عمران، اليمن، 30 مارس 2020 (شينخوا) في محافظة عمران شمال اليمن، يعيش أكثر من خمسة آلاف نازح في مئات الخيام التي تصطف على مدى البصر. ويجعلهم الافتقار إلى خدمات الصرف الصحي والرعاية الطبية أكثر عرضة للأمراض الفتاكة، خاصة إذا تفشى فيروس كورونا المستجد. وقال ماهر قاسم، وهو أحد النازحين في مخيم خمر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن عرضة للأمراض الوبائية بما في ذلك فيروس كورونا ... في المخيم، يفتقر النازحون للرعاية الطبية وحتى القناع الواقي". وتابع قاسم البالغ من العمر (37 عاماً) أنه "يجب أن تكون هناك إجراءات وقائية لحماية النازحين من الأوبئة". وعلى الرغم من أن اليمن لم يسجل أي إصابة بفيروس (كوفيد-19) حتى الآن، إلا أن هناك مخاوف كبيرة من أن هذا قد يتغير بسرعة كبيرة في بلد عانى من خمس سنوات من الحرب الأهلية وتضرر أكثر من نصف نظامها الصحي. وفرضت السلطات المتنافسة في شمال اليمن وجنوبه تدابير وقائية صحية في المدن الكبرى على مدى الأسبوعين الماضيين، شملت إغلاق المدارس ومنع التنقل بين المدن كإجراءات احترازية استعدادًا لمواجهة محتملة لتفشي فيروس كورونا. لكن ومع كل هذه الإجراءات، لا تزال السلطات الصحية عاجزة عن التعامل مع الأوبئة المتفشية منذ سنوات مثل الكوليرا وسوء التغذية وحمى الضنك. وقال نازح آخر يدعى عمر حسن "لقد نزحت إلى هذا المخيم في منطقة خمر بسبب الحرب. أحدهم هنا أعطاني بطانية لتغطية أطفالي، ونعاني من البرد والجوع". وفر عبدو أحمد وزوجته وأطفاله التسعة من الحرب أيضا إلى هذا المخيم، لكنهم يشكون من ظروف صعبة. وقال أحمد "لقد نزحنا من قرية الوزاعية (في محافظة تعز) إلى هنا بسبب الحرب، وحالتنا الآن صعبة للغاية بدون بطانيات أو طعام". ويعتمد أكثر من ثلاثة ملايين نازح في اليمن على المساعدات التي تقدمها وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بانتظام منذ أن اندلعت الحرب الأهلية في البلاد في أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على أجزاء واسعة من شمال البلاد، وأجبرت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي على الخروج من العاصمة صنعاء. وقد دخلت الحرب الطاحنة عامها السادس ولا حل يلوح في الأفق. وتحاول الأمم المتحدة البحث عن حلول لإنهاء الحرب التي قتلت عشرات الآلاف من الناس ودفعت أكثر من 20 مليون نسمة إلى حافة المجاعة. وبالنسبة لماهر قاسم، فهو يأمل أن تنتهي الحرب، قائلا "نأمل أن تنتهي الحرب، حتى نتمكن من العودة إلى منازلنا للعيش كما كنا من قبل".
مشاركة :