جائحة «كوفيد- 19» تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي

  • 4/3/2020
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكد اقتصاديون أن جائحة كورونا «كوفيد-19» ستعيد صياغة منظومة اقتصادات العالم، وهيكلة أولويات ميزانيات الدول، مشيرين إلى أن تداعيات الفيروس ستجعل أعين صناع القرار في العالم تتجه صوب سبل أكثر مرونة في مواجهة التقلبات الاقتصادية.وأشار الاقتصاديون إلى أن اقتصاديات العالم ستتجه نحو التركيز على الأبحاث العلمية في المجال الطبي والتحول الرقمي، وإنشاء منصات إلكترونية وتعزيز الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن دعم مجال الغذاء، ووضع معايير جديدة للقوى الدولية التي يمكن سيطرتها على الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة.وقال الخبير الاقتصادي د. حسين العطاس إن أبرز التأثيرات المتوقعة على اقتصاد العالم بعد زوال فايروس كورونا المستجد ستكون في جانب التركيز على الصحة والغذاء والاهتمام بالأبحاث العلمية في المجال الطبي، وصناعة المواد الغذائية، والحرص على توافرها في جميع الأوقات من خلال سلسلة الإمداد.ونوّه العطاس إلى أن الاقتصاد الرقمي سيتصدّر المشهد من خلال زيادة في إنشاء منصات التطبيقات واهتمام المستثمرين بزيادة الاستثمارات والشراكات في هذا المجال مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتلقى دعمًا تمويليًا من الجهات المنظمة والبنوك الاستثمارية.وتوقع أن يتوجه المستثمرون نحو قطاع الاتصالات خاصة الشركات التي تمتلك الجيل الخامس، وذلك للاستفادة من التواصل الافتراضي وغيرها من الخدمات المرتبطة بها، مشيرًا إلى أن تلك الأمور ستعيد ترتيب الدول في الجانب الاقتصادي بعد زوال هذا الوباء، إذ سيكون العلم والمعرفة السلاح في إعادة ترتيب اقتصاديات العالم.وأكدت مستشارة التخطيط والخبيرة الاقتصادية د. نوف الغامدي أن فايروس كورونا المستجد يقدم معطيات جديدة لتدشين نظام دولى جديد ويضع معايير للقوى الدولية التي يمكنها السيطرة على العالم في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنه اختبار حقيقي لقدرة الدول على حماية نفسها من المخاطر والتهديدات، وقدرتها على حماية العالم، حتى تكون مؤهلة للبقاء في الصدارة خلال الحقبة الجديدة.وأشارت الغامدي إلى أن حالة البحث الدائم عن علاج للفيروس القاتل كشفت عن حالة من الصراع الجديد بين دول العالم، حول ما يمكن تسميته بـ«الريادة الطبية» للعالم في إطار حالة دولية تتشكل خلالها ملامح النظام الدولى الجديد، مشيرة إلى أن التقدم العلمى سيكون أولوية مهمة في المرحلة المقبلة خاصة بعد متغيرات واضحة لا تقتصر في نطاقها على الجانب السياسي، وإنما تمتد إلى جوانب أخرى لا تقل أهمية من بينها الاقتصاد والتكنولوجيا، وغيرها. وأوضحت الغامدي أن الجديد الذى قدمته أزمة «كورونا» الدولية هو أن ميزان القوى تغيّر ليس فقط فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد، وإنما امتد إلى مجال الطب.وقالت المحللة المالية والاقتصادية ازدهار علاف: إن هذه الجائحة لم تكن في الحسبان وضربت العالم بشكل أجمع وسيطرت على اقتصادات دول عظمى وغيرت مجراها بدون استثناء، لافتة إلى أن هذه الجائحة لم تكتفِ بإصابة الجهاز التنفسي البشري، بل أصابت أجهزة تنفسية وشرايين اقتصادية لمعظم الدول وأقواها وأضعفت مناعتها.وتوقعت علاف أنه بعد انتهاء هذه الأزمة الصحية-الاقتصادية ستكون هناك عزلة اقتصادية خاصة لبعض الدول التي فقدت ثقتها في نظام العولمة ما قبل كورونا، وستعود وتنتصر دول وستنهزم دول أخرى خاصة تلك الدول التي كانت تظنّ أن مناعتها الاقتصادية قوية ولكنها فوجئت بضعفها وشبه موتها أمام هذا الفيروس.

مشاركة :