تباين آراء صحف عربية إزاء الأحكام على مرسي وقادة الإخوان

  • 6/17/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بينما تشيد صحف مصرية - ولاسيما الحكومية منها - بالحكم، تورد الصحف السعودية وصحيفة الوفاق الإيرانية الناطقة باللغة العربية الخبرَ من غير تعليق. لكن الصحف القطرية تستهجن الأحكام. ولا يزال الحديث عن الحرب الدائرة على تنظيم الدولة الإسلامية مادة لكثير من كتاب الأعمدة والمقالات. مأزق العدالة طغت الأحكام الصادرة على الرئيس السابق على عناوين الصحف المصرية، الحكومية منها والخاصة على السواء. وأشادت الصحف الحكومية بالحكم، معتبرة أنه يحقق العدالة. فقد حملت صحيفة الأهرام عنوانا يقول: القصاص للوطن بيد العدالة، بينما حملت الأخبار عنوانا يقول: الإعدام للرئيس الخائن، أما روز اليوسف فقالت نهاية عصر الإخوان. لكن الصحف الخاصة لم تحمل النبرة نفسها، وإن احتلت الأحكام العناوين الرئيسية فيها، إذ جاءت عناوين صحف الشروق الجديد، والوطن، واليوم السابع، كالتالي: الإعدام والمؤبد لمرسي وإخوانه، وللمرة الأولى: إعدام رئيسي مصري، إعدام مكتب الإرشاد. وقد خصص كثير من الجرائد بعضا من صفحاتها الداخلية للحديث عن تفاصيل هذه الأحكام. وبينما تورد بعض الصحف السعودية الخبر مجردا، بلا أي تعليق، تدين الصحف القطرية الأحكام وتعلق عليها. إذ حملت صحيفة الراية القطرية خبرا على صدر صفحتها الأولى عن إعراب قطر عن قلقها البالغ بشأن إعدام مرسي. ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله بأن دولة قطر تضم صوتها إلى الدول التي تطالب بإلغاء هذا الحكم وإطلاق سراح الدكتور محمد مرسي. وأضاف المصدر أن أحكام الإعدام الصادرة بحق المعارضين السياسيين في مصر تؤدي إلى الإضرار بالأمن والاستقرار، وتسد أفق المصالحة والوفاق بين أبناء الشعب المصري الشقيق. صدر حكمان على مرسي أحدهما بالإعدام، والآخر بالسجن المؤبد. وتحت عنوان مصر .. مأزق العدالة، كتبت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها تقول إن أحكام الإعدام بحق الرئيس المصري المنتخب وقيادات الإخوان والداعية الشيخ يوسف القرضاوي غير مقبولة، وتعقد الوضع في مصر، وسيكون لها تأثير سلبي على آفاق الاستقرار على المدى الطويل، ولا تتيح مجالاً إلى حوار يفضي إلى حل الأزمة بالاحتكام إلى إرادة الشعب. وقال طلال سلمان في صحيفة السفير اللبنانية تحت عنوان حرصاً على كرامة مصر: أوقفوا المذبحة، إن هذه الأحكام الجائرة والخارجة على أي قانون، ستصيب السلطة وستضر بها إضراراً فادحاً، أكثر مما ستصيب «الإخوان» الذين سيتحولون إلى «ضحايا» وربما إلى «شهداء». خنق تنظيم الدولة الإسلامية وتحت عنوان خنق داعش يبدأ من سوريا، أثنت موناليزا فريحة في صحيفة النهار اللبنانية على معركة تل أبيض التي استطاع فيها مقاتلون من أكراد سوريا طردَ مقاتلي داعش من المدينة الحدودية. وتقول فريحة: لكن تجربة تل أبيض قد تكون نموذجا فعالاً لخنق هذا التنظيم التكفيري تمهيداً للقضاء عليه. يمكن للائتلاف الدولي أن يوسع هذه التجربة إلى حلب تحديداً حيث المنفذ الأخير للتنظيم إلى العالم الخارجي. هناك سيكون على المقاتلين الذين يحاربون النظام السوري أن يثبتوا للعالم (بعد تسليحهم بالطبع) أنهم هم، لا النظام السوري، الشريك الحقيقي للقضاء على وباء الدولة الاسلامية. ترى صحف عربية بأن الأكراد شريك حقيقي في القضاء على تنظيم الدولة بعد سيطرتهم على تل أبيض. وفي صحيفة الوفاق الإيرانية، أشاد صبيح راضي الكعب بدور بلاده الفعال في الحرب على تنظيم الدولة من خلال تقدیمها الأسلحة والذخیرة الثقیلة وإرسالها للمستشارین العسکریین وتقدیمها قرابین الشهداء خلق الروح المعنویة للمقاتلین من خلال تقدیم المعلومات الاستخباریة واللوجستیة أثبتت فاعلیتها ونجاحها فی الحرب لصالح العراق أکبر بکثیر من طیران التحالف الدولی ومستشاریه الموجودین على الساحتین العراقیة والسوریة. ومن ناحية أخرى، أعرب رفيق خوري في صحيفة الأنوار اللبنانية عن أسفه لما آل إليه الوضع في بلده إذ لا أحد، باستثناء قلّة، يناقش في العمق نظرية الارتباط الكامل لمصير لبنان بنهاية اللعبة في حرب سوريا. ويقول خوري: أقل ما علينا هو النقاش للتوصل الى أجوبة عن أسئلة لا مهرب منها: كيف ولماذا صار مصيرنا في حال ارتباط كامل بنهاية اللعبة الدامية في سوريا؟ إلى أي حدّ ضاق الهامش اللبناني، بحيث أصبحنا نتأثر في العمق بكل ما يدور في صراع المحاور الإقليمية والدولية: من حرب العراق وحرب اليمن مروراً بالتفاوض على الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني وصولاً إلى ترتيب النظام الأمني الإقليمي وتحديد الأدوار فيه؟ وإذا كانت قضايانا الكبيرة والمصيرية محكومة بالانتظار، فما الذي يمنع إدارة شؤوننا العادية وترك آلة السلطة تعمل من دون تعطيل لمعالجة أمور الناس؟

مشاركة :