أدَّى فرض عديدٍ من الحكومات في العالم حظر التجول عقب انتشار فيروس كورونا المستجد، واعتماد العمل عن بُعد، والدراسة الافتراضية، إلى دخول كثيرين العزل المنزلي الإلزامي، ما أثر على طبيعة حياتهم اليومية، ودفعهم إلى ابتكار طرق وأنشطة متنوعة للاستفادة من وقتهم، ودفع الملل، والتسلية مع العائلة. «سيدتي» ترصد لكم واقع الحال في المجتمعات العربية، وكيف تقضي بعض الأسر فيها وقتها في ظل منع التجول، وما الأنشطة التي تمارسها خلال فترة الحجر الصحي لإلهام باقي الأسر، ومساعدتها على الاستفادة من هذه الفترة الحرجة. واليوم نستضيف عائلة لاعبة المبارزة السعودية الحسناء الحماد المكوَّنة من والدتها كوثر العمار، ووالدها عبد الرحمن الحماد، وشقيقيها بدر وفاطمة. ضبط نظام العائلة تحدثت إلينا في البداية الوالدة كوثر، مبينةً أنها تجتهد لضبط حياة أبنائها وتنظيم وقتهم، متمنيةً انتهاء هذه الأزمة على خيرٍ، وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي، وقالت: «حاولنا منذ البداية السيطرة على نمط حياتنا في العائلة بالاستيقاظ صباحاً، وعدم السهر ليلاً، إضافة إلى ممارسة كثيرٍ من الأنشطة خلال ساعات النهار، وكما يقال رب ضارة نافعة، فقد أسهم منع التجول في اجتماع أفراد العائلة مجدداً مثل الأيام الخوالي بعد أن أبعدتنا مشاغل الحياة، حيث صرنا نقضي وقتاً أطول معاً». لا نعاني من صعوبات وتطرقت كوثر إلى موضوع التعلمعنبُعد، موضحةً أن أولادها لا يواجهون أي صعوبات تذكر في هذا المجال، كاشفةً أن دروسهم تبدأ في فترة الظهيرة، موضحةً أن الحسناء، وبدر، اعتادا على نظام الدراسة عن طريق الكمبيوتر، لذا لا يجدان أي صعوبة في إكمال تعليمهما عن بُعد، خاصةً أنهما كانا يحلَّان واجباتهما بواسطته خلال أيام الدوام الرسمي، وقالت: «هذا الموضوع، يحتاج فقط إلى حرصٍ من الطالب، ومتابعة مستمرة من الأهل، ومن المهم أن يستوعب أبناؤنا أن هذه الفترة ليست إجازة، وأن العام الدراسي لا يزال مستمراً». مشيرة إلى أنها تؤدي عملها من المنزل دون وجود صعوبات أيضاً، لأن معظم الناس يبرعون في استخدام التكنولوجيا، ولا يوجد هناك ما يمنع التواصل. نبتكر خططاً جديدة وكشفت كوثر أنهم يمارسون عدداً من الأنشطة المسلية لدفع الملل، قائلةً: «لدينا فترة استراحة، تبدأ بعد تناول الغداء، حيث نحاول ابتكار خطط جديدة كل يوم سواء بممارسة لعبة معينة، أو مشاهدة مسلسل ما، كذلك نمارس الرياضة سوياً». وفيما يتعلق بالخروج من المنزل، أوضحت: «منذ بدء الحجر وحتى الآن لم أخرج من البيت سوى مرة واحدة، وتحديداً صباحاً، حيث ذهبت لإحضار مستلزمات البيت، وأعمل جاهدة على وقاية نفسي وعائلتي من هذا الوباء عبر اعتماد توجيهات وزارة الصحة كافة، وعدم طلب الطعام من الخارج، وتجنب الخروج من البيت، وممارسة الرياضة، والمداومة على غسل اليدين». ووجَّهت رسالةً إلى كل العائلات، خاصةً الأمهات، باستغلال فرصة اجتماع الأسرة في المنزل عبر تنمية المهارات، واكتساب معلومات جديدة، لاسيما ما يتعلق بالتكنولوجيا، وحفظ وتسميع بعض الآيات، والتقليل من استعمال الجوالات للاستفادة من وقتهم في أمور مفيدة. الحظر قربنا من بعضنا فيما تمنَّى رب الأسرة عبدالرحمن الحماد، أن تنفرج هذه الأزمة على السعودية والعالم أجمع، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها مجدداً، مبيناً أن منع التجول والجلوس في البيت، أسهم في لم شمل العائلات من جديد، كاشفاً أنهم في البيت يمارسون عديداً من الأنشطة التي تجعل أفراد العائلة يتقربون من بعضهم أكثر، خاصةً الأنشطة الرياضية، إذ يحض أبناءه على ممارستها لتقوية صحتهم حتى تصبح أجسادهم أكثر مقاومةً للمرض. نتعلم الطهي بينما أوضحت فاطمة، الابنة الكبرى والطالبة الجامعية في كلية الطب، أنها تستيقظ صباحاً من أجل حضور محاضراتها عن بُعد، ثم تساعد شقيقيها في أي مشكلة تخص دروسهما، وفي المساء تقوم بإعداد الحلويات والمعكرونة برفقة الحسناء. أما بدر، الطالب في الصف الثالث الثانوي، فكشف أنه يبدأ حصصه الدراسية في الساعة 01:00 ظهراً عن طريق برنامج «كلاسيرا»، ويستمر في ذلك لمدة ساعة، أو أكثر بحسب الواجبات المطلوبة منه بعد انتهاء الدروس، كما يشارك عائلته في أنشطه المطبخ، خاصةً الشواء. في حين، بيَّنت الحسناء، الطالبة في الصف الأول الثانوي ولاعبة المبارزة، أنها تستيقظ في الصباح الباكر من أجل أداء تدريباتها للحفاظ على لياقتها، ويشاركها في ذلك بدر، إذ تخوض مباراة ضده، ثم تقوم بتلقي دروسها عن طريق الكمبيوتر، وفي المساء تساعد عائلتها في الأنشطة التي تؤديها.
مشاركة :