تغيير مجالك المهني ليس أمراً سهلاً، لكنه ممكن، وفقط لأنك متفانٍ في مجال مهني معين لا يعني أن عليك البقاء فيه مدى حياتك. بالتأكيد قد يعتقد أفراد عائلتك وأصدقائك أنك فقدت عقلك عندما تعلن لهم خططك لتغيير مجالك المهني، لكن كن مطمئناً. فوفقاً لدراسة حديثة صادرة عن كلية الأعمال التابعة لجامعة فينيكس، فإن 59% من البالغين العاملين يقولون إنهم يرغبون في تغيير مجالهم الوظيفي.وسواء كنت تشعر بالملل من العمل أو بالإنهاك أو تريد مواجهة تحديات جديدة، هناك عدة أمور عليك أخذها بعين الاعتبار لتدخل مرحلة تغيير مهنية ناجحة، وفي حال تجاهلت هذه الأمور ستقع في الأخطاء الشائعة التالية: اتخاذ قرارات متهورة قبل أن تغيّر مجالك المهني، عليك التفكير بعمق وتقييم الأسباب التي تريد على إثرها تغيير مهنتك. وتقول ديبورا أورونزيو، الخبيرة في التوظيف: «تحتاج إلى استثمار الوقت لمعرفة سبب عدم رضاك الوظيفي، وماهية الأمور التي ستجعلك تشعر بالارتياح للمضي قدماً»، اسأل نفسك لماذا أنت غير راضٍ، وأجب عن السؤال بصدق. قد يكون الأمر مجرد أنك تمر بأسبوع أو شهر سيء، أو أنك تكره رئيسك فقط وليس مجالك المهني. ويقول راندي بلوك، المستشار في مجال التوظيف: «نحن جميعاً نمر بمراحل من التعاسة في وظائفنا. يجب أن تسعى وراء شيء وليس الهروب منه». اختيار الوظيفة على أساس الراتب من الواضح أن عليك الأخذ بعين الاعتبار العامل المالي عند اختيارك لمجالك المهني المقبل، ولكن لا تتخذ قرارك على أساس الراتب فقط. وتقول هولي جينزر، الخبيرة في مجال التقدم المهني: «إذا عملت في وظيفة ذات أجر عالٍ، ولكنها لا تتناسب مع اهتماماتك أو قيمك أو نقاط قوتك، فلن تكون سعيداً. هل ستكون سعيداً بتلقي المال للقيام بعمل لا تحبه؟ ربما ستكون في البداية، ولكن من المرجح أن يزول هذا الشعور عاجلاً وليس آجلاً». نحن لا نقول لك تجاهل الراتب عند تقييم خياراتك، ولكن عليك النظر في عوامل مهمة أخرى مثل التوازن بين العمل وحياتك الشخصية وفرص النمو والتعويضات. إهمال شبكاتك الخاصة حتى لو أظهرت جميع البحوث التي أجريتها عن المجال الوظيفي الذي تريد الدخول فيه أنه سوق واعد، عليك أن تتواصل مع المهنيين في هذا المجال؛ لأنك لا تعرف بالضبط المجال الذي ستدخله في واقع الأمر. وعلى هذا النحو، عليك أن توسع وتحدِّث شبكة معارفك المهنية باستمرار. وواحدة من أفضل الطرق لتوسيع دائرتك المهنية هي الاجتماع مع الناس الذين يعملون حالياً في المجال الذي تريد الدخول فيه، وخلال هذه الاجتماعات اطرح عليهم أسئلة ذات مغزى مثل «كيف ترى مستقبل هذا المجال؟»، و«ما هي الكتب أو المنشورات التي تنصح بقراءتها لمعرفة المزيد عن هذا القطاع؟». ترك العمل قبل العثور على بديل تبين البحوث أنه من الأسهل أن تحصل على عرض عمل جديد عندما تكون على رأس وظيفتك، وهو أمر منطقي؛ ذلك لأن مديري التوظيف يفكرون مرتين قبل استدعاء شخص لإجراء مقابلة عندما تكون هناك فجوة في فترات العمل بسيرته الذاتية. وبالتالي سيكون من الأفضل بالنسبة لك البقاء على رأس عملك الحالي حتى تظهر أمامك فرصة عمل جديدة. عدم دراسة السوق الذي تريد العمل فيه هل أنت غير متأكد من المجال الذي تريد دخوله؟ تنصحك جينزر بدراسة القطاعات والمهن الشاغرة للعثور على ما هو مناسب لمهاراتك وأهدافك المهنية، وخلافاً لذلك فأنت ترمي سهماً في الظلام. يمكنك الاطلاع على توقعات نمو الوظائف باستخدام دليل التوقعات الوظيفية لمكتب الإحصاء العمالي في بلادك. ومن يدري، قد تكتشف مجالاً وظيفياً نامياً يتوافق مع مهاراتك وقدراتك.