الرقة - الجزيرة نت: أفاد مراسل الجزيرة بأن القوات الكردية التي سيطرت على مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا بعد هروب قوات داعش، بدأت أمس تمشيط المدينة للتحقق من تلغيم بعض المواقع داخلها والتأكد من انسحاب كل مقاتلي التنظيم منها. وقد اتهمت تركيا ومعارضون سوريون الأكراد بشن حملة تطهير ضد العرب والتركمان في المنطقة. فقد قال المراسل أحمد الزاويتي إن القوات المشتركة -التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل سورية معارضة صغيرة باشرت صباحاً عمليات للتحقق من وجود منازل أو مبانٍ قد يكون عناصر تنظيم داعش لغموها قبل هروبهم من المدينة التي تقع على الحدود السورية التركية. وأضاف الزاويتي أن وحدات حماية الشعب رفعت رايتها على معبر تل أبيض وهو المعبر الوحيد مع تركيا الذي كان يسيطر عليه التنظيم، مشيراً إلى أن الحركة منعدمة تقريبا في المعبر الحدودي. وأوضح أن السلطات التركية عادة ما تغلق أي معبر حدودي يسيطر عليه المقاتلون الأكراد. وكان آلاف السوريين من سكان مدينة تل أبيض قد توجهوا في الأيام الثلاثة الماضية نحو المعبر، وسمحت لهم السلطات التركية بالدخول. وكانت القوات الكردية وبعض الفصائل السورية قد سيطرت مساء الاثنين على كامل مدينة تل أبيض بعد انسحاب مقاتلي داعش من مواقعهم. وبهذا يكون التنظيم قد خسر أهم منافذه على طول الحدود مع تركيا، وتكون القوات الكردية قد بسطت سيطرتها على معظم الحدود السورية التركية. وتمكن الأكراد وحلفاؤهم من السيطرة على تل أبيض بعدما هاجموها من الشرق والجنوب بدعم من طيران التحالف الدولي، وكانوا هاجموا أيضا بلدة سلوك الخاضعة لتنظيم داعش. وتعليقا على سيطرة الأكراد على مدينة تل أبيض، قال بولنت أرنتش نائب رئيس الوزراء التركي إن المناطق التي يقصفها طيران التحالف في شمال سوريا تتعرض لتطهير عرقي وتهجير لسكانها من قبل منظمات كردية وتنظيم الدولة على حد سواء. وأضاف أرنتش في مؤتمر صحفي إثر اجتماع للحكومة التركية بأنقرة ، أنه يتم زرع عناصر أخرى في المناطق التي تتعرض للتطهير من أجل وصل الكانتونات الكردية في الشمال السوري بعضِها ببعض. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عبر قبل يومين عن قلقه من تقدم الأكراد في محافظة الرقة السورية، وقال إنه يترافق مع تهجير للعرب والتركمان، محذراً من أن هذا قد يؤدي إلى قيام كيان كردي يهدد أمن بلاده. وكانت فصائل سورية معارضة كبيرة - بينها حركة أحرار الشام والجبهة الشامية وجيش الإسلام وجيش المجاهدين- قد اتهمت قوات حماية الشعب الكردية -التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي- بتنفيذ حملة تطهير بحق العرب والتركمان في شمال شرقي سوريا.
مشاركة :