تغير أحوال الناس

  • 6/18/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مدخل: أهنئكم بحلول الشهر الفضيل، وعساكم من صوامه وقوامه، وكلمة (خواطر) ليست مُسْتـَلـّة ـ بالطبع ـ من اسم البرنامج التلفزيوني الشهير للأستاذ أحمد الشقيري، فالكلمة مفردة عربية معروفة منذ نشأة اللغة، وهي مُتاحة للجميع، وقد استخْدَمَها من قبل الكثير من الأدباء والكُـتاب العرب عناوين لكتبهم ومقالاتهم، كالأديب مارون عبود، ومي زيادة وجبران وتوفيق الحكيم وسعيد الهنداوي وغيرهم.. ـ وسيطل عليكم - أحبتي القراء هذا العنوان خمس مرات.. إن شاء الله تعالى، اعتبارا من اليوم، مقرونا برقم الخميس الذي يكون فيه، فالأسبوع القادم سيكون العنوان: خواطر الخميس الثاني.. أي خميس شهر رمضان، فالثالث فالرابع فالخامس، وستكون الخواطر ـ بقدر الإمكان ـ خفيفة/ طريفة/ ذات صبغة معلوماتية معرفية، ولكنها ليست متسلسلة ولا مرتبطة ببعضها موضوعا، بل لكل خميس خاطرة منفردة مستقلة، لا يجمعها مع أختها إلا العنوان فحسب ـ اللهم أهِـلــَّهُ علينا بالأمن والأمان والسلامة والإسلام.. هذا هو الدعاء المأثور عن النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) حين يرى ـ بأبي وأمي ـ هلال الشهر الفضيل، وهنا قد ندخل في موجة الكتابة عن رؤية الهلال وثبوته أو عدمه في بعض البلدان، كما هو حاصل في كل عام منذ مئات السنين، حتى إن بعض الفقهاء أوْعـَزَ ذلك ـ بحسب رؤيته الفقهية ـ إلى سخط وغضب من الله -تعالى- على عباده في عدم (توفيقهم) في رؤية موحدة للهلال.. وهذا الموضوع قد أُشْـبـِع بحثا وتحليلا وكتابة، وأُسيل فيه بحار من المداد منذ قرون. ـ واليوم الخميس.. هو أول أيام الشهر الكريم في المملكة العربية السعودية، بحسب الإعلان الرسمي، وتقويم أم القرى، وهو كذلك في بعض دول الخليج، وبعض الدول العربية والإسلامية، مع أنه ليس كذلك عند دول خليجية وعربية وإسلامية أخرى. ولسْتُ ـ بالطبع والتأكيد ـ الشخص الصحيح، ولا المناسب الذي يصدر عنه صحة الصوم لمن ثبت عنده هذا اليوم، ولا عدم صحة إفطار من لم يثبت عنده.. ولكن الحديث الآن عن تـَغـَيـّـُر أحوال الناس ـ كل الناس ـ في شهر رمضان في أمور كثيرة، منها جعلهم ليلهم نهارا، والعكس، وهذا الأمر ليس هو في المملكة ودول الخليج والدول العربية التي يتحول طقس نهارها إلى قطعة من اللهيب الشديد، وطقس ليلها اقرب إلى الاعتدال أو اللطف فحسب، بل هو ـ أي هذا الأمر ـ قائم حتى في البلدان الأخرى من بقاع الدنيا التي يصوم فيها المسلمون. وقد يتكيفُ الناس في مدى 30 يوما على ذلك، لكن ماذا عن بلادنا التي تزداد فيها الحرارة، وساعات الصيام. ـ وهنا أقترح أمرا ليس جديدا، سبق أن طـرِح مرات عديدة منذ سنوات سابقة، وأعيدُه هنا للتذكير به، ولتأكيد صوابه وصحته ـ حسب رأي من يقول به ـ وهو: لماذا لا تقوم الدولة ـ حرسها الله ـ بتعديل طفيف على الدوام الرسمي للموظفين، وذلك بأن يبدأ الدوام الساعة الخامسة فجرا، وينتهي العاشرة صباحا، وليكن ذلك تجربة لعام واحد ثم يصار إلى أخذ النتيجة ومدى تقبل الناس لها، ودراسة إنتاجية ذلك وإنجازاته.. ـ ودعونا نكون صرحاء جدا وواضحين ونحن نصوم لله في هذا الشهر ونبتغي فيه الصدق، وهو أن (معظم) موظفي الحكومة (ليس لهم نفس) للعمل في شهر رمضان، وقد نرى ذلك في منطقة دون غيرها، أو يكون الأمر غير صحيح لدى منطقة أخرى، لكن الأعم الأغلب هو أن (الإنتاجية) تنخفض إلى أقل من 20% على أحسن تفاؤل وتقدير، ولا علاقة ـ البتة ـ لانخفاض ساعات العمل من 7 إلى 5 بالإنتاج، فمن يريد أن ينتج ويعمل.. سيعمل، بصرف النظر عن الوقت، وهذا الاقتراح هو لارتباطه المباشر بحرارة الجو، وفوران مزاج الموظف، وغليان روحه (ونفسيته).. ـ تجاوزتُ الحد المطلوب من المساحة والخواطر لم تكتمل.. إلى اللقاء في الخواطر القادمة..

مشاركة :