فيروس كورونا: هل تطيح أزمة الوباء بزعامة أمريكا؟

  • 4/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتجاهات تناول الصحف العربية لدور الولايات المتحدة في مواجهة فيروس كورونا محليا وعالميا. وناقش بعض الصحف العربية أثر أزمة تفشي وباء كورونا في العالم، على مكانة الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقد بعض كُتابها سياسات إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وطريقة تعالمها مع أزمة تفشي الوباء. "هشاشة دول كبرى" وفي سياق هذه الانتقادات كتب أحمد عبد الباسط الرجوب في "رأي اليوم" اللندنية: "استيقظ العالم على هشاشة دول كبرى، كان يعول عليها في حماية العالم، إن هو تعرض إلى غزو فضائي، فإذا بها تسقط عند أول امتحان، يكاد يهزمها فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. عائلته معروفة وسبق التعامل معه أكثر من مرة، وللتذكير فيروس سارس في منطقة هونغ كونغ الصينية عام 2003 ". ويضيف: "الرئيس الأمريكي لم يأخذ بالجدية المطلوبة مواجهة وباء كورونا، حتى أن جوقة الإعلاميين المحيطين به قد اعتبروا بأن هذا الفيروس خدعة إعلامية ليبرالية، والذي على أساسه وافق ترامب على استخدام دواء الملاريا لعلاج هذا الوباء، وفي ذات السياق فقد واجه الرئيس انتقادات كثيرة، خاصة من الديمقراطيين وعلى رأسهم نانسي بيلوسي، باتهمامها للرئيس ترامب بانتهاجه سياسات متخبطة، واتهامة بالفشل والكذب تجاه التعامل مع وباء كورونا.. الكثيرون في أمريكا والعالم لم يكن يتوقع بأن أمريكا بهذا الضعف، في البنيات التحتية، أو أنها غير جاهزة حتى بالأقنعة الواقية على أقل تقدير". ما هي احتمالات الموت جراء الإصابة؟ هل النساء والأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالمرض؟كيف ينشر عدد قليل من الأشخاص الفيروسات؟فيروس كورونا يحتاج إلى خمسة أيام حتى تظهر أعراضهفيروس كورونا "ينتقل بين البشر قبل ظهور أعراض المرض"متعافون من المرض يقصون حكاياتهم داخل الحجر الصحي"عن أمريكا ما بعد كورونا" وتحت عنوان "عن أمريكا ما بعد كورونا"، يقول إميل أمين في "الشرق الأوسط" اللندنية: "المؤكد أن هناك إشكالية حقيقية في مقدرة واشنطن على اختراق الستار الحديدي الجديد، الذي هو صيني في هذه الحقبة التاريخية، وليس سوفياتياً. كان ذلك قبل ظهور أزمة كورونا، ومعها ازداد الوضع ضراوة؛ فلم تستطع ست عشرة وكالة استخبارية الحصول على أي معلومات دقيقة حول سبب تفشي الفيروس السريع، سواء في الصين، أو حتى في الداخل الإيراني، ولا يتوقف الفشل المخابراتي الأمريكي على الصين وإيران، وإنما يمتد كذلك إلى كوريا الشمالية وروسيا". ويضيف: "أمريكا ما بعد كورونا حتماً لن تكون كسابقها، لا سيما أن الصين وروسيا قد قامتا بملء كثير من مربعات النفوذ الاستراتيجي العالمي، وقد رأى العالم بضع طائرات روسية تحطّ على الأراضي الأمريكية حاملة المساعدات الطبية والمعدات المتقدمة لإنقاذ أرواح الأمريكيين". ويبني جعفر الجعفري في "الميادين" اللبنانية سيناريو كوارثي للوضع في الولايات المتحدة في أعقاب تفشي الوباء وضمن استنتاجات شخصية، إذ يرى "أن الانتشار السريع لوباء كورونا، وفشل السلطات المركزية في التعامل معه والسيطرة عليه، كما كان مأمولاً وما يرافقه من تفاقم الأزمة الاقتصادية، وتصاعد معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة، بل إنها ستتخطى أيضاً معدلات البطالة، إبان الأزمة الاقتصادية الكبرى في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، ومؤشرات المجاعة التي ستطال قطاعات اجتماعية واسعة، قد تؤدي إلى جملة من الاحتجاجات، أبرزها فوضى عارمة قد تؤدي إلى اشتباكات مسلحة، وعصيان مدني شامل يهدد كيانية الولايات المتحدة". ويخلص إلى أن كل ذلك قد يشكل "الأرضية الخصبة لتولي القيادات العسكرية زمام إدارة البلاد، وتسخير ما تبقى من قدرات ردعية أمريكية، وتوظيفها في صراع عسكري مفتوح مع الصين وروسيا، لقطع الطريق على تبلور تعدد الأقطاب الدولية، وتكريس السيطرة الأمريكية الأحادية المتآكلة بسبب كورونا". ويتساءل موسى شتيوي في صحيفة "القدس" الفلسطينية: "هل تطيح أزمة كورونا بزعامة أمريكا؟" ويقول: "كشفت أزمة كورونا عن مدى الوهن، الذي أصاب الولايات المتحدة، ليس بسبب عدم كفاءة نظامها الصحي فحسب، وإنما أيضًا بسبب إدارة الأزمة التي جاءت مرتبكة ومترددة، مما ساهم بتصدرها لعدد الإصابات في العالم، حيث أصبحت تستحوذ على أكثر من خُمس الإصابات في فترة زمنية قصيرة جداً"."تفاؤل حذر " وحول الدور الأمريكي في احتواء أزمة الطاقة وأسعار النفط في ظل تفشي كورونا نسبت صحيفة "الشرق الأوسط" لمصدر في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" القول إن "المنظمة النفطية وحلفاءها يعكفون على اتفاق لخفض غير مسبوق، يوازي نحو 10 في المئة من الإمدادات العالمية".مصدر الصورةAFPImage caption يواجه ترامب انتقادات قوية واتهامات بسوء إدارة أزمة وباء كوورنا وربطت الصحيفة بين هذه الخطوة ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدول المنتجة لوقف هبوط النفط الناجم عن تفشي الفيروس. ومن جانبها، تحدثت صحيفة "العرب" اللندنية عن ما وصفته بالتفاؤل الحذر الذي يسيطر على أسواق النفط في العالم، وهي الحالة التي باتت واضحة عقب مكالمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتن مؤخراً قبل اجتماع دول أوبك. وربطت الصحيفة بين تفشي وباء كورونا في العالم ومعدلات الإنتاج في العالم، قائلة إن "النشاط الاقتصادي الضعيف الآن دفع أسعار النفط للتراجع مع مواجهة المنتجين خاصة في ظل إغراق السوق بإمدادات نفطية لا تجد طلباً". وقالت الصحيفة إنه "وفي الوقت الذي بدت فيه السعودية وروسيا مستعدتين لحرب أسعار طويلة الأمد، جاء تراجع الطلب الكبير الذي تسببت فيه حالة جمود اقتصادي عالمية نتيجة لانتشار الوباء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة شركات أمريكية منتجة للطاقة. وقالت الصحيفة إن "التفاؤل الحذر يسود بين منتجي النفط بشأن اتفاق ثلاثي أولي جرى الخميس بين الولايات المتحدة والسعودية وروسيا لإنقاذ الأسواق"، مشيرة في ذات الوقت إلى اعتقاد خبراء اقتصاديين أن الفرصة مواتية لتشكيل تحالف أوسع يكون قادراً على الاستجابة لمطالب المنتجين، وأن أوبك قد تكون الفرصة المثالية لتحقيق ذلك.

مشاركة :