أشادت فاطمة العثمان؛ مستشار أعلى للعلاقات الحكومية بشركة أرامكو بما تمتلكه المملكة العربية السعودية من “بنية تحتية تقنية متقدمة” ساهمت في سرعة تطبيق “نظام العمل عن بعد” بكفاءة عالية، مشيرة إلى أن المملكة تبوأت المرتبة العاشرة دوليًا في جودة وسرعة الإنترنت، وكذلك وجود قوانين وأنظمة سهلت في سرعة تطبيق هذا الإجراء. وأوضحت – في تصريح لمجلة “رواد الأعمال” أن التطور التكنولوجي الذي ظهر مع بداية الثورة الصناعيه الرابعة أدى إلى ظهور مفهوم العمل عن بعد وهو نظام عمل يقوم العامل فيه بتأدية واجباته من مواقع مختلفة عن مقرات العمل الرسمية سواء بشكل جزئي أسبوعي أو شهري أو بشكل كامل. وأضافت: في السنوات الأخيرة اتجهت أغلب البلدان المتقدمة إلى البدء بتطبيق هذا المفهوم؛ حيث يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 20% من القوى العاملة ممن يعملون عن بعد، وفي المقابل يتوقع المحللون أنه من الممكن تحويل 50% من الوظائف الحالية إلى العمل عن بعد. وانتشر في الآونة الأخيرة استخدام تقنيات كثيرة مثل: الواقع المعزز و”الفيديوكونفرس” في إدارة الاجتماعات عن بعد وحضور المؤتمرات والمحاضرات والتوظيف. وبينت “العثمان” أن نظام العمل عن بعد يتيح مزايا كثيره للعاملين كتوفير المال والوقت والجهد، فلا يحتاج الموظف تخصيص ميزانية للمواصلات والملابس والوجبات الغذائية بالإضافة إلى المرونة في ساعات العمل فقد يعمل الموظف لساعات طويلة دون الحاجة إلى ترك منزله والبعد عن عائلته، ما قد يؤثر سلبًا على استقراره الأسري. أما على مستوى الدولة؛ فقد يخلق فرصًا وظيفية لأعداد كبيرة من الباحثين عن العمل ويقلل من نسبة البطالة، وخصوصًا بين النساء كما له تأثير بيئي وصحي مثل خفض نسبة التلوث من جراء عوادم السيارات وتقليل نسبة الحوادث المرورية. وأكدت خبيرة العلاقات الحكومية أنه في ظل الإجراءات الاحترازية لأزمة كورونا وتعليق الحضور لمقرات العمل في جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص في المملكة، يظهر العمل عن بعد كخيار بديل عن المكتب التقليدي؛ حيث بادرت أغلب المؤسسات الحكومية والخاصة إلى توفير الأدوات اللازمة لقيام أغلب العاملين بوظائفهم عن بعد. وعن أهم التحديات التي تواجه “العمل عن بعد” قالت “العثمان”: “من الطبيعي كغيره من الأنظمة الجديدة؛ يعاني النظام من بعض التحديات التي يجب العمل على مواجهتها وإيجاد حلول مناسبة لحفظ حقوق العاملين وأصحاب العمل مثل التأمين الطبي للعامل والحقوق المالية والأمان الوظيفي وسرية وأخلاقيات العمل”. وفي إجابتها عن سؤال: هل سيكون العمل عن بعد خيارًا متوفرًا في جميع القطاعات مستقبلًا؟، أكدت” العثمان” أن نجاح هذه التجربة مستقبلًا يلزمه الاستفادة من تجارب الدول والشركات العالمية الذين سبقونا في تطبيق مفهوم العمل عن بعد مثل الصين والهند وماليزيا، وأن نعمل على بناء ثقافة عمل جديدة لدى جميع القطاعات والمؤسسات والأفراد، والأهم دعم صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإعادة صياغة قوانين وتشريعات أنظمة العمل. وقالت: “هنا يحضرني مقولة “ونستون تشرشيل”؛ رئيس وزراء بريطانيا: “الصعوبات التي تتمكن منها، فرص محققة”؛ لذلك يجب أن نحول المحنة إلى منحة، والمنحة إلى فرصة، فأزمة كورونا أجبرت الكثير من القطاعات إلى التحول إلى العمل عن بعد وهذه فرصة لن تتكرر، ويجب الاستفاده منها والعمل على تطويرها”. اقرأ أيضًا: أميمة عزوز: سنتجاوز أزمة “كورونا” وسنساهم في بناء اقتصاد الوطن الجوهرة جغيمان: المرأة السعودية جديرة بثقة ودعم القيادة الرشيدة أحلام خوندنة: رؤية 2030 جعلت المرأة السعودية محط أنظار العالم فاطمة العثمان: رؤية 2030 مكّنت المرأة السعودية.. وأتوقع المزيد من النجاحات
مشاركة :