وحمل الإعلاميون في الندوة التي عقدها ملتقى إعلاميي الرياض "إعلاميون" أول من أمس، بعنوان: "إعلاميون من أجل وطن واحد"، التي تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة، وسائل الإعلام والإعلاميين أنفسهم جزءا كبيرا من المسؤولية في انتشار المعلومات المغلوطة عن كل مذهب أو منطقة أو قبيلة، وأن كثيرا من المحتوى الإعلامي بما فيها ما تفرزه قنوات التواصل الاجتماعي يسهم بشكل أو بآخر في تباعد أبناء المجتمع الواحد وانتشار "الكراهية" المقيتة التي أكثر ما يزيدها التعصب بكل أشكاله. ونادى الكاتب والمحلل السياسي عقل الباهلي برؤية إعلامية وطنية تعمل على إزالة الشوائب والمغالطات وتقريب بين أطياف المجتمع ومكوناته، ودعم الإعلاميين وتمكينه من دعم هذا التوجه وتعزيزه بما يقدموه من عمل يومي متنوع. واشترط الباهلي رفع سقف الحرية في وسائل الإعلام الرسمية والتقليدية، حتى لا يتوجه الجمهور إلى فضاء النت وقنوات التواصل الاجتماعي التي ربما تسهم في تشكيل رأي عام مغلوط ومضلل سواء كان داخليا أو خارجيا. من جانبه، حذر عضو المجلس البلدي بالقطيف والكاتب الصحفي جعفر الشايب من أن المجتمع السعودي أصبح مهددا أكثر من نتيجة ما تمر به المنطقة من صراعات ومحاولات لجر هذا المجتمع للدخول فيها، مطالبا بتبني استراتيجية وطنية تعيد بناء مفهوم الوطنية الواحد لكل أطياف ومكونات المجتمع السعودي. واتفق الشايب مع الباهلي في تحميل الإعلام مسؤولية كبيرة، واصفا تعامله مع مفهوم الوطنية بسطحية، وأنه لا يمارس دورا تحفيزيا في نشر ثقافة المواطنة، وأنه لم يندفع إلى آفاق متجددة تعكس واقع المجتمع السعودي. وناقش ضيف الندوة الثالث الشاعر والكاتب عبدالله العتيبي مفهوم الوطنية، ذاكرا أنها فكرة يشترك فيها الجميع، وأن أهم ما يطعن في خاصرة هذه الوطنية ويفتتها باستمرار هو التعصب بكل أشكاله، مشددا على ضرورة مواجهته بصرامة ومعالجته معالجة شافية. وأوضح العتيبي أن مفهوم الوطنية الشامل لا يلغي الهويات الفرعية لكل فئة أو منطقة، وأن احترام هذه الأفرع وربطها بالهوية الأم هو الأسلوب الأفضل للتكامل الوطني الذي يدرك معه الفرد البسيط أن تمسكه بهذا الفرع سيؤدي به إلى الأصل. وختم العتيبي ورقته بأن الوطن يتمثل في عنصرين أساسين في حياة المواطن، هما المنطقة الآمنة التي يعيش فيها ذلك المواطن، والحقوق والواجبات الواجبة على الفرد والمستحقة له. فيما تحدث ضيف الندوة الرابع الكاتب فوزي صادق عن ضرورة تصحيح القصص المغلوطة عن كل مذهب أو منطقة أو قبيلة، وتشجيع التقارب بين كل هذه الأطياف والمكونات والزيارات، وإظهار ثقافة كل منطقة وتعزيز احترامها من المناطق الأخرى أو الفئات الأخرى. وحمل صادق المناهج الدراسية والمدارس والمعلمين جزءا من المسؤولية في توجيه النشء إلى الصور الإيجابية وتعزيزها عن الآخر. وفتح بعدما قدم كل ضيف ورقته في عشر دقائق الحوار بين الضيوف والجمهور، وكانت السمة الأبرز للحوار تتمحور حول الوطن والغيرة عليه، وتجاوز كل الشوائب لنقدم لهذا الوطن كل غال ونفيس، وأن الجميع على قدم المساواة والمصير واحد، والعمل الوطني حق للجميع.
مشاركة :