تبذل دول المنطقة جهوداً جبارة لتعزيز إنتاجيّتها من الطاقة الكهربائية من المصادر التقليدية، أي النفط والغاز، فيما يتّجه العديد من الدول نحو تطوير الطاقات الإنتاجية من المصادر المتجدّدة، إلا أن هذه الطاقات لم تسجّل قفزات كبيرة يمكن التعويل عليها في سدّ جزء كبير من الطلب في أوقات الذروة، خصوصاً خلال فصل الصيف. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال»، إلى أن «الصيف الحالي يتطلّب استعدادات استثنائية من جانب الدول، لمواجهة موجات الطلب الاستثنائي أيضاً على الطاقة الكهربائية، مع الأخذ بالاعتبار المستوى المطلوب لتشغيل القطاعات الاقتصادية الإنتاجية والخدمية على اختلافها في ذروته، ما يتطلّب رفع القدرات الإنتاجية من المصادر كافة، للحفاظ على إمدادات التيار على مدار الساعة». وأضاف: «في إطار سعيها الى تلبية الطلب المتزايد، تحاول السعودية تسخير الطاقة الشمسية لديها، إذ إنها من أكثر الدول التي تسطع أشعة الشمس على أراضيها، وبالتالي تتمتع بميزة نسبية تجعلها على المدى البعيد، قادرة على تصدير الوقود الأحفوري وكميات كبيرة من الطاقة الكهربائية». ولفت إلى أن «المملكة تسعى إلى توليد نحو 41 غيغاوات من الكهرباء من الطاقة الشمسية خلال السنوات الـ20 المقبلة، وبالتالي المساهمة بـ33 في المئة من الطلب المحلّي من الكهرباء». وتتّخذ الخطط الحكومية الكويتية الاتجاه ذاته، إذ تم اعتماد خطط من شأنها المساهمة في توليد 15 في المئة من احتياجاتها من الطاقة، من المصادر المتجددة بحلول عام 2030. يُذكر أن السعودية تستهلك نحو 10 في المئة من إنتاجها من النفط الخام لتوليد الطاقة الكهربائية في أوقات الذروة، في حين يتجاوز نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء في الكويت، ضعفي النسب المتعارف عليها على مستوى العالم، ما يتطلّب مزيداً من الحلول الجذرية من خلال الاتجاه أكثر نحو المصادر المتجدّدة، لتلبية الطلب المتصاعد على الطاقة الكهربائية. وأضاف التقرير: «لا يمكن الحديث عن إنتاج الطاقة الكهربائية وتطوير آليات الإنتاج وأدواته من المصادر المتجدّدة، من دون الأخذ بالتجربة الألمانية التي في ما يبدو ستقود العالم في هذا المجال خلال السنوات المقبلة، إذ إن قطاع الطاقة الألماني من أكثر القطاعات ابتكاراً ونجاحاً في العالم، حيث استحوذت مصادر الطاقة المتجدّدة في قطاع الطاقة الكهربائية على نحو 30 في المئة عام 2014، فيما استحوذت طاقة الرياح والطاقة الشمسية على 74 في المئة مع نهاية الربع الأول العام الماضي». وأشار إلى أن «ألمانيا تستهدف إنتاج ما نسبته 35 في المئة من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، و50 في المئة بحلول عام 2030، كما تعتمد في نجاحاتها على قوة الشبكات الكهربائية لديها، والتي تتمتع بسعة إنتاجية تفوق الطلب الحالي». الشركات واستعرض التقرير أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع في الخليج، ففي الإمارات أعلنت شركة «دانة غاز» بدء عملية حفر بئر «بلسم 2»، في إطار رخصة تطوير «حقل بلسم» في منطقة الامتياز البرية بدلتا النيل. ووفق بيان للشركة، ستكون هذه أول بئر أفقية لـ «دانة غاز»، وإحدى الآبار الأفقية البرّية القليلة جداً التي حُفرت في دلتا النيل حتى الآن، متوقّعة أن يستغرق حفر البئر الأفقية وإنجازها بالكامل نحو 4 أشهر. وتُعتبر «بلسم 2» أول بئر ضمن خطة تشمل حفر 30 بئراً جديدة، وتنشيط عدد كبير من الآبار الحالية، خلال السنوات الثلاث المقبلة، عملاً باتفاق زيادة إنتاج الغاز الذي وقعته الشركة مع الحكومة المصرية، والذي يتيح لـ «دانة غاز» بيع كمية الغاز الناتجة من الاتفاق من حصة الحكومة المصرية من إنتاج المكثفات بأسعار السوق العالمية. وقال الرئيس التنفيذي لـ «دانة غاز» باتريك ألمان وارد، إن الجزء الأكبر من عائدات الشركة يأتي من مبيعات السوائل النفطية، موضحاً أن انخفاض أسعار النفط دفع عوائد الشركة إلى التراجع بمقدار النصف، ما يؤثر بشدة في الأرباح. وأوضح أن «تسجيل أرباح خلال الربع الأول من العام الحالي قيمتها نحو 12 مليون دولار، في ظل انخفاض أسعار السوائل النفطية، يدلّ على مكانة أعمال الشركة لا سيما تركيزها على خفض التكاليف التشغيلية غير الضرورية». وتخطّط شركة الطاقة الحكومية في أذربيجان «سوكار»، لتشكيل مجموعة عمل مع شركة النفط الوطنية العراقية، لتنفيذ مشاريع مشتركة في قطاع الطاقة، إذ وقّعت وزارتا الطاقة الأذربيجانية والعراقية مذكرة تفاهم ستتيح للجانبين التعاون في قطاع النفط والغاز. وفي إيران، قال مسؤول إن ثماني شركات من غرب أوروبا تتطلّع إلى الاستثمار في مشروع «سيراف» لتكرير النفط، والذي تبلغ كلفته 2.8 بليون دولار، وذلك مع سعي الجمهورية الإسلامية إلى زيادة طاقتها التكريرية لتقليص اعتمادها على الواردات. يُذكر أن طاقة المعالجة لمشروع «سيراف» ستبلغ 480 ألف برميل يومياً، ويُستكمل خلال 38 شهراً.
مشاركة :