«كورونا» يكبد اقتصاد الرياضة العالمية خسائر مليارية فادحة

  • 4/7/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تخشى الأندية العربية هي الاخرى من خطر إلغاء الموسم الكروي الحالي، وذلك بعد ان قررت الاتحادات المختلفة لكرة القدم تمديد إيقاف كل الأنشطة الرياضية والمباريات وتعليقها حتى اشعار آخر، وهو ما سيتسبب في خسائر مادية كبيرة. ألقى تفشي فيروس كورونا المستجد بتأثيره الاقتصادي على الرياضة حول العالم بسبب تعليق الانشطة المختلفة حيث هدد بتداعيات مالية مليارية كارثية على القطاع وأبرزها كرة القدم وأضر بمستثمريه الذين هوت أصولهم. وطالت الخسائر المتلاحقة جراء انتشار الفيروس، الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، والتي قدرتها تقارير اقتصادية عالمية بـ 4 مليارات يورو في حال أطاح فيروس كورونا بالموسم الكروي نتيجة خسائر من حقوق البث التلفزيوني والعائدات التجارية والتسويقية، ان لم تتمكن من خوض المباريات المقررة حتى نهاية الموسم. وأشارت عدة دراسات مالية إلى أن أبرز المتضررين اقتصاديا من «كورونا» في رياضة كرة القدم هو البريميرليغ بخسائر تقارب 1.2 مليار يورو، حيث إن الخسائر والأضرار التي ستلحق بالدوري الإنكليزي ستكون أكثر من نصفها من عوائد البث التلفزيوني لمباريات البطولة، ففي انكلترا تشير التقارير الى ان «البريميرليغ» قد يخسر 762 مليون جنيه استرليني من الصفقات مع الشبكتين المحليتين المالكتين لحقوق البث، أي «سكاي سبورتس» و«بي تي سبورت»، في حين كانت رابطة الدوري الإنكليزي قد باعت حقوق بث المباريات خلال الفترة من 2019 الى 2022 مقابل 9.2 مليارات جنيه إسترليني داخل وخارج بريطانيا. اما خسائر الأندية الإنكليزية المتوقعة في حال إلغاء الدوري لهذا الموسم فقد تصل إلى 750 مليون إسترليني، فيما الخسائر المتوقعة للأندية الإسبانية هي 700 مليون يورو. ونشرت تقارير إيطالية أن أندية الدوري الإيطالي قد تخسر ما يصل إلى 700 مليون يورو إذا لم يتم الانتهاء من الموسم الجاري من «الكالتشيو» بسبب فيروس كورونا المنتشر. وفي دراسة حديثة، قامت بها مؤسسة KPMG الدولية للخدمات المالية والاستشارية، أن الأندية الألمانية الـ18 في البوندسليغا قدرت خسائر ها بين 650 و750 مليون يورو، منها 140 مليون يورو اللتذاكر و240 مليونا من عائدات والإعلانات، أما الباقي أي 370 مليون يورو فهي من عائدات البث الإعلامي، والتي لا يمكن الحصول عليها إلا في حال عادت الحياة إلى الملاعب، سواء دون جمهور أو بتواجدهم في المدرجات. وكشفت تقارير عن حجم الخسائر الاقتصادية المتوقع أن يتكبدها نادى باريس سان جيرمان الفرنسى، بسبب تعليق النشاط الرياضى نظرا لتفشى فيروس كورونا المستجد COVID 19، قد تقدر بـ215 مليون يورو. ولفتت إلى أن ريال مدريد الإسباني سيفقد حوالي 350 مليون يورو نتيجة تدني قيمته بنسبة 31.8 في المئة، فيما ستبلغ خسائر غريمه التقليدي برشلونة حوالي 366 مليوناً. وكلف قرار ريال مدريد بإيقاف جولة ملعب البرنابيو فقط تقريبا 100 ألف يورو يوميا، حيث إن النادي الملكي يتكبد خسائر اقتصادية هائلة بسبب فيروس كورونا من الممكن أن تتجاوز مليون يورو إذا استمر الحال لأكثر من أسبوعين، وسيزداد تباعا نتيجة لهذه الأزمة. وفي اسكتلندا، على سبيل المثال، حيث تعتمد الأندية بشكل كبير على عائدات بيع التذاكر، الوضع سيئ جدا، ويتوقع رئيس نادي أبردين دايف