أعلنت مصادر لبنانية مطلعة أن الأزمة الحكومية لا تزال على حالها من الجمود ولم يطرأ أي جديد يشي باحتمال عقد جلسة حكومية، هذا الأسبوع، بعد تعليقها على خلفية التعيينات الأمنية، خاصة مع توجه رئيس الوزراء تمام سلام إلى القاهرة، اليوم (الأربعاء)، للقاء المسؤولين المصريين، في وقت بقي الهمّ الأمني حاضراً مع تواصل المعارك، واستمرار تقدم الجيش السوري وحزب الله في جرود القلمون وعرسال وسيطرتهما على تلة رأس الكوش وقرنة رأس الصعبة، واستهداف الحزب لتجمعات المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك، فيما يواصل الجيش ضرب مواقع وتحركات المسلحين ويتعقب الخلايا الإرهابية، ويلقي القبض على عناصرها وآخرها توقيف 4 إرهابيين. وكشفت المصادر مقتل القيادي في جبهة النصرة أبو بلقيس العراقي بجرود عرسال بظروف مرتبطة بعمليات التصفية بين النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين، بينما عمد داعش إلى إعدام أميره المنشق في القلمون أبو الوليد المقدسي، الأردني الجنسية، بعد اقتحام منزله وقتله مع زوجته في وادي حميد بعرسال. حكومياً، لا يزال الجمود سيد الموقف في ظل تمسك تكتل التغيير والإصلاح بموقفه من التعيينات الأمنية، وإصراره على أن أي جلسة لا يكون بند التعيينات على رأس جدول أعمالها لن تنتهي إلى قرارات حكومية، في وقت لا تزال الاتصالات تتواصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط لإيجاد مخرج للوضع الحكومي المتأزم، فيما استغرب بري إصرار العماد ميشال عون على اعتبار أن تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي غير شرعي، وبقاءه في موقعه ليس قانونياً، لافتاً إلى أن تعيين قائد للجيش قبل ثلاثة أشهر من انتهاء خدمة قهوجي يعني إننا سنكون أمام قائدين في الوقت ذاته، الأمر الذي سينعكس بلبلة واضطراباً في صفوف هذه المؤسسة العسكرية التي تحتاج إلى الثبات والاستقرار في مواجهة الإرهاب، إلا إذا كان المطلوب اتخاذ قرار بإقالة قهوجي. وكشف بري أنه أبلغ عون تأييده تعيين قائد جديد للجيش وعدم اعتراضه على اسم العميد شامل روكز، لكن إذا تعذر التعيين، بسبب انتفاء التوافق، فلا مفر عندها من التمديد تحاشياً للفراغ الذي يجب ألا نسمح له بالزحف إلى المواقع الأمنية والعسكرية، مشيراً إلى أن المعطيات المتوافرة حالياً توحي بأن الاتجاه في سبتمبر/أيلول هو نحو التمديد لقهوجي. وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني ضرورة حماية الحكومة من تداعيات الخلاف المحتدم حول التعيينات الأمنية، إلى درجة أنه كان قد طلب من وزراء حركة أمل عدم مغادرة أي جلسة لمجلس الوزراء، حتى لو غادرها الجميع، وأعرب عن دعمه لإعطاء فرصة للمشاورات السياسية من أجل معالجة الشلل الحكومي وعودة الانتظام إلى مجلس الوزراء، وشدد على أنه لا بد أن تستأنف الحكومة اجتماعاتها، لأنه ليس مسموحاً أن يمتد التعطيل من رئاسة الجمهورية ومجلس النواب إلى الحكومة. إلى ذلك، كشفت مصادر متابعة أن جلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله التي جرت، أول أمس، كانت هادئة وصريحة وتناولت موضوع عرسال والخطر الآتي من خارج الحدود والأزمة الحكومية، إضافة إلى تخفيف الاحتقان والبحث في الاستحقاق الرئاسي. في غضون ذلك، شدّد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان على عدم السماح لأيّ فتنة تقع بين المسلمين، وقال بعد لقائه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن للتضامن معه على خلفية أحداث قلب لوزة في إدلب، نقف إلى جانب الطائفة الدرزية ونتوافق في قضايا العروبة والقضايا الوطنية.
مشاركة :