اليوم الدولي للضمير وتحكيم القيم الأخلاقية الإنسانية

  • 4/9/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الذكرى الأولى لليوم الدولي للضمير استذكر المنصفون حول العالم بكل إجلال وتقدير واعتزاز مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر التي تدعو إلى إشاعة ثقافة التعاون والتآزر والسلام وتعبئة وتحشيد جهود المجتمع الدولي لتعزيز مبادئ التسامح والتفاهم والتكافل والتعاون الدولي باعتبارها قيما وقواعد أساسية لتحقيق التنمية الإنسانية المستدامة في مختلف دول العالم، في وقت يجد العالم فيه نفسه أحوج ما يكون للتعاون والتلاحم لمواجهة جائحة كورونا، التي لم تتمكن الجهود الفردية لأكبر الدول وأكثرها تطورا وتقنية وقوة مالية ومادية وعسكرية من الانتصار عليها والتغلب على تداعياتها، وهذه جاءت لتبرهن على أهمية ودقة توقيت، وصحة منهج ومرئيات سمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله، والتي قدمها في العام الماضي، في وقت يشهد فيه العالم تنافسا شديدا، لإثبات الذات وتحقيق الهيمنة، وتكميم الأفواه ومصادرة إرادة الشعوب وتغييب الضمير. وها هم صناع الفكر، وقادة دول العالم يقرون بحكمة وبعد نظر سمو الأمير، ويدركون أهمية قيمة الضمير في توجيه أنظار العالم إلى أهمية التضامن والتعاون وبذل الجهود المشتركة في مواجهة هذا التحدي العالمي، بعد ان شاهدوا كيف ان العالم يسوده الذعر والخوف والارتباك، وان الدول العظمى غير قادرة بمفردها على التصدي لخطر الجائحة، الأمر الذي يتطلب تحكيم ضمائر الإنسانية وإشاعة ثقافة التعاون والالتقاء للعمل معا لإيجاد العلاج الأكثر فاعلية للقضاء على فيروس كورونا، ومواجهة تحدياته للإنسانية، ومعالجـة تداعياته الاجتماعية والاقتصادية والمالية، وفي ذلك أكد سـمو الأمير في رسالته للعالم بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للضمير «أن العالم في ظل التحديات الراهنة وما يعيشه من ظروف اسـتثنائية بحاجة إلى تعزيز التعاون والتكاتـف الإنساني على أسس من الضمير الصادق الذي يبث الخير والأمل، ويساند المساعي المشتركـة للبشريـة في النمـاء والتقدم». وبتفصيل أكثر، أوضح سموه بـ«إن العالم اليوم يعيش تحولات كبرى لم يشهدها من قبل، في ظل ما تواجهه البشرية حاليًا مع تفشي فيروس «كورونا»، والخسائر الفادحة التي تنتج عنه، وهو ما يحتاج إلى رؤية مشتركة واضحة تضع حدًا لكل ما يهدد الإنسانية من أخطار». ولا ريب ان هذه الرؤية تعبر عن ضمير حي وتمثل أرقى القيم الأخلاقية الإنسانية والتي تنطلق من قيم ديننا الإسلامي، وتنسجم مع روح ومبادئ كل الأديان السماوية الأخرى، وفي ذلك قال سموه: «إن دعوة الله إلى البشرية منذ الخليقة عبر الأنبياء والرسل، هي التعاون والتقارب والمحبة كأساس لعمارة الأرض وخيرها، وأن الضمير هو طاقة النور والأمل، وسيظل هو الموجه نحو كل ما يلبي قيم الخير والسلام». وانطلاقا من التزام البحرين بقيم الإسلام وخلقه ومثله، والذي شكل موروثها الحضاري وتراثها الذي تفخر به، وثقافتها التي تميزها عبر العصور، فانها تعد الالتزام بالقيم الإنسانية النبيلة التي نختصرها بتحكيم الضمير موجها أساسيا لعلاقاتها الدولية ولسياساتها التنموية المستدامة، وفي ذلك قال سموه «إن دعوتنا هذه نابعة من القيم والمبادئ والإرث الحضاري والتاريخي لمملكة البحرين الذي تمتزج فيه الثقافة والتراث ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف». وهي تعبر أيضا عن أرقى القيم والمبادئ الوضعية الجمعية التي أقرتها الأمم المتحدة في اطار تحالف الأمم المتحدة للحضارات والتي لخصها سموه بالدعوة إلى اليوم العالمي للضمير، عسى ان تفيق الدول والحكومات التي غاب ضميرها، لترى شعوبها وشعوب العالم الأخرى بمنظور جديد يقيها من العدوان والحرمان والفقر، والأمراض والأوبئة، ولتدرك ان التنمية والتقدم ليسا منجزات مادية وترسانات من الأسلحة ووسائل الدمار الشامل وقودها الشعوب التي ليس لها إلا الله جل في علاه. ولتسعى إلى وقاية الشعوب من مختلف انماط الصراع والحروب والأوبئة والأخطار عبر تحكيم الضمير في التعاون الدولي لمعالجة وحل مسبباتها، لتسود الرفاهية والسلام والتعايش والتعاون بين دول العالم المختلفة. ان هذه المبادئ والقيم التي دعا إليها سمو الأمير ليست ترفا فكريا أو مرئيات فلسفية تسود بها امتن الكتب والمجلات بل أنها قواعد أساسية ومعايير تنظيمية كانت ولم تزل تعتمدها مملكة البحرين في مسيرتها، وفي ذلك قال سموه «أن هذه القيم الرفيعة كرّستها مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حفظه الله، ودوّنتها في ميثاق العمل الوطني والدستور وعزّزت من خلالها قيم الحرية والمساواة والعدالة بين الجميع». لذا فقد جاءت مبادرة سموه الكريم بالدعوة إلى يوم دولي للضمير ليكون بمثابة محطة يراجع فيها العالم استراتيجياته وسياساته ويحكم فيها أرقى المبادئ الإنسانية، وفي ذلك قال سموه «إن مبادرتنا بالدعوة إلى يوم دولي للضمير، جاءت من إيماننا بضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية في وضع حد لما يعانيه العالم اليوم من نزاعات وحروب وصراعات نتجت عنها أوضاع مأساوية على الشعوب التي باتت ترزح تحت معاناة الفقر والجوع والمرض والأوبئة والتشرد».هنيئا لك سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وأنت تنقل رسالة البحرين الحضارية الى العالم، وتثبت في أصعب الظروف ان لا مفر من العودة إلى المبادئ الإنسانية الأخلاقية الخالصة، ولتقرع أجراس المحبة لإيقاظَ الضمير لدى الحكومات والشُعوب، فبالضمير تتحقق إنسانية الإنسان ويسود العدل الذي يدعونا الله تعالى إليه، وتترسخ التنمية وتستديم، وتزدهر البيئة، وتحاصر الأوبئة وتنحسر الأمراض، ويغيب الفقر ويعم الخير. وبذلك اثبت لكل منصف ومحلل ومتابع أمين، انك بحق رائد الفكر التنموي الأخلاقي الإنساني المعاصر، حفظك الله وأطال في عمرك وسدد بالخير والسرور خطاك.‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي

مشاركة :