36 شهرا كاملا قضاها "الصافي جودة " داخل "مصنع الرجال"، يتلهف مرور الأيام وانتهاء مدة خدمته الإلزامية، الأمر الذي تحقق منذ عامين، ليبدأ بعدها رحلة البحث عن لقمة العيش من أجل تحقيق حلمه بالزواج من الفتاة التي تعلق بها قلبه، دون أن يدري بأنه لن يشهد شروق اليوم المنتظر، إذ خرج صباح اليوم السبت، كعادته من منزله بمنطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية، لممارسة عمله اليومي، بعد أن ودع والداته، مغادرًا المنزل على أمل العودة قبل موعد حظر التجوال طبقا لقرار قرار مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، لكنه كان بمثابة اللقاء الأخير، بعدما وقع حادث تصادم بين دراجة بخارية "تروسيكل" كان يستقله رفقة زملائه بسيارة، مما أسفر عن مصرعه مع شخص آخر، لتخيم حاله من الحزن على أهالي العامرية حزنا على فراق الضحايا." كان أجدع وأطيب خلق الله".. بهذه الكلمات بدأ " فتحي البلتاجي " صديق الضحية يروي لـ"البوابة نيوز"، تفاصيل اللحظات في حياة شهيد لقمة العيش، مشيرا إلى أن جميع منازل توشحت بالسواد عقب وقوع الحادث حزنا على الضحية، الذي ارتدى ثوب الرجال منذ صغره، تخلى عن دراسته وحلمه في المستقبل كباقى أصدقائه لمساعدة أسرته محدودة الدخل على الحياة القاسية، حيث توقف قطار تعليمه عند محطة الابتدائية، ليقضي سنوات عديدة في كنف والدته يكد ويعمل لمساعدة أسرته بعد وفاة والده، وهو ما جعله يحظى باحترام وحب جميع الأهالى، فضلا عن الكثير من مواقف الرجولة والجدعنة في نصرة الضعفاء والمظلومين ومساعدة الآخرين.في مطلع شهر مارس عام 2018، أنهي " الصافي" خدمته الإلزامية بإحدى الكتائب العسكرية، كجندي مقاتل في صفوف القوات المسلحة، عند خدمة قدرها "قدوة حسنة"، طار قلب الشاب فرحا ممسكا بيده الشهادة ليبدأ مرحلة جديدة في حياته لا مفر فيها من الحصول على عمل يرتقي معه درجات السلم نحو بناء مستقبل مشرق لطالما حلم به، فلم تفارق بسمته المألوفة وجنتيه خلال الصور التي ينشرها عبر صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" مفعما بعزيمة وإصرار وجلد اكتسبها من الحياة العسكرية، طوال الفترة الماضية ظل صاحب الـ25 بيعا يبحث عن فرصة عمل دون كلل أو يأس مستندا إلى مخزن من الصبر الذي اكتسبه في حياته العسكرية، فلم يجد أمامه سوي العودة لمهنتة الأساسية" عامل محارة" برفقة أحد الأشخاص من أبناء المنطقة التي يقطن بها، لكنه لم يدر حادثا مأساويا ينتظره صباح اليوم اليوم، أثناء توجهه للعمل، إذ وقع حادث تصادم بين دراجة بخارية "تروسيكل" كان يستقله رفقة زملائه بسيارة مما أسفر عن مصرعه مع شخص آخر، لتخيم حاله من الحزن على أهالي العامرية حزنا على فراق الضحايا، فيما تحولت صفحات زملائه وأصدقائه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك على سرادق عزاء لرثاء الفقيد بكلمات تدمع القلوب، داعين المولي عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته.وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء سامى غنيم، مدير أمن الإسكندرية إخطارا بوجود حادث بطريق النهضة بالعامرية غرب الإسكندرية انتقلت القيادات الأمنية وبالمعاينة تبين اصطدام دراجة بخارية "تروسيكل" بسيارة ما أسفر عنه الحادث تم تحرير محضر بالواقعة وجارى العرض على النيابة للتحقيقات.
مشاركة :