كورماك ان يضطر ناديه لانفاق نحو خمسة ملايين جنيه استرليني (5.9 ملايين دولار) في الأشهر القليلة المقبلة، من دون تحقيق اية ايرادات. الأندية العربية لها نصيب وعلى صعيد الوطن العربي تخشى الأندية العربية هي الاخرى من خطر إلغاء الموسم الكروي الحالي، وذلك بعد ان قررت الاتحادات المختلفة لكرة القدم تمديد إيقاف كافة الأنشطة الرياضية والمباريات وتعليقها حتى اشعار آخر، وهو ما سيتسبب في خسائر مادية كبيرة. ونوهت الى ان الأندية تدرك جيدا أن عدم استكمال الدوريات والمسابقات الرياضية المحلية والخارجية قد يعرضها لخسائر مادية فادحة إذا ما انتهى الموسم الحالي على ما هو عليه، وتم اعتماد الترتيب الحالي للفرق، والمعروف أن ميزانية كل ناد تتحدد حسب ترتيبه في الجدول بعد نهاية الدوري، وهذه الميزانية تشمل مكافآت الفوز بالبطولات، وإيرادات التسويق، والنقل التلفزيوني وغير ذلك من الأمور، ومنها الأجور والرواتب والتكاليف التسويقية والمالية وتذاكر المباريات. تخفيض رواتب وفي خطوات قامت بها الاندية الاوروبية لتخطي الازمة الاقتصادية وضعت أندية فرنسية عدة منها مرسيليا وليون لاعبيها في حالة البطالة الجزئية لتوفير الأموال. وفي هذه الحالة، تقوم الأندية بدفع 70 في المئة من الراتب الإجمالي (ما يوازي 84 في المئة تقريبا من الراتب الصافي)، على ان تتكفل الدولة بدفع الجزء المتبقي، بحد أقصى هو 4850 يورو لكل موظف، وهو مبلغ يشكل نقطة في بحر رواتب معظم اللاعبين المحترفين، وفي ألمانيا، كان لاعبو بوروسيا مونشنغلادباخ أول من اقترح تخفيض الرواتب في البوندسليغا، تبعهم لاعبو فيردر بريمن، وشالكه وبوروسيا دورتموند، بينما أشارت صحيفة بيلد المحلية الى ان لاعبي العملاق البافاري بايرن ميونيخ وافقوا على حسم بنسبة 20 في المئة من رواتبهم. وتعمل الأندية الإنكليزية على اتباع خطة تخفيض أجور اللاعبين من أجل احتواء الأزمة الاقتصادية، إذ إن اللاعبين الذين يحملون لقب الأعلى أجرا، باتوا على مشارف فقدان ما يقرب من 750 ألف جنيه إسترليني من القيمة الإجمالية لرواتبهم من أجل إنقاذ أندية الدرجة الأدنى التي بات مصيرها في مهب الريح. وانضم أتليتكو إلى منافسه برشلونة الذي فرض تخفيضا إجباريا لأجور لاعبيه خلال فترة الطوارئ في البلاد بعدما أصبحت إسبانيا ثاني أكثر دول أوروبا تضررا من الفيروس بعد إيطاليا. وقال برشلونة المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم إنه يتخذ خطوات لتخفيض رواتب لاعبيه والعاملين لتقليص الضرر الاقتصادي الذي تسبب فيه انتشار فيروس كورونا. وأعلن يوفنتوس حامل لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم توصله لاتفاق مع المدرب ولاعبي الفريق الأول لتخفيض رواتبهم عن الفترة المتبقية من الموسم الحالي المتوقف مبينا أن الآثار المالية للاتفاق ستبلغ حوالي 90 مليون يورو (100.26 مليون دولار) وستظهر نتائجه في حسابات السنة المالية 2019-2020، وسرح الاتحاد الأسترالي لكرة القدم 70 في المئة من عامليه إذ يكافح لمواجهة تأثير انتشار الفيروس الذي أدى إلى الحجر الصحي في البلاد. سوق الانتقالات وأشارت الدراسة التي قام بها مرصد كرة القدم التابع للمركز الدولي للدراسات الرياضية في نوشاتل السويسرية، إن إجمالي قيمة انتقال اللاعبين على مستوى البطولات الخمس الكبرى (إنكلترا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا) سينخفض بنسبة 