غزة - الضفة - (أ ف ب): قدّم رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله أمس استقالة حكومته وسط خلافات متزايدة بين سلطات الضفة الغربية وغزة والتحدي الذي شكله الحديث عن فتح اتصالات مباشرة بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد. وأعلن نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله قدم استقالته وتم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وقال حماد لوكالة فرانس برس إن "الحمدالله قدّم استقالة حكومته أمس للرئيس عباس الذي أعاد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة". وأضاف حماد "إنه بعد تكليف الحمد الله أمس سوف تبدأ مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس"مشيراً إلى أن مدة المشاورات "ستستمر وفق القانون الأساسي الفلسطيني خمسة أسابيع". ويعتقد أن هذه الخطوة ناتجة عن استمرار الخلافات بين فتح وحماس رغم المصالحة التي أعلنت عام 2014 وعجز حكومة التوافق الوطني التي تشكلت حينها عن استلام مهامها في قطاع غزة. وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت في وقت سابق رفضها إعلان الرئيس الفلسطيني عن تعديلات وزارية بدون التوافق معها، بعدما قال عباس الثلاثاء إن الحكومة ستقدم استقالتها في غضون 24 ساعة. وأعلن الناطق باسم حماس أمس سامي أبو زهري لوكالة فرانس برس أن حركته "ترفض أي تعديلات أو تغييرات وزارية بشكل منفرد وبعيداً عن التوافق". وأكد أنه "لم يتم إطلاعنا ولم تستشر الحركة من أي جهة على أي تعديلات وزارية وكل ما يجري يتم بترتيبات منفردة من حركة فتح" محذراً من أن الحركة "ستدرس كيفية التعامل مع أي وضع يمكن أن يتشكل بعيداً عن التوافق". من جانبه دعا القيادي في حماس زياد الظاظا الرئيس عباس إلى "تعزيز مساره السياسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية من كل القوى والفصائل الفلسطينية العاملة على الأرض الفلسطينية والمقاومة للاحتلال الإسرائيلي". ويأتي ذلك على خلفية الحديث عن اتصالات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الحركة الإسلامية وإسرائيل. وربط مسؤول من حماس بين هذه المعلومات وقرار عباس بخصوص الحكومة معتبراً أنه يعكس "ارتباكه" حيال هذه المسألة. ورأى باسم نعيم القيادي في حماس أن قرار التعديل الوزاري "يعكس ارتباك أبو مازن وحركة فتح وهروبه إلى الأمام بعد الحراك من أكثر من اتجاه لحلحلة الأزمة في غزة ما قد يؤدي إلى تجاوز السلطة" الفلسطينية. وكان مسؤول فلسطيني مطلع على هذه الاتصالات قال لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن "العديد من الوسطاء بينهم مبعوث أممي زاروا غزة ونقلوا لقادة الحركة عدة أفكار لم ترق حتى الآن إلى مبادرة رسمية أو نص مكتوب". وأشار إلى أن جوهر هذه المقترحات "هدنة طويلة من خمس إلى عشر سنوات على حدود قطاع غزة مقابل رفع الحصار وإعادة فتح المعابر وإدخال كافة البضائع ومواد البناء إضافة إلى فتح ممر مائي بين قطاع غزة والعالم الخارجي". وأكد المصدر رافضا ذكر اسمه أن حماس "منفتحة على كل المقترحات والأفكار التي من شأنها أن تحقق مصلحة شعبنا العليا دون أي تنازل عن ثوابتنا وحقوقنا". بدوره، قال مسؤول قريب من حماس إن "ما يجري من اتصالات يمكن إدراجه ضمن رسائل شفوية ينقلها مبعوثون رسميون وغيرهم خصوصاً من الأوروبيين إلى مسؤولين في حماس ومن ثم إلى دولة الاحتلال أو العكس كلها تأتي في مرحلة جس النبض ومحاولة معرفة حدود أي مباحثات قد تفضي إلى اتفاق".
مشاركة :