تليلان يكتب عن الفرق بين الاردن واليابان في مواجهة كورونا

  • 4/8/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عدو قاتل وعنيد ومتخفي وسريع الانتقال وله اثار تدميرية على كل القطاعات، ربما ربما ابسط ما يمكن ان نقوله او ان نتخيلها الان عن فيروس كورونا المستجد، تهديد يطال حياة الانسان وتهديد يطال كافة القطاعات وفي مقدمتها الاقتصادية ويؤسس فيما لو استمر الى فوضى هائلة قد تغير شكل حياتنا على الكرة الارضية.ورغم تباين استراتيجيات مواجهته بين الدول الا انه ما زال يتقدم مخلف العديد من الضحايا والخسائر المادية والنفسية الكبيرة، دول قررت اعتماد الحجر والحظر واغلاق الحدود والاجواء من اجل احتواء انتشاره السريع ودول قررت ان تستمر الحياة فيها بشكلها الطبيعي مع اتخاذ بعض الاجراءات للحد من انتشاره، وبعضها مؤخرا بدأ بالانتقال من الاستراتيجية الثانية الى الاولى القائمة على الحظر والغلق وبعضها انتقل بالعكس، لكن الى الان لم تفلح أي منها في القضاء عليه واكثر شيء تحقق مرحليا هو اعاقة سرعة تقدمه وانتشاره نسبيا.لا شك ان اعاقة سرعة انتشاره عامل مهم في تمكين الرعاية الصحية من الصمود والاستمرار لكن هذه سيصبح مع مرور كل يوم اقرب الى حروب الاستنزاف، نحن في الاردن اخترنا الاستراتيجية الأولى مع كافة اكلافها ووضعنا هدف الاحتواء او السيطرة عليه في المقدمة وبعد أسبوع من الغلق والحظر الشامل بدأنا بالانتقال تدريجيا نحو حظر جزئي وسمحنا لعدد من القطاعات الاساسية لحياتنا اليومية من العودة للعمل والان بعد مرور اسبوعين هناك تفكيرا يجري بالتوسع في عدد القطاعات التي ستعود للعمل. بالمقابل حافظت اليابان الى الان على نسبة انتشار معقولة للفيروس نسبة الى عدد سكانها فلأرقام ما زالت بحدود الاربعة الاف اصابة وكنسبة وتناسب بين الاردن واليابان بين عدد السكان والاصابات نجد ان هناك تقاربا كبيرا رغم اختلاف استراتيجية كل منهما، فاليابان لم تعتمد الحظر والغلق منذ البداية وانما اعتمدت على انصياع المجتمع للتدابير الوقائية المقرة من سلطاته الصحية وعلى ثقافة المجتمع العامة القائمة اصلا على اتخاذ التدابير الوقائية بشكل تلقائي من أي عدوى ومن مر باليابان من المؤكد انه شاهد المعقمات في المحال وشاهد تنظيم الاصطفاف والتباعد مرسوما على الارض بالإضافة الى عاداتهم. لكن اليابان اليوم بدأت باتخاذ اجراءات تقوم على الانتقال الى الغلق او الحظر الجزئي خصوصا وان هذا الشهر سيشهد عدد من المناسبات العامة. اذا اليابان والاردن في هذه اللحظة يتبادلان الاستراتيجيات التي اتبعها كل منهما.هذا التبادل يؤكد على جوانب مهمة في طبيعة المعركة مع هذا الفيروس اولها ان المعركة ليست قصيرة الامد بقدر ما هي معركة مستمرة وتعتمد على السرعة في المواجهة واستثمار كل العناصر المتاحة وتعدد استراتيجيات المواجهة. ، وان الحظر او الانفتاح وغيره من الوسائل لن تكون ابدية ولا طويلة الامد لانعكاساتها القاتلة في مجالات اخرى، فالعالم لا يستطيع ان يوقف عجلة الانتاج والعمل ولا يستطيع ايضا ان يرفع كلف ضحاياه البشرية.لكن، هنا ثمة مفارقة مهمة وحاسمة بين الاردن واليابان وهي ان اليابان وهي تنتقل الى الحظر الجزئي بعد الانفتاح تسلحت بإجراءات تدبيرية كافية لمواجهة الفيروس تقوم على ثقافة المجتمع وانصياعه. بينما نحن الان ننتقل من الغلق والحظر الكلي الى الجزئي مع التوسع به ونحن لسنا متأكدين بعد من جاهزيتنا على مستوى التدابير الاجرائية الوقائية ولا على صعيد انصياع المجتمع لها.لا نستطيع ان نستمر بالعيش الطبيعي في اطار الحظر والمنع ولا نستطيع ان نستمر بالحياة بدون انتاج وعمل ولا نستطيع ان نستمر بالعيش مع هذا الفيروس بدون تدابير ذاتية وعامة، لذلك فان الخطوة الاولى والضرورية الان بالنسبة لنا في الاردن في هذه المعركة ونحن ننتقل من الغلق الى الفتح الجزئي تعتمد على محور المجتمع والاجراءات التدبيرية الوقائية التي قد يفوق اثرها اثر جهود الرعاية الصحية. وهذ يتطلب اتخاذ جملة من الاجراءات والتدابير الصارمة والحازمة لا تقل عن حزم وصرامة اثار هذا الفيروس التدميرية، بحيث تفرض الدولة في جانب على الكافة مواطنين وقائمين على العمل وعجلة الانتاج اتخاذ كافة الاجراءات التدبيرية للوقاية من انتشار الفيروس وبعقوبات مغلظة على الجميع في حال عدم الالتزام، وفي الجانب الاخر استدعاء فرق الاحتياط من جيوشنا الخيرة من المتطوعين في كافة الهيئات الثقافية والشبابية وغيرها للتطوع في اعمال ميدانية تسهم في تعزيز هذه الاجراءات والتدابير وتعمل الى جانب ذلك عل رفع نسبة التوعية العامة. وفي هذا المحور هناك الكثير مما يمكن عملة بطريقة الخلية وادارتها.جهود جبارة وكبيرة قامت به الادارة الصحية وكافة الاجهزة الحكومية والعسكرية والامنية في وطننا وقدم افرادها اعلى درجات الايثار وقد ان الاوان ان يرفد هذا الجهد بفرض الاجراءات التدبير للوقاية التي لم نلاحظ وجودها بالشكل الكافي الى الان .وهنا ينبغي ان لا نعتمد او نراهن فقط على وعي المجتمع وانما لا بدا من وضع التدابير لرفع وعيه والتزامه بهذه التدابير بسلطة القانون.

مشاركة :