نـــبــــض: لطفًا بنا أيتها الجائحة

  • 4/4/2020
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وكأنه حيزوم السفينة في الموج قابعٌ على أجساد ضحاياه.ونحن فوق علو صواري الحياة..نداري النار، ننشغلُ بالبسملة!أيتها (الجائحة) لطفًا بنا وبكوكبنا، فالليل دون قمر العاشقين الفرحين ظلامٌ دامس، والريح دون نسيم الربيع العليل موتٌ لورد على أغصانه دون ماء، دون حياة دون امرأة تقطف لحبيبها وردة الجمال.أيتها الجائحة، غدا الركبُ في مسيره الطويل تعبٌ وصهيل خيل دون فارسٍ يلاعب المدى!«كورونا» ليس فصيلا لفيروس رحيم نحتضنه بالقلوب، بل داء قاس بغيض اسكن العالم اجمع في البيوت وادخل الحياة في الركود.وهو من القسوة لم يعط إذنًا لأحد ولم يهادٍ أحدًا على تبانتنا «الأرض» بل اجترَّ كل سموم البغضاء ليفتكُ بالبشرية.هذه المحنة درسٌ لمن أدرك شدة القسوة التي جاء بها هذا الداء واستفاد منها، لا العكس في الرضوخ والإستسلام، بل بوعي وإدراك حذرٌ من قسوة الفيروس في التعامل معه على انه عدوٌ لا يرحم.وبالوقاية والإرشادات التي قدمها المختصون في مثل هذه الحالات الصعبة والتي لا أعتقد أحدًا لا يعرفها، فهي العلامات التي تقودنا في المحافظة على أجسادنا من غزو هذا الداء وتعطينا السلامة منه.وإلى جانب التقيد بالإرشادات التي تجنبنا هذا الداء، جوانب أخر قد يستفيد منها الكثيرون.أولاً.. من أجل البحرين وبقاء الأرض وسلامة البشرية جمعاء ومن اجل سلامتي وسلامة الجميع (الجلوس في البيت) وعدم الاختلاط، تقلل من انتشار هذا الداء.وفي الجلوس في البيت يتضح لنا أننا أمام امتحان صعب، لكنه في جانب آخر مفيد ورسالة توقظ فينا الغفلة التي ظلت معنا سنين، دون أن ندرك تخديرها البطيء في عقولنا.في البيت نحن والأبناء والزوجة كل لنا رسالة لا يبتعد الحب عن تغديتها وإدراك فائدتها.وفي البيت سنكون أكثر أمانًا من كورونا، وفي البيت يمكننا إنجاز الكثير من المشاريع التي على المرء إنجازها في مقدمتها القراءة لمحبيها والانغماس في سطورها فهي خير زاد في هذا الوقت وهي فرصة أن يقرأ المرء ويطور نفسه، ويكون سفيرا لأسرته يسمع لهم بصدر مفتوح، يناقشهم عن قرب في كل شيء وفي أي مسألة دون وقت يقطعه بعيدًا عنهم، ففي الجمع تبرز الكثير من المواهب التي هي بحاجة إلى من يدفع بها نحو الرقي النقاش الجاد والمفيد، وقد تبرز من خلال النقاشات ما ينفع الأسرة ويحبب لديها كل ما هو مفيد نتاج القراءة والدراسة المنزلية عن قرب.ومن هنا يبرز دور الأب والأم في توجيه الأبناء والاستفادة منهم، فهم جميعًا يفيدون ويستفيدون لأن الرؤى تكون مشتركة في وجود الجميع في البيت.فالكثير من الأبناء بحاجة إلى هذه الصحوة التي أن أدركها الجميع جعلوا من الجلوس في البيت غاية مفيدة وبيتا مضيئا بالحياة بعيدًا عن الداء الذي يتربص بالجميع.وعن قرب قد يتناقش الجميع في رسم أحلامهم، ويكون الأب والأم رسولي محبة لأبنائهم وبناتهم.جلوسنا في البيت، لا يعني موتًا وحزنًا لنا، بل شمعة تضيء دروب أكثرنا وتقودنا نحو الصحوة التي جاء بها سيدنا محمد بن عبدالله عليه وآله وصحبه أزكى وأطيب السلام على لسان رب البرية، كيف لنا التعامل مع الشدائد والصبر على البلاء. فهو إدراك أكثر إيمانًا، إن الجروح التي تهد بالجسد ليست واثقة من دقة فتكها، مادام الوعي يتقدم صاحبها، فبالإمكان تفادي أي امتحان صعب إذا تعاملنا مع الطارئ وإن كان قاسيًا وعنيدًا لا يرحم.وبلغة الوعي القادرة على إحياء الأمل داخل النفوس، إيمانًا بالعلم، أن وراء كل داء دواء يتربص به ويحمينا من ألم الفيروس الفاتك, في مقدمته الرشد والصحوة نحو ملامسة ما الذي نريده وما الذي لا نريده.وعلينا أن نثق في صحوة من هم خائفين علينا يهمهم ما يهمنا، أن جلوسنا في البيت اكبر صحوة تحمي وطننا من البغيض، كورونا العصر الفتاك الذي لا يخلو من امتحان لجميع سكان الأرض من البشرية، كوننا في سفينة واحدة غرقها غرقنا جميعًا.وبحب أقول: لا تتركوا البيت دون الاستفادة من الكتاب ومن برامج انتم تصنعون رسائلها في إفادة الجميع، علم + معرفة = حياة الجميع دون خوف، فكل جديد في ظل قسوة البغيض رسائل تقوينا وتقربنا أكثر من الله الذي هو مدرك ما هو صلاحنا وما هو تعاستنا، فالغربال إن لم يكن امتحانًا يقوينا ويرشدنا لجهة النور، فماذا يكون؟ أحبتي في الجهات الكبيرة من الأرض هل أدركتم أن الرياح التي لا تضيع جهاتها هي الرياح التي تنقي عالمنا وتغذيه بالسلام، تقوينا ولا تضعفنا.a.astrawi@gmail.com

مشاركة :