28 في المئة، أي من 32.7 مليار يورو، إلى 23.4 ملياراً، في حالة عدم لعب أي مباريات، وعدم تمديد أي عقود للاعبين حتى نهاية يونيو. تبرعات للانتشال وأكدت خطوة دراسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قرارات جديدة من أجل إنقاذ كرة القدم العالمية من تداعيات تفشي فيروس كورونا، في ظل تحذيرات من تكبد الأندية الأوروبية خسائر قد تصل إلى سبعة مليارات يورو في حال استمرار الازمة، عمق الازمة المالية التي ضربت قطاع الاستثمار الرياضي. أما على صعيد التبرعات، ففي اسبانيا أطلق اتحاد الكرة حزمة تساوي أكثر من 500 مليون دولار لدعم الأندية التي تعاني بسبب فقدان أموال حقوق البث نظرا إلى عدم إجراء مباريات في الأساس. وقام كل من لاعب نادي برشلونة ليونيل ميسي ومدربه السابق بيب غوارديولا بتقديم مليون دولار لمساعدة المستشفيات وخدمات الرعاية الصحية المغمورة. وأعلنت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم ان أربعة أندية كبيرة هي بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند ولايبزيغ وباير ليفركوزن، قررت تقديم مبلغ إجمالي قدره 20 مليون يورو لمساعدة الأندية الأخرى في ظل الصعوبات المالية التي يسببها الفيروس. الرياضات الأخرى أما على صعيد باقي الرياضات، فقدرت تقارير اقتصادية ان الخسائر المتوقع حدوثها في الولايات المتحدة الأميركية جراء توقف النشاط الرياضي، تتخطى حاجز المئة مليار دولار، من أعمال حجمها 160 مليارا. من ناحيتهم، اعترف منظمو أولمبياد طوكيو التي كان من المقرر اقامتها صيف 2020، بأن قرار تأجيلها لعام 2021، سيؤدي إلى تكاليف «باهظة جدا»، ولفتوا إلى تشكيل مجموعة عمل للبدء بهذه المهمة المعقدة و»غير المسبوقة». وأعلنت اللجنة الاولمبية الدولية تأجيل الالعاب الاولمبية الصيفية طوكيو 2020 وهو ما فرض على اليابان تكبد العديد من الخسائر وعلى رأسها الخسائر المالية التي تقدر بـ 16 مليار يورو، حيث تبلغ خسائر البث الفضائي وحدها مليار استرليني، بجانب 2 مليار يورو تم صرفها على إجراءات التأمين الخاصة بالحدث العالمي، ومليار ونصف يورو تكلفة بناء الملعب الأولمبي، و2 مليار ونصف من حقوق الرعاية، و10 مليارات تكلفة الاستعدادات للأولمبياد، بجانب خسائر فادحة للقطاع الخاص. وأضاف المنظمون: «نعتقد أن التكاليف الاضافية الناتجة عن التأجيل ستكون باهظة جدا» من دون أن يقدم أي تقديرات، مبينين أن التأجيل قد يكلف 2.7 مليار دولار بما في ذلك رسوم تأجير المواقع، والتغييرات في حجوزات الفنادق والاجور الاضافية للموظفين وأفراد الأمن الى امور أخرى. وقدرت مجلة فوربس الخسائر الرياضية في الولايات المتحدة الأميركية بنحو 5 مليارات دولار خلال الشهرين المقبلين، وتتضمن مبيعات التذاكر والامتيازات وحقوق الرعاية وحقوق البث التلفزيوني، وهي أهم الموارد لصناعة الرياضة والتي ستتأثر بسبب فيروس كورونا. وقدر التقرير خسائر بطولة البيسبول الأميركية بنحو ملياري دولار لتشكل 40 في المئة من خسائر الرياضة هناك فيما ستقدر خسائر دوري السلة الأميركي NBA بنحو 1.2 مليار دولار ودوري كرة القدم بنحو 900 مليون دولار. وتأثر دوري كرة السلة الأميركي «NBA» الشهير، فضلا عن بطولة دوري أبطال أوروبا وبطولة يورو 2020، وبطولة الاستاذة للغولف في 2020 وسباقات «الفورمولا وان» ماليا بخسائر تجاوزت مئات الملايين، وإن لم يتم احتسابها بشكل كامل.

مشاركة :