أعذرني عزيزي القارئ لو رأيت العنوان صادم، "فعل فاضح في الطريق العام" هي جريمة يعاقب عليها القانون في بلادنا العزيزة مصر، ولكن تعالوا نراه ببعد آخر من خلال أحداث دخول الملك إلى أورشليم، لعل وعسى، تنفضح أفعالنا المشينة، أمام ملكنا وفادينا، ونحكم على نفوسنا حتى لا يحكم علينا، فنتوب عنها، وهو وحده يشفينا.بدأت الأفعال الفاضحة حينما:- ارتجت المدينة بدخول الملك- هتفت خلصنا " هوشعنا" - سبحت مبارك الآتي باسم الرب- فرشت السعوف والثيات كعربون للملك.فعلت كل هذه الأشياء وهي حقا جميلة، ولكننا في المقابل نرى الملك الذي كان من المفترض أن يفرح بكل هذه الاحداث، يبكي عليها!ولماذا تبكي يوم تتويجك؟قال: إن أورشليم لم تعرف زمان افتقادها طول التاريخ حتى هذه اللحظة رغم كل ما قدمته لي من أشياء جميلة في هذا اليوم.وأرى جزء ليس بقليل من الكنيسة اليوم يعيش مشابها لأورشليم في ذاك اليوم، مازال لا يعرف زمان إفتقاده.فنقدم للرب أشياء جميلة ورائعة من تسبيح وهتاف وعبادة وصلوات وابتهالات (ضجيج عالي) ، ولكن للاسف دون جدوى أو نتيجة ملموسة في القلوب تظهر وتنعكس في تغيير عملي وتأثير في حياة أعضاؤها. للاسف صرنا نحاسا يطن أو صنجا يرن.وهذه الأفعال حتما لا تلقى قبولا عند الملك لأنه يراها مظهرية خادعة بل وفاضحة، فهل نحتاج اليوم كأفراد أو ككنيسة أن نتخلى ونتوب عن هذه الأفعال الفاضحة ، والمشينة والمظاهر الخادعة حتى لو كانت بالنسبة لنا أو للاخرين أيضا مظهرها جذاب وجميل، لكن في الحقيقة جوهرها سيئ أمام فاحص القلوب ومختبر الكلى؟فهو يعرف سوء دواخلنا جيدا - لأنه خالقنا- حتى لو أظهرنا نفوسنا بمظهر جيد.ولكن لمحبته الكبيرة ورحمته الكثيرة وطول اناته العظيمة لا يفضحنا أمام الآخرين بل يسترنا بالرغم من عيوبنا، لعل هذا يقودنا إلى التوبة.فنعبد عن إختبار..ونعيش بإيمان..ونهتف عن اقتناع..هوشعنا.. خلصنا.. إرحمنا، كل أحد سعف وأنتم طيبون.
مشاركة :