إبراهيم الذهلي يكتب: هبوط اضطراري لطيران العالم

  • 4/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عنوان مقالنا يؤكد أن العالم لم يعد «قرية صغيرة» أمام حركة المسافرين، فقد تسبب انتشار فيروس كورونا في وقف حركة السفر حول العالم، وأصاب قطاعات الاقتصاد والإنتاج والسياحة والرياضة والتعليم والصناعة في قارات العالم الست بشلل تام أو جزئي. مع إعلان منظّمة الصحة العالمية فيروس كورونا «جائحة»، اتخذت دول عدة قرارات مختلفة في محاولة لوقف انتقال وانتشار الفيروس على أراضيها. تراوحت الإجراءات بين حظر التجوال والحجز الصحي الإلزامي والاختياري والجزئي، ومنع إصدار تأشيرات سياحية، ووقف الرحلات الجوية. وفي ظل انتشار فيروس كورونا حول العالم، والقيود المفروضة على السفر والمصممة لاحتوائه، يواجه العديد من شركات الطيران انخفاضاً شديداً في عملياتها، ما قد يضطرها للجوء إلى عمليات إنقاذ حكومية في غضون أسابيع لتجنب الإفلاس. وقد علّق العديد من شركات الخطوط الجوية رحلاتها، فمنها من سرح العمال واعتمد خطوات شديدة بهدف الحفاظ على السيولة، وسط تزايد حظر السفر وإغلاق المطارات وانخفاض الطلب على الرحلات. وعلّق اتحاد النقل الجوي الدولي على ذلك، بأن «2020 سيكون عاماً يشهد فيه قطاع النقل الجوي أكبر تراجع منذ الأزمة المالية العالمية 2008 - 2009، وسيكبد ذلك شركات الطيران خسارة نحو 290.3 مليار دولار». بصراحة أقول: «إن هذه أسوأ أزمة منذ أزمة سارس أو حتى منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، فالناس لا يرغبون في السفر ويفضلون البقاء في بلدانهم مراقبين التطورات، فقد أصبح هناك شيء اسمه ثقافة الخوف». صحيح أننا اشتقنا للسفر والرحلات الطويلة، لاستكشاف العوالم والمدن، والتعرف إلى الحضارات والثقافات، وصحيح أننا نتوق لسماع ضجيج محركات الطائرات وهي تدور لكي تحلق بنا في الأجواء، بحثاً عن أماكن جديدة في هذا العالم، لكننا مع الإجراءات الاحترازية الحكومية «خلك بالبيت»، لكي نحاصر الوباء ونحفظ أهلنا ووطننا. كما أنني على يقين، بأن شركات الطيران تتجاوز أزمة كورونا من دون أضرار بتعاون الحكومات معها، وتوفير الدعم المباشر لها، كما أن قطاع السياحة سوف يعود لسابق عهده، لأنه ما من أحد في هذا الكون يستغني عن السياحة والسفر، باعتبارهما من أهم أبجديات حياتنا المعاصرة. لذلك أقول: إنه لا داعي للذعر من قرارات حظر السفر، والمخاوف التي تحاصر القطاع السياحي هي طارئة ومؤقتة، وسوف تزول مع زوال الفيروس، وكل هذه القطاعات التي تواجه بالفعل العديد من الأزمات الخانقة في الوقت الحالي سوف تعود أقوى، لأن الإنسان هو الذي يمتلك العقل، وهو رائد التجديد والابتكار، في ظل وجود الإرادة والعزيمة القوية، والإصرار على إعادة بناء ما دمره «كورونا».

مشاركة :