والاقتصادي المصري، بسبب قناة السويس التي تدر ما يزيد على 7 مليارات سنوياًً، ومن المتوقع ان تقفز إلى 13 مليار دولار، بعد افتتاح قناة السويس الجديدة التي يعبر منها النفط إلى دول البحر الأبيض المتوسط وبقية دول العالم، فضلاً عن أن الكثير من أسباب ارتفاع الأسعار العالمية للنفط كان لتهديدات إيران بغلق مضيق هرمز، ما كان يقلق شركات التأمين ويتسبب في رفع السعر العالمي للنفط، مؤكداً أن إيران لن تتردد للحظة في إغلاق المضيق. وأشار إلى نقطة مهمة عندما قال ان الحدود الجنوبية الإماراتية ستكون على بعد أقل من 500 كيلومتر من اليمن، وهي مناطق غنية بالنفط، ويوجد فيها الكثير من الحقول التي سيدمرها الحوثي بصواريخ اسكود، لاسيّما أن السياسة الإيرانية التي ينفذ الحوثيون أجندتها تعتمد على التخريب بشكل كبير. وقال إن إيران خطفت منا العراق وهي تتدخل في كل تفاصيل العملية السياسية في سوريا التي يسرح فيها الحرس الثوري ويمرح للحفاظ على نظام الأسد، كما هي الحال في لبنان الذي لا يوجد به رئيس بسبب ولاية حزب الله عليه، مستشهداً بعدد من تصريحات القيادات الإيرانية التي يتفاخرون فيها بسقوط صنعاء في أيديهم بعد دمشق وبيروت وبغداد، مضيفاً أن خطر إيران اليوم أشد من خطر إسرائيل علينا وأنها لاتريد أن تبقى داخل حدودها، بل تسعى إلى التمدد الذي إن نجحت فيه. دافع شخصي وأكد أن الإمارات لديها سبب قوي للمشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن، يتمثل في قيادتها الحكيمة ذات النهج التي تستلهم حكمتها من المؤسّس الراحل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي قال في تصريح يعود إلى أكثر من عشرين عاماً إذا كانت الإمارات قدمت الإسهامات المادية للدول العربية، فإن عليها في المستقبل أن تقدم أبناءها فداء للعروبة، وهي الرؤية التي تحققت الآن، وأصبحت مصدر إلهام وتقدير على المستوى المحلي والعربي والدولي، خاصة ان مشاركة قواتنا في اليمن هدفها الأول الدفاع عن شرف الأمة وهويتها ومستقبل أجيالها.

مشاركة :