بومعاذ الشيباني...إشراقة منصفة | مقالات

  • 6/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جميل في هذا الزمن أن نجد من ينصف ويعدل في الحكم على الآخرين ومن يختلف معهم، ففي هذا الزمان كثرت الافتراءات، وباتت راية الكذب تكاد أن تكون الوحيدة والله المستعان !! وصار الفجور بالخصومة هو النفس السائد عند نجوم المجتمع من رموز سياسية ودينية وإعلامية، والتناحر الشرس للأسف الشديد وهذا الفجور والكذب الذي أشرت إليه هو عند التيار الإسلامي أكثر وأشرس من غيره من بيئات أخرى!، خاصة وأن هذا التيار يفترض أن يكون مبنياً على الأخلاق الإسلامية وشهادة الحق والعدل ومعرفة تاريخ العلماء بالإنصاف وفقه الخلاف، ومع ذلك تنفرد مجاميع وشخصيات قليلة عن هذا الخلق المذموم وباتوا عملات نادرة في هذا الواقع المظلم بل إن بعض الحالات يكون الإسلاميون أداة بيد غيرهم من قوى الكفر والعلمانيين وأصحاب المصالح من حيث يشعرون أو لا يشعرون!، وفي قبل أيام ظهرت لنا شمس مشرقة رائعة ورائدة لرمز من رموز التيار السلفي بالكويت وهو الشيخ محمد ابراهيم الشيباني الذي كتب مقالاً رائعاً جداً ينصف فيه التيار الإسلامي الذي يتبنى مدرسة الإخوان المسلمين. إن قيمة المقال الذي كتبه الشيخ محمد الشيباني تكمن في أمور عدة أجملها على النحو التالي: 1- كون الشيخ محمد الشيباني من رموز ومشايخ التيار السلفي الذي له شعبيته وكلمته وتاريخه في العمل الإسلامي في الكويت ومنطقة كيفان خاصة والواقع الحالي يشهد حملة شرسة من بعض مجاميع ورموز التيار على تيار الإخوان لدرجة الإقصاء وحرب الوظائف والترقيات ومحاصرة المنابر والإصدارات وباتت بعض رموز هذا التيار لا ترى في الإخوان إلا اللون الأسود الذي لا خير فيه وتتم من خلالهم حملات الجحود لتاريخ وإنجازات الإخوان المسلمين ومؤسساتهم ورموزهم بمختلف المجالات. 2- شهادته القيمة بتميز وريادة الإخوان المسلمين في المجالات الإسلامية المتعددة، فلا يخفى على أحد مثلاً أن الإعلام الإسلامي ببرامجه الفضائية وغير ذلك من الأنشطة برز فيه هذا التيار وبعد ذلك دخلت مجاميع أخرى المجال الإعلامي وبرزت فيه ومع ذلك ما زالت رموز الإخوان في الإعلام لهم بصماتهم القوية وجماهيريتهم بالتأثير في الدفاع عن الإسلام ومحاربة الأفكار العلمانية واللادينية والتمييز بالمواعظ وتزكية النفس ونشر العلوم الشرعية بالمنهج الوسطي. 3- رفضه لمنهجية الإقصاء للآخر المخالف خاصة وإن كان له مرجعيته الإسلامية المعتبرة والمحترمة، وأبرز ما نعانيه في الساحة الإسلامية هذه المنهجية التي لم نستفد منها سوى المعاناة فكم من الطاقات والأفكار والمشاريع للتيار الإسلامي تم قمعها وإفشالها وإن كانت مفيدة ورائدة لمجرد أن من يحملها ويتبناها يخالفنا الرأي في قليل أو كثير. 4- بيانه لأثر غياب مدرسة الإخوان المسلمين عن بعض المجالات بسبب الإقصاء والإبعاد وهذه شهادة حق فلا يمكن إقصاء تيار له قدمه وريادته في كل المجالات الإسلامية والبلدان، ربما نجد من بعض المخالفين من يتميز في المجالات ولكن نجد الفرق الكبير والريادة والقوة عندما نتعامل مع البديل وربما ليس القصور في البديل بل أن الخبرة لها أثرها. كل الشكر والتقدير للرمز السلفي الشيخ محمد الشيباني على إنصافه وهذا الإنصاف مع تيار يختلف معه يعبر عن أخلاقه العالية والطيبة المحترمة وكم أتمنى أن تسود هذه الأخلاق بيننا خاصة كتيار إسلامي وأيضاً يجب على كل الإسلاميين أن يكونوا على هذا النهج مع التيارات المخالفة لهم، ولعل هذا الإنصاف إذا تكرر من رموز متعددة للجميع تكون أرضية جيدة لنشر هذا الفكر وهذه الأخلاق، فالناس وعموم التيارات تتأثر بما يقوله ويقرره رموزها. bomo6ar@gmail.com

مشاركة :