«المتلازمة السرطاوية» تؤدي إلى ضيق حاد في التنفس

  • 4/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتسبب أحد الأورام السرطانية - والذي يعرف بالورم السرطاوي - في الإصابة بالمتلازمة السرطاوية، والتي ترجع إلى إفراز الورم لبعض المواد الكيميائية، والتي تصب في مجرى دم المصاب.وتنتشر الإصابة بهذه المتلازمة في القناة الهضمية، وخاصة في الأمعاء الدقيقة والزائدة الدودية والمستقيم، وبشكل أقل في الشعب الهوائية والرئتين.وتشمل أعراض هذا المرض نوبات من تورد الجلد، وصعوبة في التنفس، ومن الممكن أن تشبه هذه الأعراض أعراض الربو.يتضمن علاج هذه المتلازمة مجموعة من الأدوية التي تهدف إلى تقليل إفراز المواد الكيميائية، التي تلعب دوراً في ظهور أعراض هذه المشكلة، وتوجد خيارات أخرى كالعلاج بالحرارة أو التبريد، وكذلك التدخل الجراحي.ونتناول في هذا الموضوع مرض المتلازمة السرطاوية بكل تفاصيلها، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، وكذلك أعراضها المميزة عن غيرها، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. سخونة الوجه ترتبط أعراض المتلازمة السرطاوية بنوعية المادة الكيميائية، والتي تفرز من الورم الخبيث الموجود في جسم المصاب بمجرى الدم، وأكثر الأعراض انتشاراً تورد الجلد، وآفات في جلد الوجه، وصعوبة في التنفس وسرعة ضربات القلب والإسهال، وذلك حسب ما نشر في موقع «ميدسكب».ويتسبب تورد الجلد في شعور المريض بأن جلد الوجه والجزء العلوي من الصدر ساخن، كما أن لونه يتراوح بين الوردي والبنفسجي، وربما استمرت نوبات التورد من عدة دقائق إلى بضع ساعات، وفي بعض الحالات أكثر من ذلك.ويمكن أن تظهر آفات جلد الوجه على شكل مناطق بنفسجية من الأوردة العنكبوتية، والتي تظهر على الأنف والشفة العلوية.ويعاني المريض صعوبة في التنفس، حيث يمكن أن يصاب بأعراض تشبه الربو، كضيق التنفس، والذي يظهر مع نوبات تورد الجلد، وكذلك الأزيز.ويشكو كذلك من سرعة ضربات القلب، كما يصاب بالبراز المائي والذي يكون في الغالب مصحوباً بتقلصات في البطن. الجهاز الهضمي يشير موقع «ويب ميد» إلى أن الإصابة بالمتلازمة السرطاوية تنتشر في الجهاز الهضمي، وبخاصة في الأمعاء الدقيقة والزائدة الدودية والمستقيم.ويلي ذلك المعدة والقولون، ومن الأماكن الأقل انتشاراً البنكرياس والكبد والحويصلة المرارية، كما يقل انتشارها في الشعب الهوائية والرئتين، وأخيراً بقية أجزاء الجسم.وتظهر أعراض المتلازمة السرطاوية عندما يفرز أحد الأورام السرطانية مواد كيميائية في مجرى الدم، ومنها السيروتونين، ولذلك فكثير من الحالات لا تظهر عليها الأعراض، لأن الأورام أحياناً لا تفرز أي هورمونات، أو أن الهورمونات يتم تدميرها.ونسبة الأورام السرطانية التي تفرز هذه المواد قليلة، وتقوم الكبد عند إفرازها بتحييدها بصورة طبيعية، قبل أن تنتشر في الجسم وتسبب أعراض المتلازمة. أورام متقدمة يتعرض أغلب المصابين بالمتلازمة السرطاوية للإصابة بنوع متقدم من السرطان في الكبد، وهو ما يؤدي إلى أن هذا الورم المتطور ربما أفرز مواد كيميائية لم يتم تحييدها قبل أن تصل إلى مجرى الدم.