قبل عدة أيام قرأت تغريدة لمواطن من العاصمة السعودية الرياض، يتحدث فيها حيال ما يحصل في شهر رمضان المبارك. فكتب.. إذا كانت أغراض رمضان وتكاليف تجهيز الطعام والغسيل والوقت الذي يستغرقه تجهيز الأكل وغسل الصحون واستئجار شغالة من الممكن أن يكلف أربعين ألف ريال. فلماذا لا أفطر كل يوم مع أسرتي في أفخم فنادق الرياض وأستريح أنا وأسرتي. ومع أن ما قيل هوكمداعبة، إلا أن كلامه صحيح بكل حذافيره. فمنذ سنوات أصبح الحديث عن شهر رمضان هو كمية الطاقة التي تبذلها المرأة في هذا الشهر الفضيل؛ لكي تقوم بمجاراة خاصية معينة ونمطية حيال ما يتم استهلاكه في رمضان. فمع الوقت أصبح نوع الأكل في رمضان لا يحكمه التوقيت فقط، بل النوعية والتنوع في المأكل مع العلم بأن هذا الشهر هو فرصة ذهبية لمن أراد عمل حمية في الأكل أو التوقف عن شرب الدخان وغيره من الأمور المفيدة للصحة. ولكن الكل رأى كيف أن شهر رمضان تحول إلى عبء على ميزانية المواطن، وشهر استهلاك كمية أكبر من السعرات الحرارية. وفي كثير من الأحيان لا تحس بهذا الضغط إلا المرأة العاملة وخاصة من لديها أطفال ولا توجد لديها عاملة منزلية التي لا تجد الوقت الكافي لمتابعة الروتين الرمضاني. ورغم أن الكثير يطلبن إجازاتهن السنوية خلال شهر رمضان، إلا أن هذا الشيء لا تستطيع كل امرأة عاملة الحصول عليه وخاصة النساء اللاتي يعملن في وظائف لا يتوقف فيها العمل خلال شهر رمضان، مثل من يعملن في مجال الطب أو اللاتي يعملن في شركات مرتبطة بعقود واتفاقيات لتنفيذ مشاريع لا تحتمل التوقف. وفي هذه الحالة تكون المرأة التي لديها عمل يتطلب نمطا معينا من التوقيت تكون تحت ضغوط مستمرة بالإمكان ان يتم تخفيفها لو أن المجتمع ككل يقوم بتغيير نمط الأكل في رمضان. فشهر رمضان هو ليس شهر عبادة جسدية فقط يختص بصلاة التراويح أو القيام، بل إن رمضان فيه شيء روحي يساعد على التكيف. بل إن الكثير يسأل لماذا أصبح شهر رمضان عبئا على ميزانية الأسرة، فيما يخص كمية المشتريات، في وقت رمضان يعتبر فرصة للتخفيف في كمية المشتريات والتي في نهاية الأمر يكون استهلاكها والتعامل معها يأخذ وقتا كبيرا من المرأة، وخاصة العاملة التي بالكاد لا تجد الوقت الكافي لكي تستريح. والشيء الآخر وهو أن المرأة حتى لو لم تكن عاملة أصبحت أسيرة روتين رمضاني من الصعب الاستغناء عن عاملة منزلية. وقد أصبح عدم وجود عاملة منزلية في شهر رمضان يشكل معضلة وصعوبة للبيت ككل. وأصبح المنزل السعودي بدون عاملة منزلية في رمضان يشكل هاجسا كبيرا لكل أسرة، وأصبح المواطن تحت رحمة عمالة تطلب مبالغ كبيرة في وقت بإمكان الأسرة والمرأة التكيف معه. فشهر رمضان هو أيام لا تزيد عن 30 يوما ومنها أيام ثمثل عطلة نهاية الأسبوع والتي ليس فيها عمل. ولكن ما نراه هو أن الكثير من الأسر تدفع مبالغ ليس لها أي داع في صرفها في سبيل القيام بتجهيز مائدة أكبر في وقت بدأت تنتشر فيه السمنة في المجتمع السعودي. فشهر واحد كفيل بأن يقوم الشخص فيه بأمور كثيرة مردودها كبير على الصحة العامة. والأجمل هو عندما يكون الإفطار قليلا ولكنه صحي. كاتب ومحلل سياسي
مشاركة :