كشف أستاذ الأوعية الدموية بجامعة أوهايو الأميركية شوقي السيد أن الدراسات العديدة التي أجريت مؤخراً على فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، لاسيما بعد زيادة الإصابات والوفيات في الولايات المتحدة، أظهرت أن الفيروس يمكث داخل الخلية ويؤدي إلى متلازمة تنفسية في المدى البعيد، وله طور غريب جداً مثل الذي حدث لفيروس C الذي كان يمكث في الكبد ويدمره كل فترة زمنية حتى يقضي على المريض قبل أن يكتشف له علاج. وأكد شوقي لـ«الاتحاد» أن الباحثين اكتشفوا من خلال أبحاث أجريت على بعض المصابين الذين تم شفاؤهم، أنهم أصيبوا بتليف مُزمن، لافتاً إلى أن الفيروس الخبيث يتحور إلى طور مُزمن وليس طور مُتوطن مثل فيروس الإنفلونزا، وأن الفيروس يدمر الخلية في جسم الإنسان كل يوم، وبعد سنوات يؤدي إلى متلازمة تنفسية مزمنة تؤدي إلى تدهور صحة المريض ووفيات بأعداد ضخمة. ولفت إلى أن الطور الجديد لـ«كوفيد-19» يبدأ بتليف مُزمن في الرئتين مثل مرض «السُّل»، مشدداً على أهمية إجراء فحوص للكشف عن النشاط الفيروسي، والنشاط الالتهابي، ومدى تأثير الفيروس على الرئتين في المدى البعيد. مؤكداً أهمية المتابعة المستمرة والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية بالنسبة للأشخاص المصابين بالفيروس الذين تم شفاؤهم، حتى لا يتطور ويتحور الفيروس من جديد ويؤدي إلى مشاكل صحية تؤدي للوفاة مستقبلاً، مؤكداً أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية يقي الإنسان بنسبة 90% من الإصابة. جاء ذلك، في وقت أعرب فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس عن تفاؤله بأن الولايات المتحدة ستعلن قريباً عن لقاح فعال ضد فيروس كورونا المستجد، وقال في حفل أقيم في البيت الأبيض: «هناك 3 أدوية مرشحة لأن تكون لقاحاً للفيروس، وهي جيدة بشكل خاص». وأضاف: «اللقاحات الثلاثة جيدة حقاً.. نعتقد أننا سنحصل عليها قريباً». كما أعرب مدير المعاهد الوطنية الأميركية للصحة فرانسيس كولينز عن تفاؤله بتحقيق هدف إنتاج لقاح آمن وفعال ضد الفيروس نهاية 2020. وأوضح أن برنامج تسريع إنتاج اللقاح الذي أطلقته إدارة ترامب باسم «عملية السرعة الفائقة» سيحقق أهدافه المرجوة، معرباً عن ثقته بالتوصل إلى إنتاج 300 مليون جرعة من لقاح كورونا في بدايات 2021. وأضاف خلال جلسة استماع عقدتها لجنة فرعية منبثقة عن لجنة المخصصات التابعة لمجلس الشيوخ، أن الولايات المتحدة تستهدف أيضاً الوصول إلى حد إجراء مليون اختبار سريع يومياً في وقت ما في سبتمبر تقريباً حتى يتسنى إعادة فتح المدارس واستئناف الأحداث الرياضية. وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة وصل إلى مليونين و679 ألفاً و230 شخصاً بزيادة 54357 حالة عن الإحصاء السابق، مضيفة أن عدد الوفيات ارتفع بـ725 إلى 128024 حالة. وأظهر إحصاء أن ولاية فلوريدا حطمت الأرقام القياسية بتسجيل أكثر من عشرة آلاف إصابة جديدة بالفيروس في أكبر زيادة يومية في الولاية منذ ظهور الوباء. ووسط اقتراب الإصابات إلى 11 مليوناً والوفيات إلى 600 ألف في أنحاء العالم، تم رصد إصابات ووفيات جديدة في كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والكويت وسلطنة عمان والعراق ولبنان وسوريا وفلسطين والمغرب وإيران والسويد وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وسويسرا وصربيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والهند وروسيا والبرازيل وكولومبيا والمكسيك وأستراليا. وأعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري خالد عبدالغفار، أمس تسجيل المركز القومي للبحوث أربعة أنواع من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد. ولكنه أشار إلى أن هذه اللقاحات لم تدخل بعد حيز التجارب السريرية على البشر. فيما بدأ الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة ومجموعة شركات «خيم رار»، في تصدير دواء «أفيفافير» المخصص لعلاج المصابين بالفيروس.
مشاركة :