أحزاب المعارضة التركية تفتح ملفات أردوغان

  • 6/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع الانتخابات التاريخية التي أجريت في تركيا أخيراً، يبدو أن 13 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا قد وصلت إلى نهاية مدوية، وبعد فقدانه الأغلبية في البرلمان، لن يكون حزب رجب طيب أردوغان قادراً على تأليف حكومة حزب واحد، وبشكل عملي فإن ذلك يبدو أنه نهاية أحلام أردوغان بتغيير الدستور وإيجاد نظام رئاسي، ومن الآن فإن أردوغان لا يعتبر المسؤول الوحيد عن إدارة تركيا. أحزاب المعارضة الثلاثة معاً تشكل الأغلبية البرلمانية، وهي الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب تركيا القومية والحزب التقدمي. وقد تعاود فتح التحقيق بشأن تورط العديد من أعضاء رفيعي المستوى من حزب العدالة والتنمية في الفساد بمن فيهم أردوغان نفسه، وقد تطالب بمحاسبته عن العديد من الإجراءات غير الدستورية ومنها تخويف الصحافة التركية، وبناء قصره الرئاسي الخاص على أرض محمية، وإنفاق مليارات الدولارات من أموال الخزينة ووضع مصالح مقربيه فوق مصلحة المجتمع وإعاقة عمل نظام العدالة. الأوقات الصعبة تواجه أردوغان الذي من المفترض أن يبقى من الناحية النظرية في منصبه كرئيس حتى عام 2019. وتقدر قيمة الشركات والمؤسسات التي يملكها أبناء أردوغان وأقرباؤه عبر البحار بملايين الدولارات، وتتنوع في مجالات التعدين والإنشاء والطاقة والإعلام، والتي تتلقى دعماً من عطاءات الدولة، وفي المقابل تهتم هذه الشركات بنشر تغطية إيجابية متواصلة عن أردوغان وحزبه. وخلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، استطاع أردوغان إغلاق كل المؤسسات التي تفرض تحديات على حكمه. واحتجز مئات الصحافيين والسياسيين وكبار الشخصيات السياسية لسنوات كثيرة بتهم محاولة الانقلاب. وشيئاً فشيئاً أصبحت معارضة أردوغان أو انتقاده مساويين للتآمر من أجل الانقلاب أو كون المرء إما عميلاً للغرب أو لإسرائيل، وتصاعد السخط ومعارضة السلطات خلال صيف عام 2013 بعد المظاهرات في حديقة غزي في اسطنبول. وتسبب رد فعل الشرطة القوي في تصاعد مظاهرات معارضة للحكومة على مستوى البلاد، قتل فيها 8 متظاهرين وجرح المئات. مكانة أردوغان السياسية وبحكم منصبه فإن على أردوغان أن لا ينتسب إلى أي حزب سياسي، إلا أن ذلك لم يمنعه من ترقية حزبه في التجمعات الانتخابية، التي تهزأ صراحة بمبادئ الجمهورية العلمانية التركية، ولم يتردد أردوغان في استخدام الدين لحشد الدعم. وحطمت الانتخابات الأخيرة أسطورة أردوغان الذي لا يقهر، والتي لطالما كانت مصدراً مهماً لكاريزمته كقائد. وحصل الحزب الذي حاز على نحو 50% من الأصوات في انتخابات عام 2011 بالكاد على 40% من الأصوات في الانتخابات الأخيرة. وبدأ أردوغان الصعود نحو السلطة عام 1994، ونظر الناخبون إليه على أنه القائد الذي سيجعلهم في مأمن من الفساد، لا سيما أنه كان واحداً من الذين عايشوا الفقر. وينظر اليوم إلى أردوغان على أنه الرجل الذي يستغل الدين للبقاء في السلطة. وأدرك أردوغان أن قبضته السياسية المحكمة بدأت بالتحول، وهذا مرده إلى سلوكه الذي لا يمكن التنبؤ به. وقد يصبح من الممكن في المستقبل القريب أن تتاح للناس على امتداد العالم الفرصة الملائمة لرؤية فيلم يقص حكاية حياة سياسي تركي ارتقى من كونه شخصاً متواضعاً إلى أن يصبح رئيساً لبلاده ويعزز قوته ويبني قصره الخاص في المدينة، وبالنظر إلى الانتخابات الأخيرة فإنه لابد لهذا الفيلم أن ينتهي بطريقة مأساوية. دبلوماسية ضرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالدبلوماسية عرض الحائط ،عندما قال مثلاً: الغربيون يبدو أنهم أصدقاؤنا إلا أنهم يريدوننا أمواتاً، وقال إن البي بي سي والغارديان لا تعرفان مكانتهما، وبذلك لا يستطيع المرء أن يخمن ماذا يمكن أن يصدر عن أردوغان.

مشاركة :