دعا الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المغربي المعارض نبيل بنعبد الله، إلى دعم المتضررين من وباء فيروس «كورونا» في بلاده، معتبراً أن الأزمة «أثبتت الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في النظام الجبائي المعتمد». وشدد على «أهمية استمرار التضامن بين المغاربة في المرحلة المقبلة الصعبة».وأضاف بنعبد الله، في حلقة نقاش عن بعد، نظمتها مساء أول من أمس، «مؤسسة الفقيه التطواني»، بمشاركة عدد من الصحافيين، أن البلاد ستواجه في المرحلة المقبلة «أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة جداً، وبالتالي نحن في حاجة ماسة إلى استمرار التضامن، لأننا لا نعلم إلى متى سيستمر هذا الوضع، وحتى لو انتهت هذه الجائحة بعد شهرين أو ثلاثة أشهر لا قدر الله، ستكون الأمور صعبة». ورأى أن «هذا أفضل من أن يظل كل واحد يرغب في أن يهيمن على كل شيء، ولا يساهم في أي عملية تضامن وطني. وعندما تحل أزمة مثل هذه، تظهر محدودية أي توجه من هذا النوع». واعتبر أن المغرب «لا يمكن أن يستمر في التوجه الاقتصادي الحالي، وينبغي أن نقوم بقطائع مع عدد من التوجهات، ونسير نحو التصنيع الحقيقي وبناء قطاع قوي تشرف عليه الدولة وتحدد توجهاته الكبرى وتضمنه». وأضاف: «يجب القطع مع التردد في عدد من الملفات، ونتمنى أن ترتفع الأصوات المنادية بالقول إن هذه التوجهات هي التي ينبغي أن نسير عليها في المستقبل، ونجعل الإنسان في صلب اهتمام النموذج التنموي». ورأى أن «الدعم المقدم للمتضررين من (كورونا) يبقى غير كافٍ لتغطية مصاريفهم الأساسية بما فيها الإيجار وخدمات الماء والكهرباء»، بيد أنه استدرك قائلاً إن المبادرة «تظل محمودة في الظروف الحالية، لكن سيكون من الصعب أن نوقف هذا الدعم في المستقبل». واعتبر أن «المغرب بحاجة إلى نفس ديمقراطي جديد ينطلق من انفراج سياسي حقيقي، ومن الجيد أن تكون هناك إشارات للمغاربة ونحس بأن هناك (عفا الله عما سلف)، سواء تعلق الأمر بعدد من الملفات الإعلامية أو بالحركات الاجتماعية»، في دعوة غير مباشرة للعفو عن عدد من الصحافيين ومعتقلي «حراك الريف» والاحتجاجات التي شهدتها مناطق عدة أخيراً.وأوضح بنعبد الله أن الدعم بقيمة 800 أو 1200 درهم (ما بين 85 و130 دولارا) الذي ستمنحه الدولة في إطار الصندوق المخصص لمواجهة الجائحة للأسر الفقيرة «كان موجودا، وتأخرنا كثيراً على هذا المستوى بسبب الحسابات السياسية... حكومة عبد الإله ابن كيران كانت قد درست الموضوع ورتبت ذلك، غير أنه بداعي الخوف من اعتبار المكتسبات السياسية التي يمكن أن تجنى من ذلك، وتستفيد منها قوة سياسية دون أخرى، لم يتم ذلك».
مشاركة :