يعد الانتقال من العمل في المكتب إلى العمل عن بعد تحديا كبيرا حتى بالنسبة للشركات الكبرى، فقد أرغمنا فيروس "كوفيد - 19" على اعتماد آلية العمل عن بعد خلال وقت قياسي وأقل بكثير مما كنا نتوقعه أو نرغب فيه. الخبر السار أننا تعلمنا كثيرا خلال الأعوام الماضية، وقد تطورت الأدوات والتكنولوجيا التي تدعمنا إلى حد كبير، كما أصبحنا أكثر دراية وراحة في التواصل عبر الإنترنت. مع هذا الواقع الجديد، هناك ثلاثة تحديات شاملة نواجهها وتتطلب منا حلولا مبتكرة: - في حين اختبر عديد منا آلية العمل عن بعد، لا يملك الجميع الخبرة ذاتها أو الراحة في التعامل مع هذا الأمر الجديد. لمعالجة ذلك يجب علينا تسوية الوضع. - حتى الشريحة التي تمتلك الخبرة، لم يكن ذلك اختيارها أو بموجب أمر سبق الاتفاق عليه. يتطلب منا الواقع الجديد استراتيجيات للتعامل مع كيفية هيكلة عملنا وإدارة احتياجاتنا وتوقعاتنا. - في الوقت الذي وضع فيه عديد من المؤسسات سياسات وممارسات تدعم العمل عن بعد، إلا أنها لا تلبي حجم ونطاق وسرعة الظرف الذي نواجهه اليوم. نحتاج إلى التفكير بشكل كلي فيما نحتاج إليه من شبكاتنا الاجتماعية. دعونا نخض بشكل أكبر تلك التحديات. لنتذكر أن هناك طريقة للتعامل مع آلية العمل عن بعد، وتعلمها ليس أمرا سهلا أو سريعا. بتلك الحالة، قد يواجه فريقك خللا في التوازن بين أولئك الذين يتمتعون بالخبرة ويشعرون بالراحة بالعمل عن بعد، والآخرين الذين يصعب عليهم التأقلم مع الوضع الجديد. إذا ما كانت تلك الطريقة التي تعمل بها، فحاول أن تتذكر الوضع الذي واجهته في بداياتك. ما الأخطاء الشائعة التي وقعت فيها؟ "هل نسيت الميكرفون على الوضع الصامت؟ هل تركت الميكرفون مفتوحا وذهبت إلى الحمام؟ هل نسيت إرسال رمز الدخول للمشاركين في الاجتماع؟" إذا لم يكن ذلك أسلوب عملك عادة، فكن مدركا أنك قد تشعر بعدم الراحة أو الأمان قليلا. ابدأ الاجتماع بالتحقق من التحديات التي قد يواجهها الآخرون ودع أعضاء الفريق في المجموعة يتشاركون النصائح وأفضل الممارسات. فذلك من شأنه توطيد العلاقة بين الفريق ومعالجة بعض القضايا. تذكر أيضاً أنه قد لا يمتلك الجميع تكنولوجيا متقدمة في المنزل، ولا بأس بذلك. فعلى عكس الاعتقاد الشائع، لا علاقة لمدى تطور التكنولوجيا بمدى التعاون مع الآخرين. من الضروري أن يكون الجميع مدركا للقدرات التقنية المتوافرة لزملائهم والتحديات التي يواجهونها وكيفية شعورهم تجاه التعامل مع هذا الظرف. فأكثر الإحباطات التي يتسبب فيها العمل عن بعد تكون ناجمة عن عدم الإفصاح عن المشكلات الفنية باعتبارها مشكلات شخصية. سبق لنا أن اختبرنا اتصالا مرئيا أو سمعيا مع أحد الأشخاص وكان الاتصال متقطعا فلنكن صادقين لن يمر وقت قليل قبل أن نبدي انزعاجنا بسبب إعادة حديثنا أو محاولة الاتصال عدة مرات... يتبع.
مشاركة :