قال نيافة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبو قرقاص إن قرار استمرار إغلاق الكنائس وإلغاء أسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد يؤلم قداسة البابا تواضروس الثاني، لكنه من واقع مسئوليته نحو الكنيسة والوطن، مضطر إلى ذلك للحفاظ على أرواح الناس وهو الأهم. وأضاف الأنبا مكاريوس – في تصريح له – أن الكنائس والطقوس والإكليروس، جميعهم يُقامون لخدمة الإنسان، حتى الشريعة نفسها أُعطِيت لأجل الإنسان، وهو ما عبّر عنه السيد المسيح قائلًا (إنما السبت جُعِل لأجل الإنسان)". وتابع قائلا، "نلاحظ أنه في صلاة الشكر، يطلب الكاهن عن نفسه ثم عن الشعب، قبل الكنيسة وقبل الموضع أو اللقان أو الزيت أو العروسين أو المتقدمين للرتب الكهنوتية؛ وفي هذه الأيام نتذكر المسبيين، والمحبوسين، والمتغرّبين، والذين لا كنائس لديهم؛ نتذكر الأوقات التي أُغلِقت فيها الكنائس؛ ونتذكر الآباء الكهنة الذين كانوا يمرّون بين منازل الناس لعدم وجود دور عبادة. وذكر أنه آنئذ نتذكر الذين يخوضون في الحروب على الجبهات؛ ونتذكر المُقعَدين الذين لا قِبَل لهم بالذهاب إلى الكنيسة؛ نتذكر المسبيين عند أنهار بابل، والمتشوِّقين إلى الهيكل؛ ونتذكر الأيام التي كنا فيها نتكاسل عن الذهاب إلى الكنيسة؛ إنها تشبه إلى حدٍّ ما شخصًا اُضطُرّت أمه إلى السفر، فعانى كثيرًا في غيابها، وهي التي لم تقصد التخلّي عنه، ولكنه عرف قدرها في غيابها، وأهمية وجودها في حياته. مستكملا: "مبهورون وفخورون بمحبتكم للكنيسة، وبأن اهتمامكم الأول الآن ليس بالعيد، وإنما بالاحتفال بآلام الرب"؛ نحن نقول له: "ها نحن يا رب نمزق قلوبنا لا ثيابنا، ونعبدك من القلب الذي سنجعله هيكلًا لك، وسنجعل من بيوتنا كنائس من جديد، وسيعود الأب ليتخذ دور كاهن الأسرة، يقودها في العبادة والقراءة والتقوى". ونوه إلى أن الكنيسة متشوِّقة إليكم قدر اشتياقكم إليها، وفي أقسام الكنيسة يوجد المذبح والصحن، فالشعب يقف في الصحن متشوِّقا إلى المائدة المقدسة، قدر اشتياق المائدة إليه".
مشاركة :