أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أمس، أن الشعب السوري تعب من استهدافه بشكل عشوائي، في هذا الصراع الوحشي، وهو يستحقّ الحماية، فيما اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أن التزام الصمت حيال الجرائم التي يقوم بها الإرهابيون، من شأنه أن يشجعهم على الاستمرار في إرهابهم. وأكد الأسد، خلال لقائه أمس، دي ميستورا، في دمشق، أنه لابد للعالم برمته أن يعي الخطر الذي يشكله الإرهاب على أمنه واستقراره. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن الأسد دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وجريء ضد كل من يمول ويسلح ويسهل حركة الإرهابيين، وضد كل من يتجاهل الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب في منطقتنا. وقالت الوكالة إن الأسد بحث مع دي ميستورا المجزرة، التي ارتكبها الإرهابيون، أول من أمس، في مدينة حلب بحق المدنيين والأطفال الأبرياء، مؤكداً أن الخطر الأساس الذي يهدد سورية والسوريين هو الإرهاب المجرم، الذي يتم تمويله وتسليحه وتمريره من قبل دول باتت معروفة، موضحاً أن الأهم اليوم هو استعادة الأمن والأمان إلى سورية، والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها. من جهته، قال دي ميستورا، بحسب (سانا)، إن الهدف من زيارته هو اطلاع الرئيس الأسد على نتائج مشاوراته في جنيف، ومناقشة الخطوات التالية، من أجل التوصل إلى استكمال تقريره حول سورية، الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن أواخر يوليو المقبل. وأشارت إلى أنه تم الاتفاق في نهاية اللقاء على متابعة التشاور من أجل إيجاد حل سياسي ناجع للأزمة في سورية، وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد. إلى ذلك، دان دي ميستورا الهجوم الخطر جداً على المدنيين في مدينة حلب، أول من أمس، الذي أدى في حصيلة جديدة إلى مقتل 34 شخصاً، وجرح 190 آخرين. وقال في بيان صادر عن مكتبه، إنه يدين بشدّة هذا الهجوم الخطر جداً على المدنيين من جانب قوات المعارضة المسلحة، ويعيد تأكيده أنّ هذا الهجوم لا يبرر بأي حال من الأحوال أي عملية انتقام قد تقوم بها الحكومة السورية على المناطق الآهلة باستعمالها القنابل البرميلية. وجدد دي ميستورا في بيانه أنه يتوقع من أي حكومة أن تمتنع بأي ثمن عن قتل مدنييها. وقال البيان إن هذا الهجوم العشوائي وقع على المدنيين في مدينة حلب، في وقت كان دي ميستورا في دمشق رفع مع الحكومة (السورية) قضية حماية المدنيين والحاجة الملحة لوقف استخدام القنابل البرميلية. وشدد دي ميستورا في البيان على أن الشعب السوري تعب من استهدافه بشكل عشوائي في هذا الصراع الوحشي، وهو يستحقّ الحماية، مذكراً بـوجوب تطبيق القانون الدولي الإنساني في جميع الظروف، ومن دون تمييز. وارتفعت حصيلة القتلى في القذائف التي استهدفت مدينة حلب، أول من أمس، إلى 34 قتيلاً و190 جريحاً، في حصيلة هي الأكثر دموية خلال يوم واحد في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد القتلى ارتفع إلى 34 بينهم 12 طفلاً على الأقل، بالإضافة إلى 190 جريحاً، جراء سقوط أكثر من 300 قذيفة وصاروخ وأسطوانة متفجرة أطلقتها كتائب مقاتلة وإسلامية على أحياء عدة خاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب. وكانت سانا أحصت، أول من أمس، مقتل 23 مدنياً، وجرح 100 آخرين في أحياء عدة، وتحديداً أحياء السريان ومساكن السبيل ومسجد الرحمن والراموسة.
مشاركة :