صانع الهلال الحديث - فهد الدوس

  • 11/1/2013
  • 00:00
  • 52
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نقلب اوراق تاريخ نادي الهلال العريق الذي تأسس قبل 57 عاماً لا بد ان تتجلى في أفق الذاكرة اسماء خالدة وشخصيات بارزة خدمت المسيرة الزرقاء بكل عطاء و إخلاص. فالذاكرة الهلالية تحتفظ بأسماء لامعة تركت وراءها بصمات واضحة واسهامات بارزة خدمة لكيانها الشامخ ومن تلك الاسماء المضيئة "وجه السعد" الامير عبدالله بن سعد رحمه الله الذي ارتبطت علاقتة مع عشقه الكبير منذ منتصف التسعينيات الهجرية وتحديداً عام 1397 ه في عهد رئاسة الامير هذلول بن عبدالعزيز رحمه الله عندما اسس رابطة لجمهور الهلال مع الامير فهد بن بدر بن عبدالعزيز وظل نائباً له لمدة عامين تولى بعدها رئاسة الرابطة ابان رئاسة الامير عبدالله بن ناصر رحمه الله ثم تدرج من خلال عدة مواقع ادارية خدم فيها ناديه بكل تضحية واخلاص ودخل مجلس ادارة النادي لأول مرة عضواً عام 1400 ه وحين اكتشف رئيس الهلال الامير هذلول كفاءته الادارية وبراعته القيادية اختاره نائبا له بعد عامين فقط من دخوله الادارة ولم يمض اكثر من عام حتى تزعم قيادة دفة النادي كأصغر رئيس هلالي انذاك لكنه كان يحمل افقا واسعا وعقلية ناضجة وقيما ادارية ورؤية تنظيمية واعية اختصر بها مسافة النجاح لتحقيق طموحاته العريضة. ومن ابرز الانجازات التي تحققت في عهد ادارته قيادة فريقه للاستمرار في سجلات الشرف لمسابقة كأس الملك بتحقيقه اول بطولة له كرئيس في ثاني مواسمه على حساب الاهلي برباعية تاريخية 1404 ه توالت بعده الالقاب (الزرقاء) على مستوى الدوري 4 مرات اضافة الى كأس الاتحاد وكأس الملك اكثر من مرة لتصل الى 9 بطولات محلية وخارجية في 7 سنوات متتالية تخللها ارتباط اسمه كرئيس بأول بطولة خارجية في تاريخ نادي الهلال حين توج بكأس بطولة اندية التعاون امام العربي الكويتي عام 1406 ه وساهم الامير عبدالله بن سعد رحمه الله بفكره المستنير خلال تلك الفترة في صناعة فريق مرصع بالنجوم انطلق في حصد الالقاب والانجازات الذهبية ومنح الهلال شخصية فنية قوية داخل الملعب بقيادة مدربين عالميين ساهموا في تشكيل شخصية الهلال الحديثة وكان وجه السعد يتمتع بعلاقات واسعة ومحبة الجميع له مطبقاً مقولة: "ليس من الحكمة صناعة الاعداء" بل كان يتعامل مع الاخرين بقيم اخلاقية وشيم تربوية تعكس تنشئته الاجتماعية السليمة. كان يحترم المنافسة والمنافسين وكانت لغة الصمت هي مفتاح البطولات الهلالية في السنوات الي قضاها مع نادية احرز فيها 9 القاب كأول رئيس يحقق هذا العدد الكبير من البطولات كانت خلاصة فكر اداري سبق زمانه. وعندما ننتقل للجانب الانساني في شخصية هذا الرئيس الهلالي كان صاحب مواقف نبيلة ومبادرات انسانية مع العديد من اللاعبين وبعض الرياضيين في احلك ظروفهم الصحية والمعيشية وربما يحضرني بعض تلك المواقف الانسانية التي تنم عن حس نبيل وعمق وجداني لمسته الحانية مع حارس النصر سالم مروان شفاه الله الذي اصيب بشلل رباعي في حادث مؤلم وطرحت "الرياض" في حينه معاناة الحارس الكبير فكان عبدالله بن سعد اول المتجاوبين مع نداء الرياض الانساني حين بعث للقسم ظرفاً بداخله 50 الف ريال مساعدة منه لسالم مشترطًا عدم الافصاح عن اسمه رحمه الله. كما يذكر لي الزميل سعد الوعيل اداري علاقات الهلال الاسبق والموظف باتحاد الكرة حاليا انه تعرض لحادث مروري بالقرب من النادي فنقله الامير عبدالله بسيارته الى مستشفى الامير سلمان ثم الى احد المستشفيات الاهلية حيث تكفل بمصاريفه العلاجية خلال الايام التي امضاها فيه. اضافة الى موقف عبدالله بن سعد النبيل مع الزميل الاعلامي النصراوي عبدالرحمن الزهراني الذي رواه لي قبل 4 ايام في مقبرة ام الحمام ونحن نعزي النجم (الفذ) ماجد عبدالله في اخيه فؤاد رحمه الله. تلك الصور الانسانية تكشف معدن وقيم واصالة ووعي وخلق الامير عبدالله بن سعد رحمه الله. ونتمنى من الادارة الهلالية الحالية انشاء معرض رياضي تاريخي داخل اروقة النادي يضم منجزات وبصمات رموزه ورواده وشخصياته لتكون نافذة يطل من خلالها الجيل الحالي على تاريخ رجالات الهلال الاوفياء.

مشاركة :