كان للأزمة الوبائية المتمثلة في فيروس كورونا جوانبها الإيجابية عندنا في مملكة البحرين، حيث ظهر ذلك التلاحم الوطني بين القيادة والشعب منذ أول يوم في مواجهة الأزمة. إذ تضافرت كل الجهود الرسمية والأهلية في مواجهة هذا الوباء وأعطت البحرين درسًا للعالم في كيف يكون التماسك والوحدة الوطنية عند الأزمات، فأصبحت البحرين مثل خلية النحل الكل يعمل في موقعه، وهذا ليس بغريب على شعب البحرين، لذلك نقول تحية لكل فئات هذا الوطن الذين عملوا بصمت منذ بدْء الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا فكانت البحرين من أوائل الدول التي بدأت بأخذ كل الأسباب الاحترازات الطبية والحجر الصحي، وأشاد المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية بجهود مملكة البحرين في احتواء ومنع انتشار كورونا (COVID-19) تلك الجهود التي تمت بتوجيهات من جلالة الملك حفظه الله وبإشراف مُباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء من خلال ترؤس سموه اجتماعات اللجنة التنسيقية، حيث أكد سمو ولي العهد في أول اجتماع: إن المواطن الواعي المشارك في الإجراءات هو أفضل داعم للجهود المشتركة لمواجهة فيروس كورونا، مؤكدا أنّ جهود البحرين المتواصلة لضمان الحفاظ على صحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين والمتمثّلة بالتحقيقات الوبائية الموسعة بالإضافة إلى حصر أماكن تواجد المصابين والمخالطين ووضع تدابير احترازية لمكافحة العدوى واستحداث مراكز مخصصة للعزل والعلاج تحت إشراف فريق طبي مختص يعكس مدى التزامها بالبرتوكولات العلاجية المعتمدة وتطبيقها للإجراءات الوقائية والرقابية لتعزيز سبل التصدي لهذا الفيروس، حيث أثبتت التقارير ومتابعة الترصد التزام المملكة بتطبيق الإرشادات والتعليمات التوعوية الصادرة من منظمة الصحة العالمية وكان من أولويات عمل الحكومة إجلاء المواطنين العالقين في الخارج فقامت بإرسال طائرة إلى مطار طهران وإجلاء مائة وستين مواطنا على نفقة الدولة لعودتهم إلى وطنهم وبعدها كانت الدفعة الثانية.في الصفوف الأمامية كان هناك الجنود المجهولون وهم الأطباء والممرضون الذين كانوا في وجه الوباء القاتل يعملون على مدار الساعة في المستشفيات والمحاجر الصحية بكل إخلاص وتفان غير مكترثين بعدد ساعات الدوام بعيدين عن أسرهم لأنهم يعلمون أن الوطن للجميع والوباء لا يفرق بين طائفة وأخرى فهو عابر للحدود، ولقد أشادت منظمة الصحة العالمية بهم وبأن فريق أطباء البحرين هم من الأطباء الأوائل الذين التزموا بأخلاقيات المهنة ووقفوا ضد هذا الوباء، وهكذا كان الآباء والأجداد عندما يطلب أحد منهم شيئا أو تقع مشكلة كانت هناك «الفزعة» المعروفة عند أهل البحرين.ومن جانبها وزارة التربية والتعليم توفر للطلبة التعليم عن بعد، حيث أقامت الوزارة بالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في المملكة شراكة مع «أمازون ويب سيرفيسز « (AWS) لإنشاء بوابة إلكترونية مخصصة للتعليم وفي الوقت الحالي يستخدم البوابة 146.498 طالبًا من المدارس الحكومية كما يستفيد منها الآلاف من الطلبة من المدارس الخاصة الذين يتابعون دراسة المواد الوطنية المشتركة من خلال البوابة التعليمية للوزارة وتضم 372 كتابًا إلكترونيًا، و1030 وحدة تعليمية و587 درسًا إلكترونيًا، و273 مادة تعليمية و754 عينة للأسئلة والامتحانات الامتحانات النهائية السابقة ونماذج الإجابة. نشر 7305 حلقات نقاش و30793 نشاطا و6582 درسا من إنتاج معلمي المدارس ضمن العلاقة المباشرة بين المعلم وطلبته، كما يستفيد من خدمات هذه البوابة ومن المحتوى التعليمي الرقمي أكثر من 18 ألف معلم ومعلمة، ويمكن لأولياء الأمور أيضًا استخدام هذه البوابة لمتابعة الأنشطة التي تقوم بها المدارس. وانخرط شعب البحرين في الملحمة التاريخية حيث انضم المتطوعون إلى العمل الميداني في كافة المجالات ولم يكن ذلك يتحقق لولا وعيهم وتحملهم مسؤولية المشاركة المجتمعية وعبور هذه المرحلة بسلام وبأقل آثار ممكنة. من جانبها، وزارة الداخلية أصدرت قرارات لحفظ الأمن للمواطن والمقيم فكان هناك قرار بمنع التجمعات لأكثر من خمسة أشخاص في الأماكن العامة مع الأخذ بإجراءات مشددة من خلال تطبيق القانون لمن يخالف هذا القرار إضافة إلى منع التجمعات بالمتنزهات والسواحل العامة مشددة على أن هذه الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي يتم اتخاذها تأتي حماية للمجتمع وأن شرطة المجتمع مستمرة في حملاتها التوعوية بعدة لغات لتوعية أفراد المجتمع بضرورة اتباع الإجراءات وتجنب التجمعات وحثهم على اتباع التعليمات لحفظ سلامة الجميع ومواجهة من يقومون بنشر الشائعات.كذلك من جانبها، وزارة التجارة والصناعة وبتوجيهات من القيادة لم تألو جهدًا في مراقبة السلع التجارية وحث التجار على الالتزام بالقوانين والأعراف المتبعة وعدم تخزين السلع والعمل على توفير كل المواد الغذائية والدوائية، كل هذه الجهود أصبحت واضحة ومخلصة تلك التي تقوم بها كل الوزارات في احتواء الأزمة الوبائية والعمل لما فيه خدمة الوطن والمواطن.ختامًا كلمة أخيرة للسادة النواب، قفوا مع البحرين الآن، فهي بحاجة إليكم ودعوا عنكم مواقف التأزيم وتأجيج الشارع، فلا مكان في هذا الوقت إلا للمخلصين وأصحاب الفزعة فلتكن لكم بصمة يذكرها التاريخ بحروف من الذهب.وتبقى قافلة الإصلاح تسير بكل حنكة واقتدار إلى خير الوطن والمواطن وكل من يعيش على تراب هذه الأرض الطيبة، لذلك نقول شكرًا لقيادة البحرين وشعبها، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في وطن السلام، وأن يحفظ الله مملكة البحرين ملكًا وحكومةً وشعبا من كل مكروه.
مشاركة :