حملات موسعة على منصات السوشيال ميديا تدعو لمواجهة تسريب الحيوانات الأليفة في الشوارع بعد شائعات نقلها لفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» للإنسان، في المقابل ما زالت مخاوف التعامل مع القطط والكلاب خلال الفترة الأخيرة في حالة تصاعدية بعد تداول بعض الأخبار حول إصابة كلاب وقطط في الصين وبلجيكا بالفيروس. وتلقت عشرات المؤسسات العاملة في مجال الرفق بالحيوان مئات البلاغات بالاستغناء عن الكلاب من أصحابها وتسريبها في الشوارع حسبما أكدت حنان دعبس مدير مؤسسة حماية الحيوان المصرية، والتي أشارت إلى أنها استقبلت حتى الآن 45 من الكلاب باهظة الثمن بعد خوف أصحابها من نقلها للفيروس. لكن باحثين في علم الفيروسات أكدوا لـ«الاتحاد» عدم وجود أي دراسات أو أبحاث حتى الآن تثبت إصابة القطط والكلاب وغيرها من الحيوانات بالفيروس، مشددين على ضرورة الالتزام بالأمان الحيوي والنظافة العامة للحيوانات بدلاً من التخلص منها بإلقائها في الشوارع والتسبب في أزمة. وقال الدكتور يحيى مدبولي، الباحث في علم الفيروسات بمعهد الأمصال واللقاحات البيطرية في مصر: «هناك 3 وقائع أثارت الجدل حول إمكانية إصابة الحيوانات بالفيروس وانتقاله للإنسان»، موضحا أن هناك واقعتين لكلاب في الصين وأخرى لقطة في بلجيكا. وأكد أستاذ الفيروسات لـ«الاتحاد» أن منظمة الصحة العالمية حتى هذه اللحظة تؤكد عدم وجود دليل علمي على إصابة الكلاب والقطط بالفيروس أو قدرتها على نقله. واعتبر الباحث المصري أن الكلاب والقطط مثلها مثل الأسطح الناقلة للفيروس من مكان لآخر، موضحاً أن هناك فرقا بين النقل الذي تقوم به كل الأسطح، وبين الإصابة ولا يوجد دليل على إصابة القطط والكلاب. ويشير الباحث إلى أن كورونا هي سلالة معروفة من الفيروسات منذ منتصف القرن الماضي، موضحاً أنها مصنفة إلى مجموعات وكل مجموعة تصيب حيوانات معينة فهناك كورونا القطط والبقر والكلاب والدواجن والخنازير وغيرها، لكن هذه الفيروسات لا تنتقل من حيوان لآخر أو من الحيوان للإنسان. الخفافيش وأوضح الباحث المصري أن عام 2002 ظهر فيروس سارس (1)، والذي ظهر في الخفافيش للمرة الأول، لكن حدث فيه تحور وانتقل للإنسان، لافتاً إلى أن ذلك الفيروس دفع إلى البدء في مشروع بحثي أميركي لدراسة الفيروسات التي يحتوي عليها الخفاش، وتم التوصل إلى وجود فيروس آخر متطابق بنسبة 86% مع فيروس السارس ولكنه ليس السارس. وأوضح أنه بعد انتشار فيروس «كوفيد-19» وعزله عادوا للبيانات القديمة والمشروع البحثي الذي خرجت نتائجه في عام 2013، ووجدوا أن أصله يتشابه بنسبة 96% مع الفيروس الذي وجدوه عام 2013، لافتاً إلى أن نسبة التحور البالغة 4 في المئة سببها «آكل النمل الحرشفي»، والذي أكسب الفيروسات سرعة الانتشار. وفي وقت سابق، أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، أنه حتى الآن لا يوجد دليل على أن الحيوانات مثل الكلاب أو القطط يمكن أن تصاب بفيروس كورونا المستجد، ولم تسجل حالات بشرية أصيبت نتيجة عدوى من حيوان أليف. وأكدت الدكتورة دينا سليمان، أستاذ المناعة، أن فيروس «كوفيد-19» لا ينتقل من الإنسان للحيوان، وأنه لم يثبت ذلك علمياً، لافتة إلى أن مناعة الحيوان تختلف عن مناعة البشر، مشيرة إلى أن الفيروس الذي يصيب الإنسان ليس له تأثير على الحيوانات المنزلية. وقدمت أستاذ المناعة، خلال حديثها لـ«الاتحاد»، مجموعة من النصائح الهامة للوقاية من «كوفيد ـ 19»عبر تناول الخضراوات والفواكه والأطعمة الأخرى التي تقوي جهاز المناعة. وأكدت سليمان أن السمنة تضعف جهاز المناعة ويجب أن يحصل الفرد خلال فترة العزل المنزلي على قسط كاف من النوم من 6 إلى 8 ساعات والاستحمام بالمياه الدافئة. ومن جانبه، أفاد الباحث المصري محمد عادل أستاذ علم الفيروسات البيطرية بمركز البحوث الزراعية المصري، أيضاً أنه لم يثبت علمياً إصابة الحيوانات خاصة القطط والكلاب بفيروس «كوفيد-19». وأوضح لـ«الاتحاد» أن كل سلالة تأتي لكائن حي لا تصيب كائنا آخر وتنتقل له، مشيراً إلى أن بعض الأبحاث اكتشفت وجود نسبة تطابق تزيد عن 90% بين الفيروسات الموجود بالخفاش وآكل النمل الحرشفي بسلالة كورونا الجديدة. وقالت حنان دعبس، مديرة مؤسسة حماية الحيوان في مصر، إن المؤسسة استقبلت أكثر من 45 حالة كلاب منازل يصل سعر بعضها إلى 25 ألف جنيه (1600 دولار) تخلى عنها أصحابها بسبب خوفهم من نقلها لفيروس كورونا المستجد، مشددة على أن هناك العشرات من كلاب المنازل تم تسريبها في الشوارع بعد الأزمة.
مشاركة :