وسط ما شهده سوق الخضار والفواكه في الصليبية من مظاهر غير حضارية، بتناهب المستهلكين البصل في منظر يخالف كل التعليمات الصحية، في هذا الظرف الحرج المتعلق باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمحاربة فيروس كورونا المستجد، ثارت أسئلة عن موقف المزارع الكويتي في هذه الأزمة، ودوره في تعزيز الأمن الغذائي الذي رفع شعاره منذ سنوات.المزارع فيصل الدماك، الذي يملك أكبر مزرعة انتاج غذائي في الكويت، أكد أن «هذا الوضع حذرنا منه منذ سنوات، واستخدمنا كل الطرق لإيصال صوتنا إلى الحكومة التي لم نجد لديها الإحساس بأهمية الامن الغذائي عندما كانت ترى المزارع يوزع منتجاته بالمجان لانه لم يجد السعر الذي يعينه على الخسائر التي يتكبدها في الزراعة» لافتا إلى أنه لم يجد مسؤولا في الحكومة سأل نفسه لماذا يرمي المزارع الكويتي منتجاته في حاويات القمامة؟ وما الذي يجبر مزارع على توزيع منتجاته بالمجان؟ حتى اتت أزمة فيروس كورونا وكشفت المستور. وأشار الدماك إلى ان «الحكومة منحت شبرة الخضار في الاندلس للمنتج المحلي فقط، وبعقد ايجار سنوي يبلغ 3500 دينار، واستبشرنا خيرا في ايجاد منفذ لبيع منتجاتنا، الا انه في غمضة عين وبتقاعس من وزارة المالية تم تقسيم الشبرة إلى بسطات خشبية تفتقد الاشتراطات الصحية التي وضعتها هيئة الغذاء والتغذية، ووزعت البسطات بخلو بلغ بعضها 60 الف دينار، وايجار لا يقل عن 400 دينار في مخالفة لعقد املاك الدولة في عدم التأجير، ووجد المزارع والمنتج المحلي نفسه في الشارع بعد ان سلب حقه امام عينيه». وأضاف ان «الطامة الكبرى ان الشبرة التي خصصت للمنتج المحلي، أصبحت تبيع جميع انواع الفواكه والخضار المستوردة، ولا احد يعرض المنتج الكويتي، والأمر لم ينته عند هذا الحد، بل وصلت الحرب على المزارع الكويتي ان يتم عرض منتجاته بالمزاد، فيباع كرتون الخيار بعشرة فلوس، ويباع في الشبرة بربع دينار، وفي الجمعيات قد يصل إلى نصف دينار، ويباع كيس البصل بحجم 8 كيلوغرامات بـ50 فلساً ويباع على البسطة بـ1200 فلس، مما خلق احباطا لدى المزارع الكويتي فيتوقف عن زراعة البصل والثوم». وكشف المزارع فيصل الدماك عن تبرعه بحمولة 14 شاحنة براد من الخضار لحملة «نحميك وخليك بالبيت» بإشراف جمال الفضلي لتوزيعها على الاسر المتعففة، حيث يحتوي الواحد منها على 3500 صندوق من 14 نوعا من الخضار المنتج محليا، مؤكدا ان التبرع مستمر ببراد يوميا للحملة حتى انتهاء الازمة لخدمة الكويت واهلها.
مشاركة :