بقلم: داني وو - عبدالمجيد كمال القاهرة 28 مارس 2020 (شينخوا) استطاعت المصرية يمنى حسن زيدان، الطالبة بمعهد كونفوشيوس في جامعة قناة السويس بمحافظة السويس، شرق القاهرة، على مدار الأسبوعين الماضيين الاستمرار في تعلم اللغة الصينية، على الرغم من توقف الدراسة في البلاد. وأعلنت الحكومة المصرية تعليق الدراسة في جميع المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد لمدة أسبوعين، من 15 إلى 29 مارس الجاري، ثم قررت تمديد التعليق لمدة مماثلة، في إطار إجراءاتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وسجلت مصر حتى الآن 536 إصابة بالفيروس، من بينها 116 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، إلى جانب 30 حالة وفاة. وقالت يمنى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "كل ما احتجته مجرد هاتف محمول وحاسب آلي محمول ومواد دراسية وقلم لمواصلة الدراسة إلكترونيا وتحسين مستواي في اللغة الصينية". وتابعت يمنى والعديد من زميلاتها في المعهد، "لقد كان يراودنا الشعور بالفضول حول ما يشعر به الطلاب الصينيون بشأن تلقيهم المحاضرات عن طريق شبكة الإنترنت، ونحن الآن نعيش نفس الظروف التي يمر بها زملاؤنا الصينيون". وفي ظل هذا الوباء، أصبحت المحاضرات عبر شبكة الإنترنت المصير المشترك للطلاب في جميع أنحاء العالم، ما أجبر المعلمين الصينيين بمعهد كونفوشيوس على تغيير الوضع الدراسي المعتاد. وواجه المعلمون الكثير من المتاعب منذ بداية إلقاء المحاضرات عبر شبكة الإنترنت. وقالت عميدة معهد كونفوشيوس بجامعة (قناة السويس) تشو تينغتينغ، إن "المقر الرئيسي لمعهد كونفوشيوس يوفر برنامجا تعليميا قبل أسبوعين من تعليق الدراسة، وعندما بدأ الجميع في استخدام شبكة الإنترنت وجدوا أن سرعة الشبكة المحلية بطيئة جدا، ما جعل الجميع غير قادرين على استخدام البرنامج التعليمي بطلاقة، وأثر بشكل كبير على الجودة التعليمية". وأضافت "لا نريد أن نتخلى عن تدريس اللغة الصينية بسبب بطء سرعة الإنترنت"، في ظل حماس وإصرار الطلاب المصريين. وبدأ المعلمون الصينيون والطلاب المصريون في إيجاد طرق للتغلب على الأمر معا، بعد تجربة العديد من التطبيقات والبرامج، حيث استطاع الطلاب تلقي المحاضرات عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، بإنشاء مجموعات دردشة وتسجيل وإرسال باور بوينت (PPT). وقالت الطالبة المصرية رقية مصطفى، إن تلقي دروس اللغة الصينية إلكترونيا "ممتع ومريح وآمن، حيث أتمكن من مواصلة دراستي في المنزل بشكل أفضل". ومع ذلك، قالت الطالبتان روان أحمد وعائشة مصطفى، إنهما "في بيئة تعليمية مريحة لكن نخشى زيادة الوزن، وفى نفس الوقت نفتقد المعلمين والزملاء". وبالإضافة إلى تعلم اللغة الصينية، هناك محاضرة أخرى عبر شبكة الإنترنت عن فنون الدفاع عن النفس. وأوضح لو مينغ، وهو معلم بمعهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس، أنه يقوم بتعليم الطلاب تمارين "با دوان جين"، وهي مجموعة من تمارين كيغونغ بفوائد طبية مفترضة، من أجل الحفاظ على لياقتهم وتجنب الأوبئة. وتابع "عندما تلقيت مقاطع فيديو (اللكمة الخارقة) من الطلاب، عن طريق مجموعة الدردشة، والتي تم التقاطها من شرفاتهم وغرف معيشتهم، شعرت بالسعادة والامتنان". وأشار لو، إلى أنه سيقوم بتدريب الطلاب على التنفس وأداء الحركات. بينما رأى تشانغ تينغ هونغ الأستاذ بالمعهد أنه "ليس من السهل إجراء محاضرات عبر شبكة الإنترنت بهذه الطريقة". وقال إن أول محاضرة "استماع ومحادثة صينية" عبر الإنترنت كانت لطلاب الصف الثالث، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها مصر مؤخرا، وألحقت الضرر بالبنية التحتية، وأدت إلى غياب الطلاب بشكل جماعي. واعترف تشانغ بأن التعليم عبر الإنترنت له أيضا عيوب واضحة، مثل عدم القدرة على مراقبة الحالة التعلمية للطلاب، وقلة التمارين التفاعلية في الوقت الحالي، كما أن بعض الطلاب من العائلات متوسطة الدخل لا يمكنهم التصفح على شبكة الإنترنت إلا عن طريق شبكة إنترنت الهاتف. وعلى الرغم من الصعوبات العديدة التي يواجهونها، إلا أن المعلمين والطلاب مستمرون في الدراسة، على الرغم من تعليق المحاضرات، حيث يعمل الجميع بجد للحد من تأثير الوباء على تعلم اللغة الصينية.
مشاركة :