عواصم - وكالات: بدأ عدد من اللاجئين السوريين الى تركيا بالعودة أمس الاربعاء الى مدينة تل ابيض في شمال سوريا، غداة سيطرة المقاتلين الاكراد على هذه المنطقة الحدودية فيما شكل ضربة قاسية لتنظيم داعش. واجتاز حوالي 200 رجل وامرأة وطفل يحملون امتعة قليلة معبر اقجه قلعة التركي في طريقهم الى تل ابيض. وكانت المعارك في تل ابيض ومحيطها التي استمرت اياماً عدة دفعت اكثر من 23 الف سوري الى النزوح نحو تركيا. وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية وكتائب في المعارضة السورية الثلاثاء بشكل كامل على مدينة تل ابيض الواقعة في محافظة الرقة بمؤازرة غارات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وشهدت مدينة تل ابيض امس بداية عودة الى الحياة الطبيعية. وقال شرفان درويش، الناطق الرسمي باسم قوات بركان الفرات المعارضة التي قاتلت الى جانب الوحدات الكردية، انتهت العمليات العسكرية. المدنيون يعودون الى تل ابيض الآن. وأضاف اعدنا تشغيل فرن تل ابيض، ووزعنا الخبز على الاهالي الذين رجعوا الى المدينة. وقام المقاتلون الاكراد والعرب الذين معهم، وفق درويش، بتمشيط المدينة من الالغام والسيارات المفخخة التي خلفها التنظيم وراءه بعد انسحابه منها. ميدانياً، قتل 33 شخصاً على الاقل في مدينة دمشق وريفها الثلاثاء، وهم 24 شخصاً بينهم خمسة اطفال في قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على مدينة دوما، وتسعة اخرون جراء قذائف اطلقتها فصائل معارضة على العاصمة، وفق حصيلة للمرصد الاربعاء. في مدينة حلب (شمال)، ارتفعت حصيلة قصف الثلاثاء على احياء تحت سيطرة قوات النظام الى سبعة قتلى بينهم اربعة اطفال. وقد ندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الذي عقد محادثات مع الرئيس بشار الأسد هذا الأسبوع بالقصف العنيف غير المقبول من جانب الحكومة للمناطق المدنية قرب دمشق وبالهجمات المميتة التي تشنّها المعارضة المسلحة على حلب. ودعا المبعوث ستافان دي ميستورا الجانبين امس الى السماح بدخول المناطق المحاصرة بسهولة أكبر وخاصة في شهر رمضان الذي يبدأ اليوم الخميس. وأكد المبعوث أيضاً على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية. وبدأ دي ميستورا سلسلة من المحادثات الشهر الماضي قائلاً إنه من المتوقع أن يلتقي مع 40 وفداً أو أكثر في محادثات منفصلة مع كل وفد على حدة في جنيف تشمل مسؤولين حكوميين وقيادات معارضة ورموزاً من المجتمع المدني وممثلين من حكومات المنطقة وأطراف مؤثرة في الصراع. وقال البيان إن هذه المحادثات ستستمر حتى يوليو. من جهة اخرى أعلن تحالف لقوات المعارضة في جنوب سوريا امس بدء هجوم كبير للسيطرة على المواقع الباقية التي ما زال الجيش يسيطر عليها في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل. وتقع القنيطرة في منطقة حساسة على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة دمشق وتشهد اشتباكات بشكل متكرر بين جماعات المعارضة المختلفة من جهة والجيش السوري ومسلحين متحالفين معه من جهة أخرى. وقال مصدر في الجيش السوري لـرويترز إن الجيش صد هجوماً للمعارضة للسيطرة على عدد من التلال وقريتي تل الشعر وتل بزاق إلى الشمال من القنيطرة عاصمة المحافظة والتي باتت مهجورة. وقال المصدر أحبطت وحدات الجيش محاولات الجماعات الإرهابية للاستيلاء على القريتين الواقعتين في ريف القنيطرة، مضيفاً أن ما لا يقل على 200 مقاتل من المعارضة قتلوا أو جرحوا في عمليات الجيش. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي عدة دبابات وعشرات الجنود ينقلون تعزيزات عبر قرى يسيطر عليها الجيش في المحافظة الحدودية الزراعية، حيث حققت المعارضة مكاسب في العامين الماضيين. إلى ذلك اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، اشتون كارتر، أمس الأربعاء، أن سقوط النظام السوري أمر ممكن بسبب الضعف الذي لحق بقواته العسكرية. وقال وزير الدفاع في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي نريد أن نشهد انتقالا للسلطة لا يكون الأسد حاضرا فيه. وأضاف أن سقوط نظام الأسد ممكن، لأن قواته ضعفت إلى حد كبير، وتعرضت لخسائر كبيرة، لافتا إلى أن القوات النظامية تزداد عزلتها في منطقة دمشق والمنطقة ذات الغالبية العلوية في شمال غرب البلاد. ورأى أن انسحاب الأسد بنفسه من الساحة سيكون أفضل للشعب السوري مع تشكيل حكومة سورية جديدة تستند إلى المعارضة المعتدلة.
مشاركة :