إشراقة تفاؤل - مقالات

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يستقبل العالم عاماً جديداً على أمل أن يكون عاماً يسود فيه الخير والسلام ويختلف عن العام السابق له برغم الشعور العام بأن الأزمات السابقة ممتدة، والخوف من المجهول يظل كابوساً عالقاً في النفس. لقد كان عام 2016 مليئاً بالأزمات والمحن تمثلت في الحروب والدماروالتشرد، بجانب الأحوال الاقتصادية المتردية، وتزايد العلل والفقر، وحالة اللااستقرار التي خلقت اليأس والإحباط في النفوس بسبب سوء الأحوال المعيشية للناس. تكشف الحالة العربية جملة من المشاكل والمآسي الناجمة أساساً من حالة الفوضى العارمة في الإقليم العربي نتيجة للحروب الدائرة في مختلف بقاعه حيث القتال والنزاع بين العرب والمسلمين والمسيحيين الذين ظلوا لقرون يعيشون متآخين متحابين يعملون يداً واحدة من أجل نهضة أمتهم. فليس هنالك أوجه مقارنة مع الحالة الراهنة بعد أن كان عام 2016 من الأعوام التي اتسمت بالعنف والكراهية ونبذ الآخر، وبالشحن الطائفي، والعمليات الإرهابية المدمرة. أما أكثر الذين عانوا من ويلات الحرب والتشرد والجوع في العام المنصرم فقد كان الأطفال والشيوخ الذين عاشوا الخوف والجوع والمرض. فلقد أصبح الكل ضحايا الحرب والفقر، خصوصاً الأطفال الذين عانوا التشرد وفقدان الأهل، والكثير منهم فقدوا الملجأ ولم يبق أمامهم سوى الاحتماء في ملاجئ تحت الأرض، وفي الجزء السفلي من قارب مملوء بالمهاجرين. ومع ذلك، تظل النفوس مفعمة بالتفاؤل بالعام الجديد عل أن يكون فيه التجديد للحياة، والتغيير إلى الأحسن، وأن الآتي أفضل مقارنة بما مضى، حيث التآخي والمحبة، ونبذ العصبية والكراهية، والتضامن، والحرص على تحويل السلبيات إلى إيجابيات تؤسس على مفاهيم إنسانية سامية كالتسامح ونبذ الخلافات وازدراء الآخر، وعدم الإساءة والتطاول على الوطن. لقد كان عام (2016) كارثياً لم يكن كالأعوام العشرالأخيرة، فقد ارتفعت موجة الإرهاب، وسادت في أماكن كثيرة من دول العالم لدرجة أن العالم مازال منشغلاً وقلقاً من تداعيات الإرهاب المخيفة والتي برغم كل ما يتخذ من إجراءات تحوطية وأساليب حماية ليس من السهل احتواؤه والقضاء عليه... نتمنى أن يكون العام الجديد أفضل من الأعوام السابقة ليس بالسعي لمعالجة السلبيات فقط، وإنما بالعمل على بناء جسور التواصل والتعاون بين كل الناس مهما تعددت أعراقهم وطوائفهم، أو اتجاهاتهم وأديانهم. فالتسامح بين الناس رقي وعفو عند المقدرة، وولاء ومحبة، وتجنب للصراعات والأحقاد والفتن، فهو الطريق الأمثل للتقارب بين الناس في سياقه الاجتماعي والثقافي والديني، ويعتبر الملاذ الآمن للعيش الكريم، والوقاية من الحروب والمآسي التي ظلت ومازالت تدمر حياة الناس. yaqub44@hotmail.com

مشاركة :