ويمكن ألا تحتاج بعض الأورام السرطانية إلى أن تكون متقدمة حتى تظهر أعراض المتلازمة، فمثلاً أورام الرئة تفرز مواد كيميائية، ولأنه في مكان بعيد عن الكبد لا يستطيع أن يخلص الجسم منها.وتقوم الأورام السرطانية التي توجد في الأمعاء بإفراز مواد كيميائية في الدم، والذي يجب أن يمر من خلال الكبد قبل أن يصل إلى بقية أعضاء الجسم، ولذلك فإنه ينجح في تحييد هذه المواد قبل أن تؤثر في الجسم. مضاعفات عديدة يمكن أن يتعرض بعض مرضى المتلازمة السرطاوية للإصابة بعدد من المضاعفات، وتشمل مرض القلب السرطاني، وفيه يزيد سمك صمامات القلب، وهو الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة عملها، وربما تسبب في حدوث تسريب منها.ويعاني المصاب نتيجة هذا المرض من الإرهاق وضيق التنفس، عندما يمارس أي نشاط بدني، كما أنه من الممكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى حالة فشل القلب.ويعتبر من ضمن المضاعفات انسداد الأمعاء، حيث يتسبب السرطان عندما ينتشر إلى العقد الليمفاوية، والتي تجاور الأمعاء الليمفاوية، في تضييق الأمعاء والتوائها، وبالتالي انسدادها، وتشمل علامات هذا الانسداد ألماً شديداً وتشنجات بالبطن وقيئاً.وتؤدي الأزمة السرطاوية - وهي من ضمن المضاعفات - إلى حدوث اضطرابات في ضغط الدم، ما بين ارتفاع أو انخفاض، كما يعاني المصاب صعوبة في التنفس.ويمكن أن تحدث هذه الأزمة نتيجة التعرض لبعض المحفزات، ومن ذلك التخدير خلال العمليات الجراحية، وربما تسببت هذه الأزمة في الوفاة. المصادفة تلعب دوراً يعتمد تشخيص الإصابة بالمتلازمة السرطاوية على التاريخ المرضي للمصاب، وبداية ظهور الأعراض ومدى تطورها، ويستبعد الطبيب أي أسباب أخرى وراء هذه الأعراض حتى يؤكد الإصابة.ويلاحظ أن كثيراً من الحالات يكون اكتشافها مصادفة، أثناء إجراء فحص بالمنظار على القولون على سبيل المثال.ويوصى بمجموعة من الفحوصات، تشمل تحليل البول، والذي يظهر فيه عند المصابين بهذه المتلازمة مادة تصنع عندما يكسر الجسم السيروتينين، وهي من أكثر المواد الكيميائية التي ينتجها السرطان بشكل واسع.ويُظهر فحص الدم بالنسبة للمصاب احتواءها على مواد محددة، بما في ذلك أحد البروتينات الذي يطلقه بعض الخلايا السرطانية.وتشمل الفحوصات كذلك اختبارات التصوير، والتي تهدف إلى تحديد مكان الورم السرطاوي الأساسي، وهل هو منتشر أم لا؟ويبدأ الطبيب بالأشعة المقطعية على البطن في أغلب الحالات، لأن معظم الأورام تكون موجودة في القناة الهضمية، ومن الممكن أن تساعد أشعة الرنين المغناطيسي والتصوير النووي في بعض الحالات. أدوية وجراحة يشمل العلاج المطروح لمرضى المتلازمة السرطاوية علاجاً دوائياً أو تدخلاً جراحياً، وتهدف الأدوية إلى السيطرة على أعراض المتلازمة التي يشكو منها المصاب.ويعتبر التدخل الجراحي أحد الخيارات المطروحة أمام المصاب، حيث يتم فيه إزالة السرطان، أو معظمه على أقل التقديرات.وتمنع هذه الأدوية خلايا السرطان من إفراز المواد الكيميائية التي تسبب أعراض المتلازمة، ومن هذه الأدوية حقن أدوية أو كنريوتيد ولانريوتايد، وهي تخفف من أعراض هذه الحالة، كاحمرار الجلد والإسهال، وربما أبطأ الدواء الأول من نمو الأورام.