فاز الــنائب سـامــي الجميل برئاسة حزب «الكتائب اللبنانية»، ليتولى الجيل الثالث من آل الجميل رئاسته بعد جده المؤسس بيار الجميل في ثلاثينات القرن الماضي حتى اواخر الثمانينات ثم والده امين الجميل في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وما بينهما الرؤساء ايلي كرامه، منير الحاج، جورج سعادة ثم كريم بقرادوني من خارج العائلة. وكانت عملية الاقتراع جرت في ختام المؤتمر الثلاثين للحزب، وتنافس على المنصب الجميل و بيار عطاالله، بعدما امتنع الجميل الأب عن الترشح تاركاً المنصب لمن تفرزه صندوق الاقتراع. وفور اعلان النتائج نظمت في محيط الصيفي مواكب سيارة للكتائبيين والمناصرين وأطلقت المفرقعات النارية احتفالاً. وتنافس على منصب النائب الثاني للرئيس ساسين ساسين وسليم الصايغ. وكان فاز بمنصب النائب الاول الكتائبي المخضرم جوزف ابو خليل بالتزكية. والعــمــلــية الانـتـخـابــيــة انطلقت بهدوء صباحاً في بيت «الكتائب» المركزي في الصيفي، وكان من المقرر ان يشارك في الاقتراع 397 مندوباً لاختيار الرئيس ونائب رئيس ثانٍ واعضاء المكتب السياسي الـ 16، واقترع 388 منهم. وأشار النائب الأول لرئيس الحزب أبو خليل في تصريح الى انه «رافق انتخابات حزب الكتائب منذ عقود، وتحديداً منذ عهد المؤسس بيار الجميّل». وقال ان من عناوين المرحلة المقبلة «إصلاح النظام السياسي، والتصّدي لمن يعمل على تجميد عملية الانتخاب»، مشدداً على ضرورة الإصلاح وهذه مهمة اساسية، إضافة الى إيجاد حل لقضية النزوح السوري، وملف الفساد الذي اوصل اقتصادنا الى الهلاك». تصويت ومواقف وأدلى الرئيس أمين الجميل بصوته، وسط ترحيب من الحضور، وأكد في تصريح ان الكتائب و «منذ نشأتها توجه رسالة خير وديموقراطية وحرية لكل لبنان واللبنانيين ونتعظ تماماً مما يحصل، وننتخب رئيساً للجمهورية في أسرع وقت ممكن. فلتكن هذه العبرة للنواب ليحضروا الى البرلمان وينتخبوا رئيساً، لأن ما من بلد يمكن ان يستقر من دون رأس، ويجب الا تبقى الجمهورية معلقة بهذا الشكل. هذا الإنتخاب الكتائبي اليوم اي التجربة الديموقراطية الفريدة من نوعها يجب ان تنسحب على الوضع الوطني ككل وتستقر المؤسسات الوطنية». وحين قيل له ان ثمة من يعتبر انتخابات الحزب «ديموقراطية شكلية»، قال: «اتمنى ان تعودوا لقرارين صدرا بالأمس من محكمة في بيروت هي محكمة الإستئناف، ومحكمة في المتن اكدتا ان الكتائب من الأحزاب القليلة جداً التي لديها نظام دقيق يحترم ويفرض نفسه على كل المحازبين، وهذا جواب لكل من يدعي كل هذه الإدعاءات ولا تعجبه الممارسة الكتائبية التي هي قدوة لكل اللبنانيين». ودعا الى العودة الى الوراء حيث «كان هناك رؤساء للحزب من غير آل الجميل: منير الحاج، جورج سعادة، كريم بقرادوني وايلي كرامي». وسأل: «لماذا الانتقاص من كرامة الإنسان ومحبة الناس، هناك اليوم تقريباً نحو 400 مندوب انتخبوا من القاعدة، وهم قرروا ان يقترعوا بجانب اي انسان، هل هذا عيب ام خطأ؟ هناك اشخاص تميزوا بممارستهم الوطنية والكتائبية وضحوا في سبيل لبنان، فهل ننتقص من حقهم، فإذا كان هناك تقدير من القاعدة الكتائبية الممثلة لشخص فمبروك لمن ينجح لأن هذا التأييد له من قبل المندوبين وسام على صدر كل كتائبي ضحى وناضل في أصعب الظروف وخدم لبنان على أكمل وجه». وأكد انه «لم يترشح مجدداً لرئاسة الحزب، لكنني لن اترك الحزب ودوري فيه وممارستي الكتائبية، انا باقٍ الى جانب كل الرفاق كلما دعت الحاجة. ويهمنا ان يتعظ النواب الكرام خصوصاً من يتخلفون عن التصويت بهذه الممارسة الديموقراطية الجميلة ويفهموا انهم يرتكبون جريمة كبيرة في حق لبنان بإبقاء موقع الرئاسة معلقاً بهذا الشكل، وهذا انتحار للجمهورية». وأشار الى ان «معركة رئاسة الجمهورية تتحكم بها مجموعة معطيات والكل يعرف ان اسمي مطروح، المهم بالنسبة اليّ ان ننتخب رئيساً بأسرع وقت ممكن، وان يكون قادراً على قيادة السفينة، ولدى الشعب اللبناني الكثير من القيادات الخيرة والقادرة ونتمنى ان يكون هناك رئيس يتمتع بثقة الناس ويطمئن كل اللبنانيين بدءاً بالمسيحي». وكان المرشح سامي الجميل أدلى بصوته وأكد ان «الانتخابات ديموقراطية، ونفتخر بأن نكون الحزب الوحيد في الشرق الذي لديه حياة ديموقراطية، والمعترضون ليسوا من الكتائب ولا يعبرون عن إرادة الكتائبيين، بل هم من الخوارج ورواسب المرحلة السورية، التي كان فيها الحزب تحت الوصاية». وقال ان له «شرف التنافس مع مناضل وكاتب سياسي مثل بيار عطالله، له تاريخه في النضال». وعن انتخابات المكتب السياسي، قال انه يقف «على الحياد في هذه المعركة، وأحترم كل الرفاق». وعما سيقوم به بعد انتخابه، قال: «أول شيء سأزور ضريح أخي بيار». ووصف المرشح عطالله بعد الإدلاء بصوته العملية الانتخابية بأنها «نموذجية في بلاد ليس فيها انتخابات نيابية ولا انتخابات بلدية ولا تقيم اعتباراً لا للدستور ولا للقوانين». وقال: «فخر للكتائبيين وفخر لهذه المؤسسة العريقة أن تجري فيها انتخابات على هذا المستوى من الرقي والتنافس، أن تحترم تفاصيل صغيرة جداً ودقيقة مطلوبة بإلحاح في الانتخابات النيابية، هذه مفخرة لحزب يأخذون عليه أنه شاخ وأصبح سبعينياً». ورأى انـــه «اذا اخـــــتـــار الناخبون النائب سامي الجميل، فهذا يدل على تعلق اللبنانيين برموزهم وعائلاتهم، وهذه عائلة قــدمت الكثـير من التـضـحـيـات والشهداء، الرئيس الشهيد بشير الجميل، الوزير الشهيد بيار الجميل، هذه عائلة مجبولة بالتضحيات وبالشهادة».
مشاركة :