دبي:يمامة بدوان «كأنني المريض الوحيد لدى الكوادر الطبية في مستشفى دبي، حيث المتابعة المتواصلة، على مدار ال24 ساعة، بكل هدوء وحرفية، ما جعلني أشعر بالاطمئنان والفخر، أمام كل الجاهزية التي عايشتها على مدار 14 يوما، إلى أن غادرت سرير المرض للعزل المنزلي».بهذه الكلمات بدأ محمد سالم بن ضويعن الكعبي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بدبي، حديثه ل «الخليج» عن تجربة إصابته بالكورونا، والتي خرج منها معافى، وكله فخر بما عايشه منذ لحظة وصوله مطار دبي الدولي قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية، مروراً بالحجر الصحي في أحد الفنادق، ثم المكوث بالعناية المركزة وصولاً إلى الشفاء التام والعودة لحياته الطبيعية.يعود الكعبي إلى البداية، حينما كان برفقة شقيقه ووالده الثمانيني في رحلة علاجية إلى تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قررا العودة للدولة قبل توقف حركة الطيران، ضمن الإجراءات الإحترازية للحد من انتشار الوباء، إيماناً منهم بأن تلقي العلاج بالإمارات أفضل بمليون مرة من مما شاهدوه في عدد من الولايات الأمريكية.وأضاف أنه لدى الوصول إلى مطار دبي الدولي، وبعد الترحيب بهم بحفاوة، وإجراء الفحص الأولي، تم الطلب من الجميع التوجه للعزل في الفنادق، إلا أنه في اليوم التالي شعر بالتعب والحمى، فسارعوا إلى نقله لمستشفى دبي، وإجراء المزيد من الفحوصات والتحاليل، ليتبين إصابته بفيروس كورونا (كوفيد 19) حيث مكث بالعناية الطبية الفائقة لثلاثة أيام، لظهور أعراض عدة عليه، منها القشعريرة والبرد والسعال والتقيؤ، إلى أن بدأ بالتعافي، ومن ثم نقله لغرفة عادية وتحت إشراف طبي مستمر أجرى له فحصين إضافيين على مرحلتين، للتأكد من شفائه التام. ابتسامة الطبيب وذكر أنه في اليوم الرابع عشر من مكوثه بالمستشفى، حضر الطبيب المختص إلى غرفته، والابتسامة تعلو على وجهه، قائلاً له: أنت بخير، استعد للذهاب للمنزل، ما جعله يشعر بأن الدنيا لا تتسع لفرحته، خاصة أنه سيقابل عائلته أخيراً، بعد حوالي 5 شهور من الغياب عنها، كونه كان خارج البلاد لأربعة شهور ونصف الشهر، فضلاً عن أسبوعين بالمستشفى.وتابع أن مشاعر متناقضة أصابته، فهو يشعر بالحنين لأسرته، إلا أنه كان متلهفاً لمشاهدة الإمارات نهاراً، خاصة أنه حينما وصل مطار دبي قبل أسبوعين كان الظلام قد حل ليلاً. حرفية وتفانٍ وأكد الكعبي أن فخره بالكوادر الطبية الإماراتية يفوق الوصف، حيث إنهم تعاملوا معه بكل اهتمام وحرفية وتفانٍ وهدوء، فجعلوه يشعر بأنه المصاب الوحيد بالفيروس، ما أسهم في رفع معنوياته عالياً، خاصة أنه لقي من العناية الطبية الكثير، فعلى سبيل المثال، وفروا له هاتفاً مباشراً مع الطاقم التمريضي، لطلب الطبيب بأي لحظة على مدار اليوم، كما أنهم كانوا يجرون له قياس السكر والدم والضغط بشكل مستمر، حرصاً على سلامته.وأضاف أن الطاقم الطبي تابع حالته المرضية بعناية إنسانية كبيرة، وجعلوه يشعر بأنه وسط عائلته وهو على سرير المرض، بالرغم من أنهم لم يعرفوا سوى اسمه، من دون علمهم بعمله في مجال حقوق الإنسان. إمارات الخير وتابع أنه حمد الله على تبين إصابته بالمرض لدى وصوله لأرض الدولة، لأنه شاهد خلال وجوده بالولايات المتحدة الأمريكية أن العلاج يقدم فقط لرعاياها وليس للآخرين، عكس دولة الإمارات التي تقدم الرعاية الطبية الشاملة للمواطن والمقيم والزائر على حد سواء، ومن دون تمييز، حيث إن مقولة «لا تشيلون هم أبداً» لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عززت لديه أسمى معاني الانتماء لإمارات الخير، فهي مقولة سيكتبها التاريخ بحروف من نور، كونها تمثل رسالة أمل واطمئنان للجميع، بأن كل إنسان على أرض الدولة له الأولوية في العلاج، من دون النظر لجنسيته أو ديانته أو لونه. موقف صعب وقال إن أكثر المواقف صعوبة خلال تلقيه للعلاج، يكمن في عدم السماح له بإخراج رأسه من نافذة الغرفة بالمستشفى، حرصا عليه من التعرض لعدوى مرض ما، إلا أن تواصل الأصدقاء معه عبر الهاتف طوال الوقت، وبثهم الروح الإيجابية، والدافع المعنوي للنشاط، جعله يشعر بالتعافي سريعا، كي يعود لممارسة حياته الطبيعية وسط أفراد أسرته، بالرغم من أنه سعى جاهدا كي لا يعرف أصدقاؤه إصابته بالمرض، تجنبا لقلقهم عليه، إلا أنه لا يعلم كيف عرفوا بذلك. عزل منزلي وأوضح أنه عندما «بشرّه» الطبيب بتعافيه وخروجه من المستشفى، هاتف أسرته كي ترسل سيارته، لأنه كان يرغب بقيادتها في طريق العودة للمنزل بالشارقة، كي يستمتع بالنظر إلى الجسور والأبراج والحياة التي تدب في المدينة من دون كلل أو ملل، خلال ساعات النهار.وتابع أنه لدى الوصول للمنزل، لم يستطع معانقة أبنائه حرصا عليهم وامتثالا لنصائح الكادر الطبي، حيث كان السلام من بعيد، والفرحة في أعينهم تكاد أن تقفز لمعانقته.تعافيت من الفيروس بدعم الأصدقاء وبث الروح الإيجابية
مشاركة :