ويلاحظ أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية كالإسهال وآلام البطن، والتي من الممكن أن تهدأ مع مرور الوقت، وتتوافر بعض الأدوية الجديدة التي تسيطر على الإسهال الذي تسببه المتلازمة، وإن كانت له آثار جانبية كالغثيان والاكتئاب.ويتوافر دواء يسمى انترفيرون ألفا يعطى بالحقن، ويقوم بتحفيز المناعة حتى تعمل بصورة أفضل، كما أنه يستخدم في بعض الأحيان لإبطاء نمو الأورام والتقليل من حدة الأعراض، غير أن له بعض الآثار الجانبية، كالشعور بالتعب أو أعراض شبيهة بالإنفلونزا. الانصمام الشرياني يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إجراء يطلق عليه الانصمام الشرياني الكبدي، حيث يتم وقف إمدادات الدم إلى أورام الكبد.ويتم ذلك من خلال قسطرة تدخل إلى الكبد عن طريق إبرة بالقرب من الفخذ، ويتم خياطتها بالشريان الكبدي، ويحقن الطبيب جزئيات تسد الشريان الذي يحمل الدم إلى الكبد. وتنقطع بالتالي الإمدادات الدموية عن الأورام المنتشرة بالكبد، في حين أن الخلايا السليمة تعيش بالاعتماد على الدم من أوعية أخرى، وربما كان هذا الإجراء خطيراً، لذلك يجب أن يناقشه المصاب مع طبيبه. الحرارة والبرودة يتوافر إجراء آخر لاجتثاث الخلايا السرطانية، وذلك باستخدام الحرارة أو البرودة، والذي يتم من خلال الترددات الراديوية، من خلال إبرة تمد لخلايا السرطان في الكبد، مما يؤدي إلى موت الخلايا، ونفس الفكرة بالنسبة للتبريد، لكن الاختلاف أنه يجمد الورم.ويعتبر الاجتثاث بالترددات الراديوية، والعلاج بالتبريد بصفة عامة آمناً، وإن كانت هناك نسبة خطر قليلة من العدوى أو فقدان الدم.ويمكن أن يقلص العلاج الكيميائي الأورام السرطانية، وإن كان هناك بعض الآثار الجانبية، والتي يجب أن يعلمها المصاب ويناقشها مع الطبيب قبل اللجوء لهذا الإجراء. إجراءات مفيدة تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن متوسط عمر المصاب بالمتلازمة السرطاوية يعد جيداً مع المصابين بالسرطانات الأخرى، ويبقى على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد تشخيص الإصابة لدى أكثر من 75% من المصابين، ويمارس الكثيرون حياتهم بشكل جيد، مع بعض الأعراص المتباعدة والمتفرقة.ويحتاج المصاب بهذه المتلازمة إلى بعض الإجراءات التي من الممكن أن تحسن من الأعراض التي يشكو منها، وهذه الإجراءات لا تعتبر بديلاً للعلاج، لكنها مكملة له.وتشمل تجنب أي محفزات أو أسباب من الممكن أن تؤدي إلى نوبات احمرار الجلد، كالمواقف المزعجة أو بعض المواد، فربما تسبب تناول وجبة كبيرة في هذه الحالة، ويعاني البعض منها عندما يتعرضون للضغط أو يشعرون بالغضب والانفعال.ويساعد معرفة المريض كل المعلومات المتاحة حول المتلازمة في أن يتخذ القرارات المتعلقة بحياته بصورة أفضل.ويجب على المصاب الحفاظ على نمط حياة صحي، وذلك بالحرص على نظام غذائي كامل من الخضراوات والفواكه، مع ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة.

مشاركة :