القدس المحتلة- وكالات: يشتكي نحْو 70 ألفَ مقدسيّ يعيشون في الأحياء الشمالية لمدينة القدس من عدم وجود مُستشفى ميداني أو مركز لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، ما يُثير قلقَهم وتخوفهم الشديد من تفشّي الفيروس. فأحياء (كفر عقب، سميراميس، حي زغير وحي المطار)، الواقعة خلف جدار الفصل العنصريّ، تُعاني منذ سنوات طويلة تهميشًا وإهمالًا مُتعمّدًا في كافة القطاعات من قبل بلدية الاحتلال إلا أنها تفاقمت مع أزمة انتشار كورونا. وما يقلق السكانَ والأطباءَ الخوفُ من تفشّي الفيروس على نطاق واسع، خاصةً بعدما سجّلت قرى ضواحي القدس 99 حالة مصابة بكورونا، وأصحبت مناطقَ موبوءةً. وهذا ما سيضع الجميع تحت الضغط وطائلة المسؤولية، وسط دعوات للتدخّل العاجل من أجل الإسراع في إقامة مُستشفى ومركز للفحص داخل الأحياء الشمالية. يقول رئيس لجان الأحياء الشمالية منير زغير: «منذ إعلان حالة الطوارئ وأزمة تفشّي كورونا، والأوضاع الاقتصادية والصحية في تلك الأحياء صعبة للغاية، بحيث تفتقر لوجود مستشفى ميداني ومركز لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس». ويضيف «قبل أزمة كورونا ونحن نطالب الجهات المعنية بإقامة مستشفى بالأحياء الشمالية، لكن دون جدوى، واليوم نحن بأمسّ الحاجة لإقامة المستشفى، لأن الوضع الصحي لا يحتمل أيَّ تأخير في ذلك». «توجهنا عبر مُحامين ومُؤسّسات حقوقية لمحكمة العدل الإسرائيلية العليا، وتمّ تقديم التماس من أجل إقامة مستشفى ميداني على حاجز قلنديا العسكري، كي يتاح نقل الحالات المُشتبه بها إلى تلك المُستشفى، وما زلنا ننتظر الردّ على الالتماس». بدورهم، قال مسؤولون طبيون من شرقيّ القدس إن وزارة الصحة الإسرائيلية لا تستعدّ بشكل صحيح لتفشّي الفيروس في تلك المناطق، وأنها لا تجري أي اختبارات، ولا يتلقون التعليمات والإرشادات اللازمة للحجر المنزلي. ولفتوا إلى أن فرق «نجمة داود الحمراء» لا تدخل تلك الأحياء الفلسطينية، خاصةً التي تقع خارج الجدار الفاصل، ولم يتمّ فحصُ سوى عددٍ قليل من السكان في المُستشفيات أو منازلهم. ونتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها أزمة «كورونا» وما أفرزته من توقّف العشرات عن العمل وإغلاق المحال التجارية، فقد أصبحت شريحةٌ واسعةٌ من الأسر في أحياء القدس الشمالية بدون مصدر دخل، وبحاجة إلى مُساعدات عاجلة للتخفيف من معاناتهم.
مشاركة :