ردود الفعل العربية المتناقضة تجاه الانتخابات تعكس حالة الاستقطاب بالمنطقة

  • 6/16/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سمعت حكاية تتعلق بوزير الصحة السابق رجب آكداغ، وأريد أن أنقلها لكم. وهي أن أحد مخاتير الحي، قال للسيد آكداغ أثناء زيارته مدينة ارضروم للمشاركة في الحملة الانتخابية للحزب الحاكم: سيدي الوزير الشعب التركي هذه المرة سوف يشد أذن الحكومة!. فرد عليه الوزير: حسنا ولكن إياكم أن تقلعوا الأذن من مكانها بينما أنتم تشدونها وإلا ستبقى في يدكم!. نعم، فهذا بالفعل ما حصل بعد الانتخابات.. بيد أن حكومة حزب العدالة والتنمية ارتكبت الكثير من الأخطاء التي تستحق شد الأذن عليها؛ بغرورها، ومواقفها الاستبدادية، وتمييزها السياسي.. هذا كله دفع بالشعب التركي إلى شد أذنها بل وقطعها. واليوم؛ فتركيا باتت دون حكومة، وتبحث عن ائتلاف يحتويها. بهذه العبارات بدأ الكاتب التركي بصحيفة حريت المعارضة طه آكيول مقاله في 10 يونيو، أما الكاتب الموالي للحزب إسماعيل كليج أصلان فقد كتب مقالا في التاسع من يونيو بصحيفة يني شفق التابعة ضمنياً للحزب الحاكم تحت عنوان لماذا حصل هذا... اجاب فيه بإجابات عميقة لسؤاله أهمها: اتباع الحزب الحاكم سياسة صم الآذان على أي انتقاد يوجه إليه. رفض قادة الحزب الاستماع إلى الناصحين الذين حذروهم من أناس أجلسوهم على العرش دون أن يكونوا أهلا لذلك، وضرب مسئولو الحزب عرض الحائط بكل النصائح بحجة إنهم يدافعون عنا بشكل أعمى، وهذا يكفينا.. والآن هأنتم ترون كيف بدؤوا يبيعونكم. الحزب الذي جاء من قلب الشعب والشارع، وكان يعرف المواطنين جيدا، ويتحسس نبضهم، ويفهم لغتهم ومطالبهم، بدأ يبعد عنهم شيئا فشيئا.. ولأنهم تجاهلوا حقيقة أن الشعب لا يحب المغرورين، ولا يرحب بالذين يثيرون الجدل حول السيارات الحكومية الفارهة، بينما هو لا يطيق ضنك العيش بسبب رواتبهم التي بقيت عند الحد الأدنى من الأجور. الكاتب الموالي للحزب فهمي كورو كتب مقالاً بعنوان: الوصفة التي كتبها ناخب العدالة والتنمية بنفس اليوم في خبر تورك قال فيه: أي حزب يخرج من الانتخابات مهزوماً فمن الطبيعي أن يصاب بالصدمة؛ خصوصا لحزب كان يعقد الأماني على البقاء في السلطة حتى عام 2071م. ولعل هذا ما يفسر نوعا ما تبدل النغمة في تصريحات بعض المتحدثين باسم الحزب بعد الانتخابات. مع العلم، انه في مثل هذه الأوضاع كان يتحتم على المسئولين أن يكونوا أكثر وعيا ومتفتحي الذهن حتى يخرجوا بخطابات باردة الأعصاب تتناسب مع الظرف الحرج الذي وجدوا أنفسهم فيه. أما بالنسبة للفكرة التي تزين رؤوسهم فلنذهب إلى انتخابات مبكرة، والشعب سوف يمنحنا اصواتا أكثر هذه المرة.. فهي ليست أكثر من مواساة وعزاء للنفس. بيد أن الناس لا تندفع إلى الإدلاء بأصواتها بشكل لحظي؛ لكن إذا ما لمسوا تصرفات سلبية فإنهم سيتخلون عن عادتهم ويتوجهون دون شك، رغم ترددهم، إلى عنوان آخر حتى وان كانوا من الناخبين المداومين على التصويت للحزب، وعند هذه النقطة، من المُفترض على الحزب الذي أشبعنا بخطاباته عن الارادة الوطنية أن يكون هو أول من يحترم هذه الارادة والتى تجلت بشكل واضح في رغبتها برؤية حكومة ائتلافية.. ووقف أسطورة ان الحزب باق في السلطة إلى الأبد. غالب ردود الفعل العربية والخليجية الشامتة بحزب العدالة والتنمية تعكس جزءا من حالة الاستقطاب التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط ، ولكن المُضحك هو المحاولة المستميتة من بعض الكتاب العرب الحالمين عبر دفاعهم الاعمى عن الحزب وتحويل معركته الانتخابية السياسية كمعركة بين الحق والباطل وان ما حصل هو بمثابة معركة أحد بعد انتصارات معركة بدر ومثل هؤلاء المتحمسين يُثبتون بُعدهم عن حقيقة ما يجرى في تركيا سياسياً واجتماعياً وهم بذلك يضرون الحزب أكثر مما ينفعونه. وللحديث صلة.

مشاركة :